لا أحد يختلف من الخبراء بأن المعركة على الوعي هي المعركة الاولى في القرن الواحد والعشرين والاصعب  بين الحروب على الاطلاق.

بدأ العدوان الامريكي والصهيو اعرابي على بلاد آمنت بالله ولم تكفر بأنعمه فكان عدوانا ظالما دمر الحجر والبشر و حتى السنابل والقمح والمطاحن لم تسلم من حقد طائراتهم  .

فالتفكير والابداع في حالات الموت والخوف والهلع، وحسب المنطق العلمي  سوف تقل انتاجيته لاسباب متعددة، ولكن في اليمن تختلف المعايير فذ بالجيش وانصار الله واللجان الشعبية تمتص الصدمات الكبرى وتحول العذابات والاوجاع الى فرص للتطور والتقدم..  بل بدأت تقلع طائراتهم  المسيرة الى عمق الاعداء و خلقت معادلة اقتصاد صنعاء مقابل اقتصاد ارامكو ..

لقد اثبت العقل اليمني قدرته على النفاذ الى اقطار السماء رغم قلة الامدادت وقلة الناصر ..  وتكاملا مع ذلك هناك نقطة أهميتها كأهمية الصاروخ الباليستي، كيف تم اقناع هذه الجماهير المليونية بوحدة القضية وبوحدة الهدف وتآلف العقول و القلوب وان تبني علاقة مميزة وعلاقة اطمئنان بين القيادة والشعب.. لعل فلسفة “انا ونحن” تجيب على ذلك فالعدوان السعودي والامريكي قام على انا المصالح وانا القصور وانا فرعون بينما اليمنيون استفادوا من نحن القرآنية، من نحن الذين آمنوا وشكروا وتواصوا وتعاونوا ..

فالعصر والنجاح والفلاح الان لمن يخرج من انا الى نحن.. هكذا استطاعت نحن اليمنية رغم الحصار والظلم والابادة ان تنتصر على انا باراك اوباما وانا محمد لم سلمان والان انا جون بايدن .

هو سؤال الادراك والارادة  والوعي الجمعي ، كيف يخرج الشعب  والناس عن بكرة ابيهم فمن استطاع ان يوحد جموعهم وقبائلهم وانسانهم ، لعلها قوة الايمان بالله وبالقرآن ومآثر انبياء الله واوليائه والوعي والتدبر والإقدام.

كانت الحرب على الوعي متشعبة وعظيمة.. على سبيل المثال لا الحصر اراد العدوان اخراج اليمن من العروبة فشنوا حرب مصطلحات ولم ينجحوا ولن ينجحوا ..  اطلقوا على انصار الله  صفة عصابة ارهابية وقالوا عن انفسهم  اي حكومات العدوان بانهم حمائم سلام وامن وجيشوا الجيوش الاعلامية والالكترونية المضللة والمهددة الى جانب قنابل الدمار فلم يفلحوا  ..

انه مفهوم الوعي الجمعي اليمني  الذي يتالق بين الامم والحضارات حيث انتصرت ارادة الوعي على الظلم والانانية…

بقلم الدكتور حسان الزين

المصدر: موقع المنار