تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
تمر علينا ذكرى اتفاقية الذل والعار في السابع عشر من شهر أيار، وقد اخذ الصراع مع العدو الصهيوني منحىً جديداً وتطوراً كبيراً، فقد انقلب حال الأمة من النكسة والنكبة وتلقي ضربات العدو الصهيوني إلى أخذ المقاومة فيها زمام المبادرة وتحولت من ردات الفعل إلى الفعل المباشر، فهذه لربما المرة الأولى التي تبتدأ فيها المقاومة بقصف العدو الصهيوني رداً على محاولاته تغيير الواقع في القدس الشريف وطرد أهالي حي الشيخ جراح منه.
إن ما نشهده اليوم هو تطور متوقع منذ اليوم الأول الذي تداعى فيه علماء تجمع العلماء المسلمين للاعتصام في مسجد الإمام الرضا (عليه السلام) وأسقطوا بدماء الشهيد محمد نجدي اتفاق الذل والعار في السابع عشر من أيار لتتراكم إنجازات المقاومة لتصبح اليوم محوراً كبيراً يمتد من فلسطين إلى لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن، هذا المحور الذي سيكبر إن شاء الله ليضم إليه دولاً أخرى بعد أن تغير المقاومة في فلسطين الواقع الحالي إلى واقع جديد ينهك العدو الصهيوني ويؤدي إلى بداية زواله الذي بات حتمياً وننتظره في أقرب وقت.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وأمام المشهد البطولي في غزة وما يواكبها من تحركات على مستوى الأمة الإسلامية ككل نعلن ما يلي:
أولاً: كما سقط اتفاق السابع عشر من أيار بفضل المقاومة والوحدة ستسقط كل الاتفاقات الخيانية من كامب ديفيد إلى وادي عربة وأسلو، وسيسقط التطبيع الذي لم يكن إلا بين حكام خونة وعدو غاصب وسقطت صفقة القرن، ونحن نشهد اليوم بدايات النهاية للكيان الصهيوني الغاصب.
ثانياً: نتوجه بالتحية للشعب الفلسطيني البطل الذي أثبت اليوم أنه شعب واحد وأن تقسيمه بين فلسطيني الـ48 والـ67 لم يجد نفعاً إذ عم الإضراب العام كافة أرجاء فلسطين نصرة لقطاع غزة قطاع العزة والكرامة.
ثالثاً: مع حلول اليوم التاسع للحرب العدوانية على غزة لم يستطع العدو الصهيوني تحقيق أي من أهدافه العسكرية، فتحول إلى قصف المدنيين من النساء والأطفال وضرب البنى التحتية والمباني السكنية، مذكراً بما حصل في لبنان في العام 2006 عندما نفذ بنك أهدافه فتحول لإعادة قصف ما قصفه سابقاً وتدمير المباني السكنية والبنى التحتية، وهذا مؤشر واضح عن أن المقاومة قد انتصرت وهُزِم المشروع الصهيوأميركي الرجعي العربي.
رابعاً: التحية لوزير الخارجية اللبناني شربل وهبه على مواقفه الوطنية التي عبَّر فيها عن شعور كل لبناني شريف لا يرضى بالإهانة، خاصة من دولة تقف اليوم حجر عثرة أمام نهوض الدولة وتشارك في حصاره وتمنع تأليف حكومته وبغض النظر عن الضرورات الدبلوماسية عند المواقع الرسمية إلا أننا كهيئات شعبية نعتبر أن ما صدر عنه هو تعبير عن رأي كل لبناني شريف وحر.
خامساً: يأسف تجمع العلماء المسلمين لتمديد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إقامته في الخارج وتعنته على موقفه وندعوه لحسم أمره، إما بتشكيل الحكومة التي تحظى بموافقة جميع الفرقاء وتعتمد المعايير الموحدة، أو ليعتذر ليتولى غيره هذه المسؤولية إذ أن التسويف والمماطلة لا تفيد أحداً وتعود بالضرر على الشعب اللبناني برمته.
المصدر: تجمع العلماء المسلمين