تستفحل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالمملكة السعودية، آخر ضحاياها هذه المرة مخصصات لأمراء آل سعود وإطاحة كلية بهيئة البيعة، التي تعتبر من أبرز تركات الملك السابق عبدالله بن عبدالعزيز.
وقالت صحيفة “السفير” اللبنانية إن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في الحكومة السعودية، والذي يرأسه ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يبحث في تخفيض النفقات وزيادة العوائد المالية التي تراجعت بفعل تدهور أسعار النفط وبسبب الانفاق الضخم على الحروب التي تقودها المملكة بشكل مباشر أو غير مباشر في المنطقة.
وبحسب الصحيفة فإنه في إطار سياسة التقشف المعلنة حالياً في مملكة تعود على النفط: “وقف العديد من الامتيازات المالية والمخصصات «الخاصة» التي جرت العادة ان يحصل عليها أمراء واميرات الأسرة السعودية الحاكمة، مثل مخصصات السفر.”
لا يتوقف الأمر عند مخصصات السفر بل يطال رواتب أعضاء مجلس هيئة البيعة، ما يؤكد أن الهبئة لم تعد قائمة عملياً، وفق ما يقوله أحد أمراء الأسرة الحاكمة. وبذلك تكون الهيئة قد حُلت من دون صدور قرار رسمي.
وكانت هذه الهيئة قد انشأها الملك السابق عبد الله بن عبد العزيز قبل عشر سنوات على أن تكون مهمتها مبايعة الملك والموافقة على من يرشحه الملك الجديد ولياً للعهد أو ترشيح بديل، إلا أنها لم تقم بهذا الدور أبداً حتى في عهد عبدالله نفسه.
فبعد وفاة ولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز حصل اختلاف بين أعضاء فيها وبين الملك عبد الله على تعيينه لوزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد، وأدى ذلك إلى غضب الأخ الأكبر الأمير عبد الرحمن من هذا التعيين وإلى تحفظ الأمير طلال على أسلوب اختيار ولي العهد الذي رأى انه “لم يكن متفقاً مع نظام هيئة البيعة”.
وبعد وفاة ولي العهد الأمير نايف اختار الملك عبد الله وزير دفاعه الأمير سلمان وليا للعهد وعين الأخ الأصغر في العائلة الأمير مقرن وليا لولي العهد ـ في أول سابقة من نوعها في تاريخ الحكم السعودي ـ الأمر الذي أدى إلى استقالة الأمير طلال بن عبد العزيز من عضوية هيئة البيعة ومقاطعته لأخيه الملك عبد الله.
وكان الأمير طلال يقول “إن معارضته لما جرى ليست اعتراضاً على من اختيروا من الأشخاص، ولكن الاعتراض الأساسي هو على مخالفة نظام هيئة البيعة الذي أقسمنا جميعاً أبناء عبد العزيز على الالتزام به، من قبل أخي الملك عبد الله لا سيما بعد ان عين وليا لولي العهد وتصرف مثله من أتى بعده”.
المصدر: جريدة السفير