رأى سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة : أن هناك بعض الكيانات قامت أساساً على الاجرام والقتل والاحتلال والعدوان والتهجير والتشريد وتدنيس المقدسات كالكيان الصهيوني, وهناك بعض الدول والأنظمة لم تسجل في تاريخها الا الإستعمار للآخرين والهيمنة عليهم والإساءة لهم, كالولايات المتحدة الأمريكية التي تعمل مع حلفائها في المنطقة على تسعير الأزمات, ودعم الجماعات التكفيرية الارهابية وتسليحها, لتفتيت الدول والشعوب بهدف السيطرة على المنطقة ومواردها وخيراتها.
وقال: كل المآسي والأزمات التي نشهدها في منطقتنا وفي العالم هي من صنع الشيطان الأكبر أمريكا, التي لا تريد خيراً لكل الشعوب الأخرى بما في ذلك للمسلمين سواء كانوا سنة أو شيعة .
متسائلاً: من الذي احتل أفغانستان وقتل شعبه؟ ومن الذي احتل العراق وصنع الفتنة بين أبنائه سوى أمريكا وحلفائها من آل سعود وغيرهم؟.
وأشار: الى أن أمريكا هي من صنع داعش لتكون في مواجهة إيران وسوريا والعراق والمقاومة , وأن استمرار الأزمة في سوريا والحرب الدائرة هناك والإجرام والقتل والدمار والخراب سببه أمريكا التي باتت تجاهرعلناً بأنها تدعم العصابات التكفيرية الإرهابية بمن فيهم جبهة النصرة, وتزودهم بأسلحة متطورة, من أجل تأجيج الصراع وإدامة الحرب وسفك الدماء في سوريا.
واعتبر: أن السعودية التي تدمر اليمن وتقتل الشعب اليمني منذ سنة وثمانية أشهر على مرأى ومسمع العالم, ما كانت لتفعل ذلك لولا الضوء الأخضر الأمريكي والدعم الأمريكي الذي يمد السعودية بالسلاح والخبرات وادارة القوات المسلحة والإشراف على كل الخطط والعمليات العسكرية في هذا البلد.
ولفت: الى أن امريكا هي من يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للعدوان على الشعب الفلسطيني وضرب غزة , وهي من أعطى الموافقة لإسرائيل لشن عدوانها على لبنان في 2006 وتدمير بعض مناطقه.
وأكد:أن أمريكا هي سبب كل الأزمات والمشكلات التي يعاني منها العالم, من افغانسان الى سوريا والعراق مروراً بليبيا وليس انتهاءاً باليمن, فهي في الوقت الذي تدعو فيه الى حرية الشعوب وممارسة الديمقراطية لا تتوقف عن اثارة الانقسامات
ونشر المخاوف والشكوك وزرع النزاعات والخلاف بين ابناء البلد الواحد وبين الدول المتجاورة , فهي التي تحرض دول الخليج والسعودية على إيران وتعمق الخلاف بين السعودية وإيران حتى يبادروا الى شراء السلاح منها وعقد صفقات معها بعشرات مليارات الدولارات؟ وقد تم التوقيع على صفقة سلاح بين امريكا والسعودية قبل أشهر بثمانين مليار دولار؟! .
ونبَّه: الى أن الرهان على أمريكا في حل أزمات المنطقة هو رهان على وهم وسراب, فأمريكا لا تريد حلاً بل هي تعمل على تأجيج الأزمات والنزاعات في المنطقة وتدق طبول الحرب, واذا كان هناك من رهان فهو على الشعوب والمقاومة, وبدل ان تذهب الدول الى حروب بينية عليها ان تذهب للتعاون والحوار لحل الازمات والمشاكل في المنطقة, وان تدعو الى التفاهم والحوار.
نص الخطبة
(أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ). الحشر18
مع دخول شهر محرم بدأنا سنة هجرية جديدة هي سنة 1438هـ وهذا يعني انه مضى من أعمارنا سنة, وها نحن نستقبل سنة جديدة وندخل فيها.
وأمام هذا الحدث لا بدّ للإنسان أن يقف ليحاسب نفسه، كيف أمضى السنة الماضية؟ كيف كان إيماننا والتزامنا فيها؟ هل كان إيماناً ثابتاً راسخاً قوياً متيناً أو ضعيفاً متزلزلاً؟ هل أمضينا السنة في طاعة الله أم في معصيته؟
كيف كانت عبادتنا لله؟ هل أخلصنا لله في العبادة؟ أو كانت عبادتنا رياءاً؟ كيف كان التزامنا بالقيم الأخلاقية والسلوكية, بالصدق, بالأمانة, بالحق, بالإخلاص, بالرحمة, بالعفو, بالتسامح..؟ كيف كانت علاقتنا بالناس ومعاملتنا للناس؟ لعوائلنا وأولادنا وجيراننا وأصدقائنا وأقاربنا وأرحامنا, هل كانت معاملة حسنة؟ هل كنا نتعاطى بشكل إيجابي او كنا نتعاطى ونتعامل بشكل سيء وقاسي وسلبي؟ كيف كانت مواقفنا؟ هل كنا في موقف الحق مع أهل الحق أو في موقف الباطل؟.
كيف كنا وكيف نحن الآن وكيف يجب أن نكون في المستقبل؟.
في هذه السنة الجديدة لا بدّ للإنسان أن يتذكر ويدرس ويفكر في كلّ ذلك, من أجل أن يصحح الخلل عندما يكون هناك خلل في العلاقة مع الله أو في العلاقة مع الناس أو في الموقف من قضايا الحق والباطل, ومن أجل أن يعمق العلاقة مع الله عندما لا يكون هناك خلل ويزيد من أعماله الصالحة, ويعزز من أخلاقه وسلوكه الإيماني والإنساني.
علينا أن نحاسب أنفسنا لنفهم كيف كنا، فإذا رأينا أننا استزدنا خيراً وعملنا صالحاً شكرنا الله على توفيقه, وبدأنا نخطط لسنة جيدة أكثر خيراً وعطاءاً وعملا صالحاً. وان رأينا انفسنا أننا جنينا شراً وارتكبنا حراماً, فعلينا أن نأنب أنفسنا وأن نستغفر الله من ذلك, وندعو الله أن يوفقنا في السنة الجديدة لنستبدل الشر بالخير والمعصية بالطاعة.
علينا أن ننظر ونتأمل في حصيلة أعمالنا، كم كان حجم أعمالنا الصالحة وكم كان حجم أعمالنا السيئة، وبعد أن نحسب و ننظر ونتأمل في أعمالنا الماضية نتّق الله فيما
نستقبل من أعمارنا وفي سنتنا الجديدة (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) الحشر18-19
والإنسان عندما يترك سنة و يستقبل سنة جديدة عليه أن يفهم أن كلّ أعماله سواءً كانت صالحة أم سيّئة قد دوّنت وسجّلت في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها، وسوف يوضع هذا الكتاب أمامه يوم القيامة لكي يحاسبه الله على كلّ ما فيه (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) الإسراء 13- 14
ففي يوم القيامة يقرأ الانسان كتابه الخاص الفردي الذي دوّن فيه الملكان أعمال الإنسان وتصرفاته الشخصية والفردية في الحياة الدنيا، دونوا في جزء منه أعماله الصالحة ووفي جزء آخر أعماله السيئة.
والقرآن الكريم يتحدّث لنا عن ردّ فعل الإنسان عندما يقرأ كتاب الصالحات ، وردّ فعله عندما يقرأ كتاب السيئات يوم القيامة.
فالإنسان عندما يقرأ كتاب الصالحات ويرى حجم أعماله الطيبة والخيّرة, يفرح بها، ويرغب في أن يرى الناس و يشاهدوا ويقرأوا كتابه ليطلعوا على أعماله الطيبة، فهو يعتز بأعماله ويفخر بها, تماماً كما يعتز ويفخر الإنسان عندما يحصل على شهادة مدرسية أو جامعية وتكون علاماته فيها جيدة أو ممتازة فإنه يحب ويرغب أن يرى الناس شهادته المدرسية أو الجامعية.
يقول تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ – وهذا علامة كتاب الصالحات – فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ – فهو يدعو الناس الى قراءة كتابه, كأنه حين يرى كتابه يريد أن يطلع الناس على شهادته- إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ – يعني عندما كنت في الدنيا لم أكن غافلا وإنما كنت منتبهاً إلى أن هناك يوم قيامة وحساب وعقاب, وأنني سأحاسب على أعمالي و تصرفاتي يوم القيامة, ولذلك كنت أفكر في كل عمل وفي كل تصرف وفي كل سلوك وفي كل كلمة وفي كل موقف.. كنت أحسب أنني سأواجه وألاقي حسابي يوم القيامة وأن عليَّ ان أنتبه جيداً لأعمالي وتصرفاتي.
ثم بعد ذلك يحدثنا الله عن مصير من أوتي كتابه بيمينه وعن نتيجة محاسبته فيقول تعالى: (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ِفي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) . هذا رد فعل وعاقبة من كان كتابه مليئا بالأعمال الصالحة.
أما رد فعل من كان كتابه من السيئات فإنه عندما يقرأ ما فيه من أعمال قبيحة, يتمنّى لو أنّه لم يوضع كتابه بين يديه, ولم يطّلع على ما فيه، ولم يقف هذا الموقف.
يقول تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ – أي يا ليت نوتة الدنيا كانت النهاية والقاضية التي لا بعث بعدها ولا حياة- مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) أي كل شيء قد انتهى فكلّ أموالي وملكي وطاقتي لم تعد تنفع, فيا ليتني ما كنت في هذا الموقف.
ثمّ تتحدث الآيات عن عاقبة ومصير ونتيجة من أوتي كتابه بشماله فيقول تعالى: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ- ما يسيل من جلود أهل النار ولحومهم ودمائهم – لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِؤُونَ). الحاقة 19 – 37
لذلك علينا أن نعرف ماذا نملي على الملكين, وماذا نكتب في صحائف أعمالنا, بأن نراقب ونتأمل وندرس وندقق في كل قول وفي كل فعل قبل أن يصدر منا, حتى لا نرسل الى الله إلا الخير والعمل الصالح والقول الطيب.
يروى أن أمير المؤمنين (ع) سمع رجلاً يتكلم فيما لا يعنيه فالتفت اليه وقال: تأمل ما تتحدث به، فإنما تملي على كاتبيك صحيفة يوصلانها الى ربك فانظر: على من تملي، والى من تكتب؟.
فالملكان في كل يوم يقدمان تقريراً لله عن أعمال الانسان وأقواله وتصرفاته وسلوكه, وعلى الانسان أن ينتبه الى ما يصدر عنه ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ ق 17- 18
هذا هو الكتاب الذي يمليه الملكان ويشهد على أعمال الإنسان يوم القيامة.
وهناك شيء آخر غير الكتاب الذي يمليه الملكان يشهد على أعمال الانسان وتصرفاته يوم القيامة, وهو أعضاء الانسان التي تنطق وتتكلم بما صدر منها في الحياة الدنيا. ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾. يس65 وفي آية أخرى:( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ( النور 2.
فاليد تشهد على الانسان اذا كان قد استعملها في الحرام فضرب بها انساناً بغير حق, او قتل بها انساناً بغير حق, او أخذ بها شيئاً ليس له فيه حق, او كتب بها شيئاً ظلماً اوافتراءا او باطلا, والرجل تشهد على الانسان وتقول: يا رب أنا ذهبت الى المكان الفلاني والفلاني.. واللسان يشهد على الانسان بما صدر منه من كذب او غيبة اونميمة أو شتيمة أو افتراء أو سوء , وهكذا بقية الأعضاء كالسمع والبصر والجلود وغيرها فإنها كلها تشهد بما اقترفت. (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* وَ قَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَ لا جُلُودُكُمْ وَ لَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ* وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( فصلت 20 – 23
لذلك لا بد لنا كمؤمنين أن نُبقي هذا المشهد – مشهد يوم القيامة – حاضراً في عقولنا, وأن نتذكر دائماً أن هناك ملكين يقدمان يومياً عنا وعن أقوالنا وأفعالنا تقريراً لله, وأن هذا التقرير سيحدد غداً مصيرنا وآخرتنا, فإما الى الجنة والنعيم, وإما الى النار والجحيم.
إن على الانسان أن يغتنم فرصة العمر بالمبادرة الى الأعمال التي تنفعه في الدنيا والآخرة, ليكون كتابه كتاب الصالحات لا كتاب السيئات, وأن يقضي عمره في العلم والعمل, وفي العبادة والطاعة, وفيما يرفع من شأنه وشأن مجتمعه وأمته, لا أن يقضيه في اللهو والعبث واللعب, او في المعصية والكذب والاحتيال وسوء المعاملة, او في تدبير المكائد والفتن والايقاع بين الناس, او في القتل والاجرام وسفك الدماء كما يفعل المستكبرون والطغاة والظالمون والمجرمون, سواءٌ كانو دولاً او أنظمة او جماعات أو افراداً.
فهناك بعض الكيانات قامت أساساً على الاجرام والقتل والاحتلال والعدوان والتهجير والتشريد وتدنيس المقدسات كالكيان الصهيوني, الذي احتل فلسطين وشرد شعباً بأكمله من أرضه, بدعم ومساندة من الغرب والقوى المستكبرة.
وهناك بعض الدول والأنظمة لم تسجل في تاريخها الا الإستعمار للآخرين والهيمنة عليهم والإساءة لهم, كالولايات المتحدة الأمريكية التي تعمل مع حلفائها في المنطقة على تسعير الأزمات في المنطقة, ودعم الجماعات التكفيرية الارهابية وتسليحها, لتفتيت الدول والشعوب بهدف السيطرة على المنطقة ومواردها وخيراتها.
كل المآسي والأزمات التي نشهدها في منطقتنا وفي العالم هي من صنع الشيطان الأكبر أمريكا, التي لا تريد خيراً لكل الشعوب الأخرى بما في ذلك للمسلمين سواء كانوا سنة أو شيعة .
من الذي احتل أفغانستان وقتل شعبه؟ ومن الذي احتل العراق سنة 2003وصنع الفتنة في هذا البلد وأوجد الطائفية سوى أمريكا وحلفائها من آل سعود وغيرهم؟.
من الذي صنع داعش لتكون في مواجهة أيران وسوريا والعراق والمقاومة سوى أمريكا؟.
استمرار الأزمة في سوريا والحرب الدائرة هناك والإجرام والقتل والدمار والخراب سببه أمريكا التي باتت تجاهر علناً بأنها تدعم العصابات التكفيرية الإرهابية بمن فيهم جبهة النصرة, وتزودهم بأسلحة متطورة, من أجل تأجيج الصراع وإدامة الحرب وسفك الدماء في سوريا.
خراب ليبيا وتدمير هذا البلد وهدر وسرقة موارده ونفطه وإمكاناته سببه أمريكا.
السعودية التي تدمر اليمن وتقتل الشعب اليمني منذ سنة وثمانية أشهر على مرأى ومسمع العالم, ما كانت لتفعل ذلك لولا الضوء الأخضر الأمريكي والدعم الأمريكي الذي يزود السعودية بالسلاح والخبرات وادارة القوات المسلحة والإشراف على كل الخطط والعمليات العسكرية.
من الذي يدعم اسرائيل ويعطيها الضوء الأخضر للعدوان على الشعب الفلسطيني وضرب غزة ثلاث مرات في ثلاثة حروب؟ والاعتداء على لبنان في 2006 وتدمير بعض مناطقه سوى أمريكا؟.
أمريكا هي سبب كل الأزمات والمشكلات التي يعاني منها العالم,من افغانسان الى سوريا والعراق مروراً بليبيا وليس انتهاءاً باليمن, فهي في الوقت الذي تدعو فيه الى حرية الشعوب وممارسة الديمقراطية لا تتوقف عن اثارة الانقسامات ونشر المخاوف والشكوك وزرع النزاعات والخلاف بين ابناء البلد الواحد وبين الدول المتجاورة , فهي التي تحرض دول الخليج والسعودية على إيران وتعمق الخلاف بين السعودية وإيران حتى يبادروا الى شراء السلاح منها وعقد صفقات معها بعشرات مليارات الدولارات, وقد تم التوقيع على صفقة سلاح بين امريكا والسعودية قبل أشهر بثمانين مليار دولار؟! .
ولذلك فان الرهان على أمريكا في حل أزمات المنطقة هو رهان على وهم وسراب , فأمريكا لا تريد حلاً بل هي تعمل على تأجيج الأزمات والنزاعات في المنطقة وتدق طبول الحرب.
الرهان على أمريكا لا يحل المشاكل والازمات, واذا كان هناك من رهان فهو على الشعوب والمقاومة وسواعد المجاهدين, وبدل ان تذهب الدول الى حروب بينية عليها ان تذهب للتعاون والحوار لحل الازمات والمشاكل في المنطقة, وان تدعو الى التفاهم والحوار.
المصدر: خاص