يبدو واضحا بان حكومة الإحتلال الإسرائيلي تنوي إدخال مستوطنة “بيت ايل” ومحيطها ضمن التجمعات الاستيطانية التي ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية في أي تسوية قادمة وفق المعطيات المتوفرة لدى المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان . فتوسيع مستوطنة “بيت ايل”، على اراضي دورا القرع وسط ادعاء أن هذه المنطقة جزء من المستوطنة ومجلس المستوطنة هو الجهة المسئولة عن المنطقة، لبناء حديقة تبعد ما يقارب من 500 متر عن البؤرة الاستيطانية ‘عمونا’ والتي قررت المحكمة العليا عام 2012 إخلاءها كونها مقامة على أراضي بملكية فلسطينية خاصة . ويحمل هذا المشروع الإستيطاني اسم “حلم يعقوب” وهو الاسم الذي أطلقته ما تسمى بـ’الشركة القومية للسياحة الإسرائيلية’ على المشروع الهادف لتوسيع “مستوطنة إيل” القريبة من رام الله، بعد مصادرة الأراضي الفلسطينية القريبة من المستوطنة . ويشمل مشروع “حلم يعقوب” حديقة ومتنزهًا نشرت الشركة عطاءه، بعد استكمال كافة المخططات الهندسية . ويجري تسريع بناء هذه الحديقة بتواطؤ مع “الإدارة المدنية الإسرائيلية”، التي تدعي عدم معرفتها بالمخطط ، رغم أن الشركة تتلقى الدعم المباشر من قبل الحكومة، كون الشركة رسمية وحكومية، وبهذا المشروع الإستيطاني تكون حكومة الإحتلال شريكة للمستوطنين في الإستيلاء على أراضي الفلسطينين الخاصة.
وتتلاحق التطورات الخطيرة على اكثر من صعيد وفي اكثر من منطقة في الضفة الغربية . فقد وافقت السلطات الإسرائيلية على بناء 98 وحدة سكنية جديدة الى الشرق من مستوطنة “شيلو”بالضفة الغربية المحتلة . والمستوطنة الجديدة الواقعة بين رام الله ونابلس هي المستوطنة الأولى التي تقام في ما تسميه إسرائيل منطقة «بنيامين» منذ عام 9199,وتشمل بناء 98 وحدة سكنية استيطانية على ان يتم بناء 200 وحدة أُخرى في المستقبلبعد ان وافقت لجنة التخطيط العليا في الإدارة العسكرية الإسرائيلية على المشروعين بعدما حظيت مسبقاً بموافقة وزير الجيش اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان.
ولم يقف الأمر عند هذه الحدود ، ففي اطار المخططات الهادفه لمصادرة مزيد من اراضي الفلسطينين لصالح التوسع الإستيطاني سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أهالي قرية جالود، جنوب نابلس، إخطارا بمصادرة مساحات واسعة من أراضي القرية وهي عبارة عن 400 دونم على أقل تقدير وتقع على بعد مئات الأمتار فقط من مدرسة القرية الثانوية’، بهدف استخدامها لإقامة مستوطنة جديدة على أراضي القرية وبحسب الإخطار الصادر عما يسمى ‘مجلس التنظيم الأعلى – اللجنة الفرعية للاستيطان’ يحق لأهالي القرية الاعتراض خلال شهرين من تاريخ الإخطار.
هذه التطورات الخطيرة تزامنت مع تصريحات الوزيرين في حكومة الاحتلال نفتالي بينيت وأوري آرييل والتي تدعو الى ضم الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان ، حيث دعا نفتالي بينيت الى ” التضحية بالنفس ” من اجل ضم الضفة الغربية ومنع قيام دولة فلسطينية معتبرا انه ليس من حق الحكومة ولا من حق جهاز القضاء في اسرائيل تقسيم ما أسماه ” أرض اسرائيل “.
واعتبر المكتب الوطني للدفاع عن الارض هذه التصريحات وما تم اقراره من مخططات استيطانية ومصادرة اراضي إمعانا اسرائيليا في السياسة الجنونية لحكومة اسرائيل واستمرارها في تصعيد وتكثيف انتهاكاتها المتعمدة للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية في ظل غياب التدخل الدولي الفاعل والمساءلة القضائية، الأمر الذي ساهم بشكل مباشر وحتمي في تعزيز هذه السياسات والتدابير لفرض أمر واقع على الأرض، يستحيل معه قيام دولة فلسطينية.
وفي السياق ايضا واصل اليمين الإسرائيلي تحريضه وضغطه لمواصلة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، إذ قالت وزيرة القضاء، أييلت شاكيد، لإذاعة الجيش الإسرائيل في ردها على الاستنكار الأميركي لمخططات الاستيطان الجديدة ، إن ‘على إسرائيل فعل ما يخدم مصلحتها، على من يريد ان يقود العالم الديمقراطي أن يحترم الحسم الديمقراطي للجمهور الإسرائيلي، وعدم محاولة التدخل في السيادة الإسرائيلية’ على حد زعمها ، فيما قال زعيم حركة ‘إم ترتسو’ العنصرية المتطرفة، إن من حق إسرائيل البناء في الضفة الغربية كما تبني في النقب وهضبة الجولان وأي منطقة أخرى، معتبرا الضفة الغربية أرضًا إسرائيلية، متجاهلا أنها أراض محتلة يمنع البناء فيها بحسب القوانين الدولية، وهاجم عضوا الكنيست بتسلئيل سموتريتش ويوآف كيش الولايات المتحدة وقالا أنهما ينويان تشجيع الحكومة على مواصلة الاستيطان في جميع المناطق.
في الوقت نفسه كشفت وثائق إسرائيلية، أن وزيرة القضاء شاكيد، تدخلت في قرار ما يسمى ‘المجلس القطري للتخطيط والبناء’ وذلك بهدف تغيير قرار لصالح الجمعية الاستيطانية “إلعاد”، بحيث يسمح لها الدفع بمخطط البناء لإقامة ‘مركز زوار’ في سلوان, وتدخلت الوزيرة شاكيد، بشكل استثنائي في عمل المجلس القطري للتخطيط والبناء، وجرى تغيير قرار لجنة الاستئناف الذي تضمن تقليص مخطط البناء بشكل ملموس.
وعلى صعيد انتهاكات الإحتلال والمستوطنين المتواصلة في أرجاء الضفة الغربية والتي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فقد كانت على النحو التالي في فترة اعداد التقرير.
القدس: بدأت أذرع الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ مشروع بناء كنيس “جوهرة إسرائيل” في حي الشرف، في قلب البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وعلى بعد 200 متر غربي المسجد الأقصى المبارك وبتكلفة تبلغ نحو 48 مليون شيقل (13 مليون دولار أمريكي)، حيث رصدت الحكومة الاسرائيلية مبلغ 36 مليون شيقل، فيما بوشر بجمع المبلغ المتبقي من أثرياء اليهود وسيبنى الكنيس اليهودي على أنقاض وقف إسلامي وبناء تاريخي إسلامي من العهد العثماني والمملوكي، وتبلغ المساحة الإجمالية للكنيس نحو 1400 متر مربع، وسيتألف من ست طبقات، اثنتان تحت الأرض وأربع فوقها ، فيما سترتفع على المبنى قبة ضخمة، حيث سيصل ارتفاع المبنى الى نحو 23 مترا عن مستوى الشارع.وسيُخصص طابقا الكنيس تحت الأرض، ليكون الأول منهما لعرض موجودات أثرية، يُدّعى أنها بقايا كنيس يهودي قديم من ضمنها مغطس للطهارة، أما الثاني فيخصص ليكون حمامات للرجال ومبان للدعم التقني. أما الطابق الثالث فسيكون بالتوازي مع مستوى الشارع الموجود، أي سيكون الطابق الأول فوق الأرض، وسيخصص كمدخل وحمامات للنساء، بينما الطابق الرابع سيكون القاعة الكبيرة للكنيس ويحتوي على كراسي وقاعات لصلوات اليهود وخزانة التوراة.
وتشهد القدس والأقصى خاصةً موجةً متجددة من الاعتداءات والتي تتزامن مع موسم الأعياد اليهودية . فقد ذكرت مصادر “منظمات المعبد” بأنها تتحضر لاقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى، وقد أطلقت هذه المنظمات دعوات عبر وسائل الإعلام التابعة لها، لرفع مشاركة المستوطنين في هذه الاقتحامات، التي ستؤمن لها الحماية من قبل قوات الاحتلال، وفق “منظمات المعبد”.
وفي القدس جبرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، مواطنًا على هدم جزء من منزله “ذاتيًّا” في البلدة القديمة بالمدينة المحتلة؛ بحجة البناء بدون ترخيص،وأفاد سامر دكيدك (43 عامًا)، أن بلدية الاحتلال أخطرته قبل نحو شهرين بهدم الجزء الجديد من منزله (من الزينجو)، حيث تبلغ المساحة الحديثة نحو 40 مترًا، وبعد توجهه لمقر البلدية غربي القدس أمرته بالهدم إمّا بنفسه أو ستهدمه بآلياتها. وذلك كي لا يتم تغريمه أكثر من 60 ألف شيكل من بلدية الاحتلال حال هدمته بآلياتها.
وفي خطوة استفزازية وغير انسانية صادر موظفو إدارة الاحتلال خيمة الصف الثالث في تجمع أبو النوار شرق بلدة العيزرية، التي قام الأهالي بنصبها ، بعد هدم غرفتهم الصفية.و فوجئوا لدى عودتهم مساءا للتجمع، بعدم وجود الخيمة التي أقامها أهالي التجمع من أجل أن تقيهم من أشعة الشمس، بعد هدم إدارة الاحتلال غرفة الصف الثالث الأسبوع الماضي .وأوضح أهالي التجمع أن موظفي الإدارة برفقة قوات الاحتلال حضروا لتجمع أبو النوار، وقاموا بتصوير الخيمة ثم قطع الحبال ومصادرة الخيمة، رغم أن الأهالي نصبوها بعيدة عن مكان الغرفة الصفية التي هدمت مسافة 50 مترا.
الخليل: قررّت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ، إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، أمام المصلين، على مدار 6 أيام، خلال شهر تشرين الأول الجاري.وبحسب المصادر، أن قوات الاحتلال قررت اغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين، وفتحه بالكامل أمام المستوطنين واليهود، أيام (3 و4 و6 و12 و18 و19) خلال الشهر الجاري، إضافة إلى استمرارها منع رفع الأذان في العديد من الأوقات.
وجرفت قوات الاحتلال خمسة دونمات من أراضي المواطنين المزروعة بأشجار اللوزيات، في منطقة طاواس الواقعة غرب بلدة بيت اولا في محافظة الخليل ، والتي تعود ملكيتها لعائلة السراحين. وفي سياق متصل، كثفت قوات الاحتلال من انتشارها على الطرق الالتفافية، ومداخل القرى، والبلدات والمخيمات، والطرق الرابطة في المحافظة، ونصبت حواجزها العسكرية بحجج أمنية واهية، لا وظيفة لها غير تأمين حركة المستوطنين والتضييق على حركة المواطنين الفلسيطينيين.
وفي منطقة تل الرميدة في الخليل هاجمت مجموعة من أطفال المستوطنين، بحماية الجيش الإسرائيلي، عائلة في محاولة لسرقة محصول الزيتون.وأعاق أطفال المستوطنين عائلة زيادة أثناء قطفهم ثمارالزيتون بجوار بيتهم في تل الرميدة محاولين سرقة الثمار، وجرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أراضي، وآبار مياه، وجدران حجرية في بلدة خاراس غرب الخليل حيث داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ترافقها جرافات وضابط ما تسمى الإدارة المدنية للاحتلال منطقة “الطف” غرب البلدة، وشرعت بتجريف نحو 38 دونما من أراضي المواطنين، المزروع جزء منها بأشجار الزيتون ، كما هدمت بئرين لجمع المياه، وجدران حجرية “سلاسل”، تعود ملكيتها لمواطنين من عائلة حلاحله، وحميدان . كماهدمت آليات الاحتلال، ثلاثة آبار مياه واقتلعت نحو 100 شجرة زيتون ولوزيات من أراضٍ فلسطينية في البلدة وجرفت آليات الاحتلال أراضٍ بمساحة 38 دونمًا في البلدة تعود لمواطنين من عائلة حلاحلة، إلى جانب عمليات الهدم.وكانت محكمة الاحتلال قد أعلنت مصادرة الأراضي المجرّفة عام 2013 بحجة الاستملاك كـ “أراضي دولة”. كما شرعت جرافات الاحتلال الاسرائيلي بتجريف نحو 40 دونما، ، في منطقة “الطس” غرب بلدة خاراس , وهي مزروعة باللوزيات والزيتون، وتحوي عدة ابار لجمع المياه، وتعود ملكية هذه الاراضي لعائلات قديمات وحلاحلة وسعيد بهدف ترحيل المزارعين عن اراضيهم بهدف مصادرتها لصالح الاستيطان.
نابلس: هاجم مستوطنون مجموعة من رعاة الأغنام بالقرب من بلدة بيت دجن إلى الشرق من مدينة نابلس على الطريق الاستيطاني الواصل إلى مستوطنة ألون موريه، وعمدوا إلى احتجازهم قبل أن ينسحبوا من المكان ويخلو سبيل المحتجزين. وقامت جرافات تابعة للاحتلال بأعمال تجريف على الطريق الرئيس لبلدة بيت دجن، والمغلق منذ أكثر من عام.ولم تتضح طبيعة عمليات التجريف، لكن مواطنين من بيت دجن ذكروا أن أعمال تجريف مشابهة جرت قبل نحو عشرة أيام في ذات المكان.ورجح المواطنون أن هذا التجريف يهدف إلى فتح الطريق بشكل مؤقت لتسهيل حركة الآليات العسكرية للاحتلال وتوفير حماية افضل لحركة المستوطنين
واقتحم مئات المستوطنين، قبر يوسف بمدينة نابلس تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، بحجة أداء طقوسهم الدينية، كما أبلغ عن وقوع خمس هجمات نفّذها مستوطنون أدت إلى إلحاق أضرار بممتلكات الفلسطينيين، من بينها حوادث أدّت إلى إتلاف أشجار زيتون فلسطينية في قريتي الساوية ويتما (نابلس)؛ و20 شجرة زيتون في جينصافوط.
سلفيت: واصلت جرافات المستوطنين تجريف أراضي بلدة دير بلوط غرب سلفيت؛ في هجمة استيطانية غير مسبوقة وهي عبارة عن مراعي خصبة وحقول من الزيتون والأشجار البرية الأخرى، ومنعت المزارعين وأصحاب الأراضي من الاقتراب من منطقة التجريف. وقد جرى التجريف في منطقة باب المرج التي تقع شرق بلدة دير بلوط بحماية جيش الاحتلال.
وفي كفر الديك ودير بلوط غرب سلفيت، سكب مستوطنو “بدوئيل” مياه المجاري العادمة في حقول الزيتون الواقعة أسفل المستوطنة من الجهة الشمالية والمحاذية للطريق الالتفافي الاستيطاني. هذه المياه العادمة تلوث البيئة، وتتسبب بأضرار صحية وخسائر فادحة تطال المزارعين.فيما يشكو مزارعون من قرى وبلدات غرب سلفيت وهي: الزاوية ومسحة وبديا ورافات ودير بلوط من تحكم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمواعيد دخول أراضيهم لقطف ثمار الزيتون في حقولهم الواقعة خلف الجدار.حيث أن أوقات السماح بدخول أراضيهم يتم بمزاجية, وتعتبر الأوقات ضيقة جدا وهي من الساعة الثامنة وحتى الثالثة عصرا.
الأغوار: تواصل قوات الاحتلال منع المواطن محمود عواد، من نصب خيام تأويه وعائلته، بدلا من تلك التي ازالتها الأسبوع المنصرم. في منطقة “الحمة” شرق طوباس.واقدمت قوات الاحتلال على احتجاز مجموعة من الصحفيين والمواطنين في منطقة “عين الساكوت” في الأغوار الشمالية لأكثر من ثلاث ساعات، حيث صادرت بطاقاتهم الشخصية ورخص سياقة السائقين، ومنعتهم من اكمال مهمتهم في الاطلاع على المناطق المهددة بالمصادرة في الأغوار الشمالية، خاصة وأن المنطقة المستهدفة عبارة عن (6500) دونم، تم استرجاعها بناء على قرار من المحكمة العليا الاسرائيلية، وترفض قوات الاحتلال تنفيذه.
جنين: احتجز جنود الاحتلال، عددا من المواطنين والمزارعين في قرية تعنك غرب جنين، خلال قيام مجموعات متطرفة من المستوطنين بتأدية طقوس تلمودية في تل تعنك الشهير الواقع في أراضي مرج ابن عامر. وقد اغلقت قوات الاحتلال المنطقة بما فيها الشارع الرئيسي جنين – حيفا، كما منعت المزارعين واصحاب المركبات من المرور بعدما اقتحم المستوطنون المنطقة حتى انتهاء طقوسهم التلمودية.
المصدر: منظمة التحرير الفلسطينية