وشهدَ شاهدٌ من العراق على تدحرجِ لبنان – المعلقِ على رجاءِ استخراجِ نفطِه – نحوَ العتمةِ الشاملةِ .. وما اقواها صدفةً تستعجلُ المضيَ بالعروضِ النفطيةِ العراقيةِ ان يخرجَ معملُ دير عمار الكهربائي من الخدمةِ بعدَ معملِ الزهراني تزامناً مع زيارةِ وزيرِ الصحةِ العراقي حسن التميمي مكلفاً من حكومتِه لبحثِ التعاونِ وتبادلِ الخبراتِ معَ لبنانَ مقابلَ النفط..
مسارُ التعاونِ هذا يتقدمُ اكثرَ من ايِ وقتٍ مضى، فرحبَ به رئيسُ الجمهوريةِ العماد ميشال عون معرباً للوزيرِ العراقي عن استعدادِه الكاملِ لتسهيلِ تطبيقِ الاتفاقاتِ الثنائية. وفي عين التينة، حملَ لقاءُ الوزيرِ التميمي مع الرئيس نبيه بري جملةَ رسائل ، منها ما عبرَ عن عمقِ التشابهِ في التحدياتِ التي يواجهُها البلدانِ الشقيقان ، ورسائلُ اخرى محليةٌ سياسيةٌ غيرُ مشفرةٍ وواضحةُ التحذيرِ والتنبيه : فلبنانُ مهددٌ بالانهيارِ اذا لم تتشكل الحكومةُ ولا يمكنُ الوصولُ الى شاطئِ الامانِ من دونِ سلطةٍ تنفيذيةٍ تتحملُ مسؤولياتِها في منعِ السقوط ، قال الرئيس بري.
اما لقاءُ السراي، فكانَ طويلَ المدة ، مفصّلاً في دقائقِ الاتفاقياتِ ومشاريعِ العروضِ التي حملَها التميمي : الزراعةُ والصناعةُ والتقديماتُ الصحيةُ والاستشاريةُ مقابلَ 500 الفِ طنٍ من الفيول ، وبالليرةِ اللبنانية ، بحسبِ ما علمت المنار.
وامامَ ما يقدَّمُ عراقياً وتحُثُ بغداد عليه ، الا يكفي لبنانَ انتظارُ القراراتِ وهو في قمةِ الانهيار، ويحتاجُ لكلِّ مصادرِ الطاقةِ الايجابيةِ للصمودِ وقتاً اضافياً مع تلمسِ جهودٍ تبذلُ في حيزِ الاتصالاتِ الحكوميةِ كما كشفَ الامينُ العام لحزب الل السيد حسن نصر الله بالامس.
وفي اولوياتِ المرحلة، لن يشبهَ غدُ المنطقةِ يومَها وامسَها، لا مكانَ لنكرانِ حجمِ المتبدلِ الاميركي فيها ، وذهابِ جو بايدن الى المناورةِ في غيرِ مكانٍ لتحسينِ شروطِه تارةً في الملفِ النووي الايراني حاصداً الفشل ، وتارةً اخرى في اعادةِ نظمِ علاقةِ بلادِه في السعوديةِ من بابِ الابتزازِ المنظم.
المصدر: قناة المنار