سجلت إصابات كورونا الجمعة أعلى حصيلة لها منذ ثلاثة أشهر حسب البيانات اليومية لوزارة الصحة السورية، وجاءت دمشق في المقدمة بنسبة قاربت نصف الحالات المسجلة لتعلن الوزارة اليوم إيقاف العمليات الباردة في عدد من مشافيها.
مدير الجاهزية والإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الدكتور توفيق حسابا أكد في تصريح أن أسرة العناية المشددة المخصصة لمرضى كورونا في مشافي دمشق ممتلئة بالكامل وينقل بعض المرضى إلى مشافي ريف دمشق في دير عطية والقطيفة والزبداني وقطنا.
وعن مشفى دمر الذي طلب الفريق الحكومي المعني باستراتيجية التصدي لوباء كورونا تجهيزه في اجتماعه يوم الـ 17 من آذار الجاري أوضح الدكتور حسابا أن العمل جار لتجهيزه كمشفى تخصصي لمرضى كورونا ممن يحتاجون عناية مشددة وستكون سعته الاستيعابية في المرحلة الأولى 15 سريراً وفي المرحلة الثانية سيضاف 15 سريراً آخر.
وذكر الدكتور حسابا أن مشفى الطوارئ في مدينة الفيحاء الرياضية يستقبل حالياً 11 مريضاً ممن بحاجة إلى أوكسجين وحالتهم مستقرة معتبراً أن التجمعات التي تحدث في المقاهي والمطاعم والاحتفالات تسبب انتشاراً أكبر وأسرع للفيروس داعياً الجميع إلى الالتزام بالإجراءات الصحية وارتداء الكمامة والتباعد المكاني والتعقيم المستمر.
وكانت الحصيلة الرسمية لإصابات كورونا سجلت في الـ 18 من كانون الأول الماضي 169 حالة جديدة في أعلى حصيلة يومية منذ وصول الجائحة إلى البلاد لتنخفض تدريجياً بعدها وتصل إلى 36 إصابة في الـ 21 من شباط وتعود إلى الارتفاع مع إعلان وزارة الصحة أمس الجمعة تسجيل 152 حالة منها 70 في دمشق تليها اللاذقية ثم ريف دمشق.
وفي تصريح مماثل أوضح مدير الهيئة العامة لمشفى دمشق “المجتهد” الدكتور أحمد عباس أن عدد المراجعين بأعراض مشابهة لأعراض الإصابة بفيروس كورونا يسجل منذ أيام أكثر من 30 شخصاً يومياً بزيادة 200 بالمئة عن الفترة ذاتها في شباط الماضي مشيراً إلى وجود 60 مريضاً بأقسام العزل حالياً منهم 16 في العناية المشددة ومعظمهم من الحالات المتوسطة والشديدة مبيناً أن الطاقة الاستيعابية للمشفى نحو 75 سرير عزل بينها 16 سرير عناية.
وحذر الدكتور عباس من وجود معالجات خاطئة لمرضى كورونا داعياً إلى مراجعة المشفى فور الشعور بأعراض وعدم الوقوع في سوء تقدير الوضع من قبل البعض مؤكداً أن العناصر الصحية الموجودة ذات كفاءة عالية للتعامل مع مختلف الحالات.
وحذرت وزارة الصحة في الـ 23 من شباط الماضي من رصد زيادة في عدد المراجعين لأقسام الإسعاف في المشافي بكل المحافظات والذين يعانون أعراضاً تنفسية مشابهة لأعراض كورونا وأصدرت في الـ 5 من آذار تعميماً طلبت فيه الاستعداد لإمكانية الانتقال إلى خطة الطوارئ “ب” ووضع خطة لاستيعاب كل الإصابات وخاصة الحرجة لتطلب اليوم إيقاف العمليات الباردة في عدد من مشافي دمشق.
اختصاصية أمراض الصدر وجراحتها الدكتورة نوار البرادعي ذكرت أن عدد مراجعي العيادات الخاصة بأعراض تشبه أعراض كورونا زاد مؤخراً بشكل ملحوظ حيث بلغت نسبتهم منذ الأسبوع الماضي حتى اليوم 90 بالمئة بينما لم تتجاوز 20 بالمئة خلال شهري كانون الثاني وشباط الماضيين.
ولفتت الدكتورة البرادعي إلى أنه بسبب صعوبة إجراء تحليل “PCR” الخاص بتشخيص فيروس كورونا لجميع الحالات المشتبهة يتم تشخيص الإصابة عبر عدة استقصاءات أبرزها الحالة السريرية وصورة أشعة للصدر. وقالت الاختصاصية: معظم الأعراض لم تتغير إلا أنه تم لحظ سرعة أكبر في الانتشار ربما يعود ذلك لكونه شهد عدة طفرات مؤخراً لكن لا يمكن الجزم بذلك لكون الأمر بحاجة إلى دراسات مخبرية واسعة مشددة على ضرورة التقيد بإجراءات الوقاية للحد من انتشار الفيروس وضمان الأمان الصحي للمجتمع.
وبلغ عدد الإصابات المسجلة في سورية حتى يوم أمس الجمعة 17077 شفيت منها 11410 وتوفيت 1141 حالة.
المصدر: وكالة سانا