قالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية “FDA”، الجمعة، إن جميع مصنعي أغذية الأطفال يجب أن يأخذوا المواد الكيميائية السامة في الاعتبار عند اختبارهم لمنتجاتهم بحثاً عن مخاطر محتملة.
وقالت مديرة مركز إدارة الغذاء والدواء لسلامة الأغذية والتغذية التطبيقية، سوزان ماين، ومفوضة إدارة الغذاء والدواء بالإنابة، الدكتورة جانيت وودكوك، في خطاب موجه إلى جميع مصنعي ومعالجي أغذية الأطفال والرضع: “نحن نقدر اهتمامكم لالتزامكم بالنظر في المخاطر الكيميائية المحتملة، بما في ذلك العناصر السامة، عند إجراء تحليل للمخاطر”.
وجاء تحذير إدارة الغذاء والدواء بعد شهر واحد من استنتاج تحقيق في الكونغرس أن العديد من مصنعي أغذية الأطفال باعوا أغذية أطفال تحتوي على مستويات عالية من المعادن الثقيلة السامة عن قصد.
وقال النائب الديمقراطي، راجا كريشنامورثي من إلينوي، وهو رئيس اللجنة الفرعية المعنية بالسياسة الاقتصادية والاستهلاكية، والتي أجرت التحقيق الذي وقع عليه الأعضاء الديمقراطيون: “لقد قدمنا دليلاً على انتشار مشكلة المعادن الثقيلة السامة في أغذية الأطفال، وعندما طلبنا من إدارة الغذاء والدواء في إدارة بايدن المساعدة في معالجتها، كانوا قلقين للغاية ومتجاوبين”.
ويمثل هذا تغييراً مرحباً به في إدارة الغذاء والدواء، ومع ذلك، قال كريشنامورثي: “نشعر بخيبة أمل لأن إدارة الغذاء والدواء فشلت في الالتزام بوضع قواعد ملموسة لإزالة المعادن الثقيلة السامة من جميع أغذية الأطفال. وهذا يسلط الضوء على حاجة الكونغرس لوضع تشريع بمعايير وجداول زمنية صارمة”.
وبموجب القانون، تُطلب من شركات الأغذية بالفعل البحث عن المخاطر، بما في ذلك المعادن في أغذية الأطفال، بحسب ما قاله نائب الرئيس الأول للشؤون الحكومية في منظمة “Environmental Working Group”، سكوت فابر.
وفحص تحقيق الكونغرس وثائق داخلية وفرتها 4 شركات رائدة في مجال أغذية الأطفال، وهي “Gerber”، و”Beech-Nut Nutrition”، و”Nurture, Inc” التي تبيع منتجات “Happy Baby”، و”Hain Celestial Group, Inc” التي تبيع طعام “Earth’s Best Organic” للأطفال.
ووجد محققو الكونغرس أن الاختبارات الداخلية التي أجرتها الشركات الأربعة أظهرت أن مستويات المعادن الثقيلة أعلى بكثير من الحدود الموضوعة للمياه المعبأة من قبل إدارة الغذاء والدواء، ووكالة حماية البيئة الأمريكية.
وسواءً كان طعام الأطفال عضوياً أم لا، وجدت اللجنة الفرعية أن مستويات المعادن السامة لا تزال مرتفعة.
في ذلك الوقت، أكدت شركة “Gerber”، و”Beech-Nut”، و”Nurture”، و”Hain” لـCNN أنها تطبق معايير صارمة للاختبار والجودة للمنتجات التي تبيعها.
ويُعد الزرنيخ، والرصاص، والكادميوم، والزئبق من أهم 10 مواد كيميائية تشكل مصدر قلق للرضع والأطفال، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية للرضع والأطفال.
وكعناصر طبيعية، فهي موجودة في التربة التي تزرع فيها المحاصيل، وبالتالي، لا يمكن تجنبها.
ومع ذلك، تحتوي بعض الحقول والمناطق على مستويات سامة أكثر من غيرها، ويعود ذلك جزئياً إلى الإفراط في استخدام مبيدات الآفات التي تحتوي على المعادن، إضافةً إلى التلوث الصناعي المستمر.
وارتبطت كل هذه المعادن الثقيلة بالسرطان، والأمراض المزمنة، والتأثيرات السمية العصبية، ولكن الضرر المدمر الذي يمكن أن يحدث لدماغ الطفل النامي هو الذي يجعل تسمم أغذية الأطفال أمراً بالغ الأهمية.
ولم تحدد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حتى الآن الحد الأدنى لمستويات المعادن الثقيلة في معظم أغذية الأطفال.
وحددت الوكالة معياراً يصل إلى 100 جزء في المليار من الزرنيخ غير العضوي لحبوب الأرز للأطفال، ولكن، لا يزال هذا المستوى يُعتبر مرتفعاً للغاية بالنسبة للأطفال، وفقاً للنقاد، وخاصةً بما أن إدارة الغذاء والدواء قد حدّدت بالفعل معياراً بلغ أقل بكثير من 10 أجزاء لكل مليار من الزرنيخ غير العضوي للمياه المعبأة.
وبدلاً من وضع حدود لكل وجبة في كل مرة، يجب على إدارة الغذاء والدواء الأمريكية توحيد المستويات القصوى لكل معدن سام يمكن أن يتلف دماغ الطفل النامي، وتطبيق الأمر على جميع الأطعمة.
وأوصت اللجنة الفرعية بضرورة إجراء اختبار إلزامي لأي منتج غذائي للأطفال قبل وصوله إلى الرفوف.
ولا يجب السماح للمصنعين باختبار المكونات ببساطة فقط بعد الآن.
وقالت اللجنة الفرعية إنه يجب إيجاد بدائل لأي مكونات تتجاوز الحدود الموصى بها، وإذا لم يكن ذلك ممكناً، فلا ينبغي استخدام الطعام أو المكون في أغذية الأطفال.
المصدر: سي ان ان