أذَّنَت القدسُ في الناسِ للعيد، فأمَّ المقاومون الفلسطينيون الامةَ لصلاةِ النصر.
تقدمت نساءُ غزةَ صفوفَ المصلينَ وهن يزغردنَ لابنائهنَ الشهداءِ الذين قضَوا قرابينَ على اُولى صفحاتِ الزمنِ الفلسطيني الجديد، وخلفَهُنَّ اصطفَّ شبانُ اللدِ وحيفا ويافا وكلِّ الداخلِ الفلسطيني المحتلِّ الذين احتلُوا ارفعَ مراتبِ الصمودِ والعنفوان، وهم يوقدونَ النارَ الفلسطينيةَ في جسدِ الاحتلال ، وأكد المقدسيون انهم اهلُ الصلاةِ فكبّروا من جبلِ المكبر الى حيِّ الشيخ جراح، وكانوا اليومَ بعشراتِ الآلافِ يُصلّونَ في القدسِ ولاجلِها صلاةَ العيدِ بطعمِ النصرِ الأكيد..
صواريخُ الرجالِ الفلسطينيين عبرت مئاتِ الكيلومتراتِ الى عمقِ الكيانِ وامنِه، وعادَ العياشُ ببعضِ مداهُ – صاروخاً بما يزيدُ عن مئتينِ وخمسينَ كيلومتراً ليُطبِقَ الحصارَ الجويَّ على الاحتلال ، من مطارِ بن غوريون حتى مطارِ رامون، فيما كانت طائراتُ شهاب الانتحاريةُ المحليةُ الصنعِ على اُهبةِ الاستعدادِ متى احتاجَها سيفُ القدس..
اما ما يحتاجُه الاحتلالُ فهو صعبُ المنال، فانفُه ممرغٌ بالترابِ في غلافِ غزةَ وجنودُه يصطادُهم الكورنت الفلسطينيُ وفقَ جدولِ المعركةِ ومتطلَّباتِها، وسبعونَ بالمئةِ من مستوطنيهِ في الملاجئ، وكلُّ كيانِه خارجُ السيطرةِ كما قالَ خصمُ بنيامين نتنياهو اللدودُ يئير لابيد الذي دخلَ المعركةَ مستثمراً بالسياسةِ ومتهماً نتنياهو بقيادةِ كيانِهم الى الفوضى، فيما يتحدثُ اعلامُهم عمّا سَمَّوهُ بالحربِ الاهليةِ في مدنِ الداخلِ لا سيما اللد وعكا مطالبينَ بالاستعانةِ بالجيشِ بعدَ ان فقدت الشرطةُ الاسرائيليةُ السيطرةَ على الجبهةِ الداخلية ، لكن بمن سيستعينونَ متى سيفقدُ الجيشُ السيطرةَ على جبهةِ غزة ؟
جباهُ الامةِ مرفوعةٌ عزاً وشموخاً، ونداءُ القدسِ وفلسطينَ تلهجُ به كلُّ الشعوبِ الابيةِ تظاهراتٍ ووقفاتِ دعم – لا سيما في لبنانَ الذي ينظرُ بعينِ الفخرِ الى سيفِ القدس فيما يُحيي في هذه الايامِ ذكرى سيفِ المقاومةِ وذو فَقارها – القائدِ الجهاديِ السيد مصطفى بدر الدين، حبيبِ القدسِ الذي ما مشى الا طريقَها..
المصدر: قناة المنار