اعتبر السيد علي فضل الله كلمة في “حديث الجمعة” ان لبنان الذي لا يزال تحت وقع الاحتجاجات التي حصلت في الأيام الماضية بعد الارتفاع غير المسبوق في سعر صرف الدولار، والتي عمت كل المناطق اللبنانية للتعبير عن السخط من طبقة سياسية أوصلت البلد إلى ما وصل إليه، ولم تقم بما هو مطلوب منها لإيقاف هذا النزف المستمر الذي يهدد لقمة عيش اللبنانيين وما يسد احتياجاتهم وأمنهم واستقرارهم، واكتفوا في ذلك كما حصل أخيرا بالقيام بإجراءات أمنية تتعلق بمنع قطع الطرق وردع وملاحقة من يبيعون الدولار في السوق السوداء، أو باستقدام قروض لمساعدة العائلات الفقيرة من دون أن تكلف نفسها بمعالجة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الارتفاع”.
وأضاف “هذه الطبقة ما دامت العقلية التي تتحكم بها هي عقلية الاستئثار ومن يكون له اليد الطولى في هذا البلد، أو من يتحكم بقراره ويستطيع أن يحصل على مكاسب في الاستحقاقات القادمة، وهي لذلك تستنفر الغرائز الطائفية والمذهبية ولعبة الشارع، من دون أن تأخذ في عين الاعتبار تداعيات ذلك على أمن البلد وعلى علاقة اللبنانيين بعضهم ببعض”.
وتابع “إننا أمام هذا الواقع المأسوي الذي وصل إليه البلد، وأمام طبقة سياسية ترى البلد بقرة حلوبا لها، نجدد دعوتنا للبنانيين إلى تحمل مسؤولياتهم بأن يراهنوا في تغيير واقعهم على بقاء أصواتهم مرتفعة وأن يشيروا بالبنان إلى مواقع الفساد وإلى الفاسدين، وأن لا يداهنوهم ويجاملوهم ويروهم غضبهم وسخطهم. فهذه الطبقة التي تتحكم بهذا البلد لن تغير مسارها وتعيد النظر بحساباتها، إلا عندما تشعر بأن هناك شعبا لن يتراجع عن حقه بدولة تفكر له وتعمل لأجله، لا لحساباتها ومصالحها، ولن يستكين ولن يهدأ حتى يحصل على ذلك”.
وأمل أن تساهم الزيارة التاريخية التي قام بها بابا الفاتيكان إلى العراق، في تعميق التواصل بين كل مكونات الشعب العراقي وشد الأواصر في ما بينهم، وإلى تعزيز العمل المشترك بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية للعمل معا لبعث القيم الأخلاقية في كل مفاصل الحياة، والوقوف في وجه الظلم والطغيان في أي مكان كان”.
وتوقف السيد فضل الله عند “التقرير الصادر عن برنامج الغذاء العالمي والذي يتحدث عن الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها الشعب السوري، والتي تدفع بهذا الشعب نحو الجوع والفقر بفعل الحصار، والأعمال العدائية المستمرة عليه وجائحة كورونا، لندعو الدول العربية والإسلامية إلى ضرورة الوقوف مع هذا الشعب والعمل ليبقى هذا البلد حاضرا في واجهة العالم العربي والإسلامي وقضاياه”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام