بارك رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط، صمود الشعب اليمني في وجه العدوان، مثمنا الاستجابة العالية والرفد المستدام للجبهات وحالة الإقبال الكبيرة والمشرفة على معسكرات الاحتياط وعملية البناء المتواصلة في كل المجالات العسكرية والأمنية.
وقال الرئيس المشاط في كلمة لهُ بمناسبة اليوم الوطني للصمود “نحتفي باليوم الوطني للصمود لأنه مثل اختبارا وكان النجاح في هذا الاختبار الصعب حليف شعبنا بكل مكونات موقفه الوطني المناهض للعدوان”، مضيفًا أن “هذا الصمود بفضل الله حمانا من معاناة كانت ستكون أكبر وأخطر، ومنحنا وشعبنا الوعي الكبير والعميق والواسع بالخصوم ومن يقف خلفهم من أعداء الأمة”. وأشار إلى أن الصمود منحنا الحصانة من التأثر بسياسات الأعداء وأساليبهم القائمة على التشويه والتحريض وإثارة النعرات المذهبية والطائفية والمناطقية.
وتابع الرئيس المشاط “في إطار هذا الصمود ترسخت مبادئ الهوية اليمانية بما تبنيه في الوجدان والواقع من الإيمان بالله والثقة به والتوكل عليه فغابت كل أسباب الفرقة والكراهية”، وأشار إلى أن صمود أبناء الشعب اليمني كان له الأثر الكبير في إفشال كل المخططات المعادية وكان له الفضل الكبير في وضع الخصوم أمام حالة كبيرة من الانكشاف السياسي والقانوني والإعلامي.
وأوضح المشاط أن من من أهم مكاسب الصمود أنه كشف مستوى الانحسار القيمي لدى كل أدعياء التمدن والتقدم والإنسانية وأسقط كل الأقنعة حتى وجدنا المجتمع الدولي يعترف بشرعية زائفة لا يعترف بها الشعب اليمني، وأردف قائلًا “وجدنا الأمم المتحدة تقلق في كل مرة نستعمل فيها حقنا المشروع في الدفاع، وتلوذ بالصمت إزاء الاعتداء اليومي والحصار المستمر وإزاء التدخل الخارجي غير المشروع”.
واستطرد بالقول: “أجهز صمود شعبنا على ثقافة الارتزاق والتبعية والارتهان، فتنزهت عنها الغالبية العظمى من الشعب وأرسى الصمود أسس الاستقلال الحتمي”.
وفيما يخص الرؤية الوطنية، قال الرئيس المشاط: “سنشهد في الأيام القادمة تدشين جملة من الإنجازات العملاقة في الرؤية الوطنية لبناء الدولة تتمثل في الخطة الخمسية للمرحلة الأولى”. وتقدم بالنصح إلى كل متقاعس أو متخاذل في الحكومة والمؤسسات بأن الفرصة الأخيرة مواتية للجد والمثابرة والنجاح والإنتاج ما لم فالإجراءات آتية لا محالة.
وقدّر المشاط عاليا عملية البناء المتواصلة في كل المجالات العسكرية والأمنية، حاثا المختصين في دوائر التدريب والتأهيل على المزيد من مضاعفة الجهود، كما بارك لكل الإخوة العائدين عودتهم إلى حضن الوطن، مرحبا بهذه الموجة الطيبة والمستمرة، معتبرا ذلك صحوة ضمير ومؤشر وعي، وأكد وأكد “على من تبقى في معسكر العدوان معرفة أن باب العودة لن يبقى مفتوحًا إلى ما لا نهاية إن لم يسارعوا إلى إعادة حساباتهم واتخاذ القرار الصحيح.
وفيما يخص السلام، نبه الرئيس المشاط إلى خطورة الانطلاق من توصيفات خاطئة في البحث عن السلام لأن هذا سيقود إلى تصورات غير صحيحة وغير واقعية للحل”، وقال إن “محاولة التركيز على المشكلة الداخلية اليمنية قبل إنهاء الحرب العسكرية التي يقودها طرف خارجي سيبقى يثير الكثير من الإشكالات والصعوبات”. كما نبه إلى خطورة الربط بين الجانب الإنساني الذي يخص الشعب اليمني ككل بملفات الخلاف العسكري أو السياسي.
وأضاف المشاط “يجب أن نحصن الجانب الإنساني من أي تأثيرات سلبية لجوانب الاختلاف الحقيقي المتمثل في الحرب العسكرية التي تقودها من الجانبين صنعاء والرياض، والخلاف السياسي الداخلي”، ولفت إلى خطورة تجاهل ما صنعته الحرب القاسية من مخاوف وتوجس وانعدام ثقة ومن واقع مأساوي إلى جانب إغفال التجربة العملية التفاوضية الطويلة، وجدد التأكيد على أن هذه النقاط من منطلق الحرص الصادق والاستيعاب الدقيق لطبيعة التعقيدات والعوائق.
وتقدم بالشكر إلى كل الجهود الداعمة للسلام وفي مقدمها موقف الأشقاء في سلطنة عمان.
المصدر: المسيرة نت