الكلُ غاضبٌ والكلُ مستاء، والكلُ موجوعٌ ومنتظرٌ بصيصَ املٍ وسْطَ هذا الركام.
الحالُ صعبة وتزدادُ صعوبةً على الجميع: على من يقطعُ الطرقات، على من هو عالقٌ عليها في السيارات، على من يصرخُ في الشارعِ واولئكَ الصامتينَ في المنازل.
الصخَبُ والغضبُ يَعُمّانِ البلاد، فيما سياسيُّوها في غيرِ مكان، يُضيِّقونَ افقَ الحلولِ ويُولّدونَ ازمةً من ازمة، حتى تكادُ الحكومةُ المنتظرَةُ من سابعِ المستحيلاتِ اِن بقيت على حالِها المعطيات.
بورصةُ السياسةِ في هبوطٍ حاد، وبورصةُ الدولارِ في ارتفاعٍ جنوني، وجنونُ البعضِ في الشارعِ زادَ الازمةَ على نفسِه واهلِه.
مَنِ المحرك؟ هل الدولارُ هو من يدفعُ نحوَ الشارعِ أم أنَ هناكَ محركاً واحداً لكلَيهِما تارةً يضاربُ بلقمةِ عيشِ المواطنِ وطوراً براحتِه وأمنِه؟
باختصار بدها حلم الله ورحمته.. المسافاتُ تتباعدُ بينَ أطرافِ التأليف، فهل من يؤلفُ بينَ قلوبِهم؟ وهل من يرققُ قلوبَهم على اللبنانيينَ الغارقينَ بنتائجِ مناكفاتِهم وعِنادِهم؟ الوساطاتُ الداخليةُ لم تُفلح في ذلكَ حتى الان، وكذلك الخارجيةُ التي تتحركُ بحسنِ نيه. فماذا عن التحركاتِ الخارجيةِ المشبوهةِ على الساحةِ الداخلية؟ ماذا عن اللقاءِ المطولِ الذي جمعَ مساءَ أمسِ في معراب السفيرَ السعوديَ في لبنانَ وليد البخاري ورئيسَ حزبِ القواتِ سمير جعجع؟ فالغارقُ بالعدوانِ على اليمنِ واهلِه ماذا سيحملُ الى لبنان؟
غاراتٌ مكثفةٌ شنتها اليومَ طائراتُ العدوانِ السعودي الاميركي على العاصمةِ اليمنيةِ صنعاءَ محمَّلةً بمزيدٍ من الحقدِ والدمار. غاراتٌ وحصارٌ وحشيٌ لن يمنعا من وصولِ الخبرِ اليقينِ والوشيكِ الى العاصمةِ من مأرب، ولا شكَ أن الهدهدَ سيُخبرُ قريباً عن رجالٍ يَتوضأونَ عندَ السدِّ لصلاةِ شكرٍ بتحريرِ المدينةِ بكلِّ ما يحملُه ذلك من دلالاتٍ وتغييرِ معادلاتٍ في الحربِ المفروضةِ على اليمن.
اما في العراق، فكان بابا الفاتيكان يؤدي صلاةَ الشكرِ في الموصلِ المدينةِ التي أرادها داعشُ عاصمةً لامارتِه المزعومة. البابا فرنسيس تفقدَ الخرابَ والدمارَ الذي أحدثهُ التنيظمُ الارهابيُ في الكنائسِ واصفاً ما جرى بالعاصفةِ اللا إنسانية، العاصفةُ التي فُقِئَت عينُها على أيادي الجيشِ العراقي والحشدِ الشعبي بمهندسِهِ الشهيدِ أبو مهدي وبجنرالِ الحروبِ ضدَّ الطواغيتِ الشهيد قاسم سليماني.
المصدر: قناة المنار