رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن البغدادي، أنّ رحيل العلامة القاضي الشيخ أحمد الزين، شكّل خسارةً كبيرةً لمشروع الوحدة بين المسلمين، فقد كان (رحمه الله) داعيةَ محبة ووحدة بين المسلمين لعشراتٍ من السنين؛ فعندما أسّس الامام السيد موسى الصدر (هيئة نصرة الجنوب) كان في طليعة المنضوين في هذه الهيئة التي ضمّت علماء الطوائف والمذاهب، من أجل الدفاع عن الجنوب في وجه العدوان الإسرائيلي، وعندما انتصرت الجمهورية الاسلامية في إيران كان في طليعة العلماء الذين بايعوا الامام الخميني على وحدة المسلمين وتحرير فلسطين، وبعد الاجتياح الاسرائيلي عام ١٩٨٢ م وانطلاق المقاومة الإسلامية، لم يتردد (رحمه الله) بدعمها والوقوف إلى جنبها في أحلك الظروف، مؤيداً ومسانداً ومتحدياً كلّ الصعاب ومنها مشاريع الفتنة التي أُريد لها أن تُعرقل مشروع المقاومة.
كما كان الشيخ الزين أحدَ السدود المنيعة التي وقفت في وجه الأمواج العاتية التي تحطّمت على أعتاب الوحدة والمحبة والصمود.
ولعلّ من أهمّ مميزات الشيخ أحمد الزين أنه لم يتملّق أو يُجامل أو يخاف أو يتردّد في سبيل الدعوة للوحدة الإسلامية ولخيار نهج المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، وكان يرى في شخص الأمين العام لحزب الله سماحةالسيد حسن نصرالله خير من يقود مسيرة المقاومة والتحرير، فوقف إلى جنبه مؤيداً وداعماً ومدافعاً من دون أية حسابات سياسية أو حزبية كانت تختبئ خلف المذاهب الإسلامية، فكان الشيخ الزين من المساهمين الأقوياء في كشف زيف هؤلاء ودعم هذا النهج المقاوم وخيار تحرير فلسطين.
فرحمك الله وجزاك خيراً على جهدك وجهادك، وأقول لك نم قرير العين، ونعاهدك أننا سنبقى على هذا الطريق ولن نتخلى عن مشروع وحدة المسلمين والتقريب بين المذاهب الإسلامية وعن الإلتزام الكامل بخيار المقاومة الإسلامية على طريق تحرير فلسطين، مهما كانت العراقيل والصعاب.
المصدر: موقع المنار