جبهة العمل الإسلامي نظمت ندوة في ذكرى الثورة الإيرانية وكلمات شددت على الوحدة الاسلامية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

جبهة العمل الإسلامي نظمت ندوة في ذكرى الثورة الإيرانية وكلمات شددت على الوحدة الاسلامية

ندوة

نظمت “جبهة العمل الإسلامي” ندوة افتراضية على منصة الزوم بعنوان “الثورة الإسلامية الإيرانية: 42 عاما من طريق الوحدة وتحرير فلسطين”، حاضر فيها المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور عباس خامه يار، وشارك فيها عدد من العلماء والشخصيات والإعلاميين والمهتمين، وأدارها الإعلامي ربيع غصن.

استهل خامه يار محاضرته بشكر جبهة العمل الإسلامي بجميع أعضائها ومنسقها العام، وقال: “نستذكر ونترحم على كل علمائنا ومفكرينا، ولا سيما مؤسس الجبهة المفكر الداعية الكبير الدكتور فتحي يكن”.

واعتبر أن “‎الوحدة الإسلامية هي التي تحرر فلسطين،‎ وفلسطين هي التي تجمع الأمة وتوحدها، ومن الصعب الحديث عن هذين العنوانين الأساسيين بانفصال أو تفكيك بعضهما البعض. الجميع يعرف ان استراتيجية الثورة الإسلامية والإمام الخميني هي استراتيجية الوحدة والقضية الفلسطينية”، وقال: “إن الإمام في خطابه التاريخي المهم عام 1962 في قم، كان موجه ضد الاستبداد وضد الشاه الديكتاتور لكنه لم يفصل الديكتاتورية عن الاستعمار الصهيوني”.

وأكد أنه “منذ البداية إلى وفاة الإمام الخميني لم نر في أي من خطاباته ومقابلاته في الداخل أو الخارج، جملة واحدة تشير إلى خلاف ما اتخذه من استراتيجية تقريبية، كل كلامه كان يؤكد ضرورة الوحدة الإسلامية. ولم يتحدث الإمام عن الوحدة بين المجموعة النخبوية، بل على الوحدة الشعبية ووحدة الأمة جمعاء”.

أضاف: “بعد الانتصار مباشرة، أعلن الإمام الخميني أسبوع الوحدة الإسلامية وهذه كانت مناسبة رائعة تحتفل بها الأمة بقائدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كان هناك خلاف بسيط بين تاريخ ولادة الرسول الأكرم بين المذاهب، فهذه المناسبة هي ذريعة لاجتماع المسلمين جميعا تحت مظلة واحدة في هذا الأسبوع”.

ورأى أن “الإمام لم يكتف بهذه الخطوة بل قام بخطوات مهمة أخرى ومنها إقامة صلاة الجمعة في كل إيران، وعين الإمام الطالقاني إمام صلاة الجمعة في طهران، وهذه كانت خطوة عملية تقترب نحو المفهوم التي يملكها أهل السنة. الفتاوى التي أصدرها الإمام الخميني في هذا الاتجاه كبيرة جدا على غرار العلماء الكبار، مثل حرمة الإهانة لأهل السنة ورموزهم واعتبرها خلافا للشرع. وأفتى بضرورة تبعية أهل السنة في مواقف الحج وشهر ذي الحجة”.

وأشار إلى ان “هذه الأمور استمرت في ظل الحرب التي فرضت على إيران لمدة ثماني سنوات، وفي ذلك الوقت كان هناك تمويل لكتاب لمهاجمة الشيعة والإمام الخميني، في تلك المرحلة الإمام لم يتنازل عن موقفه تجاه هؤلاء الكتاب الذين كانوا يحملون أسماء مستعارة من أهل السنة لتأجيج الفتنة كان يقف الإمام في وجههم. وهذا لم يكن لغة ديبلوماسية، بل كان قناعة وفهم للمباني الإسلامية والدينية، واستمرت هذه المواقف حتى بعد وفاة الإمام الخميني واستمر بها الإمام الخامنئي بقوة وبسرعة، ومن هذا المنطلق نرى كيف استمر وبين وشرح أفكار الإمام الخميني وخطبه، وعندما كان رئيسا للجمهورية كل مواقفه السياسية كانت تؤكد على ذلك”.

وتابع: “من هذا المنطلق عندما أتت المقاومة صبت هذه الخطوة التقريبية في إطار المقاومة، سواء كانت في لبنان أو فلسطين أو مناطق أخرى، وبينت ضرورة الدفاع عن القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال والاستعمار من خلال الوحدة الإسلامية. والإمام الخميني هو المرجع الأول الذي أفتى بضرورة إعطاء الخمس والزكاة للمقاومة الفلسطينية وهي ليست فتوى سياسية بل فتوى دينية، وكانت تعطى أحكامه لصحة دفع هذه الأموال للفلسطينيين والقضية الفلسطينية”.

وقال: “فيما يتعلق بموضوع القدس المواقف كانت واضحة منذ البداية عندما أحرق الكيان المسجد الأقصى عام 1969 كانت مواقف الإمام واضحة جدا. وعندما كان الشاه يزود الكيان الصهيوني بالنفط، كان للإمام موقف مهم في هذا الشأن. وحين أمر الإمام بقطع العلاقات مع نظام أنور السادات، واستبدل السفارة الإسرائيلية في طهران بالسفارة الفلسطينية واستبدل الشارع آنذاك إلى ساحة فلسطين، والتي تعتبر اليوم من أشهر الساحات في إيران وقطعت العلاقات مع الصهاينة بالكامل، واتخذت مواقف في المؤسسات والمنظمات الدولية الرسمية والغير رسمية”.

ولفت إلى ان “النقطة الأهم هي دعم القضية الفلسطينية من خلال القانون الذي صوت عليه من خلال مجلس الشورى الإسلامي الذي يعين كيفية الدعم للفلسطينيين من خلال بنود واضحة وعلانية وشفافة. بالإضافة الى المؤتمرات والندوات التي تعقد سنويا، في حضور الفلسطينيين من كل مكان بكل اختلافاتهم السياسية والدينية، وهذه نقطة أساسية في هذا الاتجاه”.

غبريس
ثم كانت مداخلات لعدد من العلماء والإعلاميين بدأها مسؤول العلاقات العامة في تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسين غبريس فقال: “نجد إيران أنها تتقدم في كل المجالات، نرى ان ما قدمه المستشار هو مشاركة في هم الوحدة الإسلامية، وأضيف إلى ما تفضل به هو أننا في تجمع العلماء المسلمين نعيش الوحدة بكل مضامينها، تحولت حياتنا العامة إلى فعل يومي من خلال علاقاتنا الأسرية، وكل حياتنا تتمحور حول التجمع، فأصبح بالنسبة إلينا أمرا حياتيا، عددنا فاق الثلاثمائة ورغم ذلك نجد أنفسنا رغم مشاغلنا أسرة واحدة. هذا التجمع الذي كان ثمرة مباشرة للإمام الخميني نقول له اليوم: قر عينا يا مولانا فما زرعته نما وكبر وفي ظل رعاية الولي الفقيه الإمام الخامنئي، نقول لكل العالم الإسلامي عليكم ان تخطوا خطواتنا في تجمع العلماء المسلمين. نؤكد اليوم أننا مستمرون ولن نتخلى عما غرسه الإمام فينا، نحن أخوة مجتمعين عاملين على تكريس الوحدة الإسلامية، وأؤكد أن فلسطين ستبقى في نهجنا وفكرنا وروحنا وسنبذل كل ما نستطيع من أجل عودة فلسطين إلى أهلها”.

مزهر
ثم تحدث مسؤول العلاقات الخارجية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ ماهر مزهر، فقال: “هذه الثورة أسقطت العلم الإسرائيلي، هي ثورة أكبر من أن تكون لشعب ودولة إنما هو انتصار عظيم لكل شعوب العالم الإسلامي، لا بل لكل أحرار العالم. كل نصر ووحدة واعتصام هو من بركات هذه الثورة التي فجرها الإمام الخميني الذي أكد أن الإسلام لا يمكن أن يكون محصور في دولة أو شعب، بل هو إسلام محمدي أصيل قد يصل إلى كل العالم وإلى فلسطين. نحن نعيش اليوم من بركات هذه الثورة من بركات شهداء المقاومة العظام الذين ضحوا بكل شيء من أجل بلادنا ومن أجل فلسطين، مثل عماد مغنية والقادة الذين نحتفل اليوم في ذكراهم وإخوانهم الذين يسيرون على دربهم”.

أضاف: “عندما اجتاح العدو الصهيوني أرضنا في لبنان وعندما كان إخوتنا في الجمهورية الإيرانية يحتفلون بعيد المستضعفين وسمعوا هذا الخبر، أربكهم الأمر وأرسلوا رسالة للإمام الخميني عن ماذا سيفعلون في هذا الأمر، فقال لهم مع دعمه للمقاومة، فأشار لهم أن يشكلوا تجمعا للعلماء المسلمين لإخراج العدو من أرضنا. عندما نسمع عن الوحدة الإسلامية لا بد أن نذهب إلى إيران، لأنها الوحيدة سابقا واليوم ودوما الداعمة للوحدة الإسلامية بعكس الدول الخليجية التي تدفع من أجل شرذمة شعوبنا. نحن ذهبنا إلى إيران ورأينا كيف يعيش السني في إيران معزز مكرم، بعكس ما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي وما تبثه قنوات الفتن الإعلامية”.

حنينة
من ناحيته، اعتبر عضو قيادة جبهة العمل الإسلامي الشيخ غازي حنينة أنه “عندما نتكلم عن الوحدة الإسلامية التي طرحها الإمام الخميني، نرى عنوانا للوحدة يطبق تطبيقا عمليا، كان الإمام الخميني مطلعا على كل نقاط الخلاف بين السنة والشيعة ومع ذلك طرح الوحدة الإسلامية، لأنه أدرك أن نقاط الخلاف هذه لا تخدش الوحدة، لأن هذه النقاط ليست ركنا من أركان الإسلام، وهذه الأمة أمة واحدة. أما بالنسبة للقضية الفلسطينية أفتى الإمام بإعطاء جزء من مال الخمس للثورة الفلسطينية مع أنهم من السنة، رغم أن هذه أموال شرعية للشيعة. من هنا نحن نرى متانة الموقف الذي تقفه الجمهورية اليوم من صدق إمامها الراحل والسيد القائد، وبعد هذا الجهد المتواصل أصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تبني، وتشكل محورا للمقاومة اليوم هو الذي يشكل الخطر الأكبر على الاستكبار العالمي والهيمنة والاحتلال”.

شعبان
أما الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي وعضو قيادة جبهة العمل الشيخ بلال سعيد شعبان فقال: “نبارك انتصار الثورة الإسلامية في إيران التي هي ثورة المستضعفين في الأرض، لقد شنت الكثير من الحروب بسبب خروج إيران من المحور الأميركي، حروب أمنية وعسكرية وحصار واستطاعت الجمهورية أن تتجاوزها، الحصار الذي حول إيران إلى دولة من أكبر الدول الصناعية على المستوى الطبي والغذائي والعسكري. لذلك حرب اليوم على إيران هي على مستوى الحرب الطائفية من أجل اتهامها أنها ثورة شيعية لا تعني كل المسلمين. لكن الإمام الخميني قال إن ثورتنا هي ثورة المليار مسلم في العالم، الرد على هذا التطييف يكون بالشراكة الفعلية على المستوى الداخلي في إيران بمشاركة كل الطوائف والمكونات وعلى مستوى المنطقة”.

الأيوبي

ورأى عضو مجلس أمناء حركة التوحيد الإسلامي عمر الأيوبي أن “الإمام الخميني حقق بأمر الله ما كان يحلم به الكثيرون بانتصار الثورة الإسلامية، حقق الله على يد الإمام كل حلم السابقين المخلصين لدين الله. الإمام الخميني كان منارة هذه الأمة، لا بد لنا أن نؤكد انه لم يكن ليطرح هذه الشعارات من منظوره الشخصي خاصة شعار “لا سنية لا شيعية إسلامية.. إسلامية”. التحدث باللغة الطائفية لا ينبغي أن يكون موجودا. الإمام رفع ذكر المسلمين في القارات الخمس فأصبح ذكرهم في أعلى المقامات السياسية”.

سلطان
ومن الأردن، تحدث نائب رئيس “اتحاد علماء بلاد الشام” الدكتور محمد هشام سلطان فقال: “استطاع الشاه أن يحكم هذه المنطقة، لكن بفضل الله قامت هذه الثورة بخلع هذا الشاه حتى انه لم يجد له مكانا يعيش ويدفن فيه، وننظر من هنا إلى الدكتاتورية الموجودة في بعض الدول العربية، ما أتى به الإمام الخميني من أصل القرآن الكريم، وقد استطاع بقوته وإيمانه وروحانيته تحقيق الإنجازات. طريق الوحدة الإسلامية صعب جدا، التفكير الآن هو توحيد الأمة العربية في الإطار الصغير من أجل توحيد الأمة الإسلامية في الإطار الكبير”.

نبها
وبارك الأستاذ الجامعي والإعلامي الدكتور خضر نبها “هذا النصر لهذه الثورة، الإمام عند انتصار الثورة دعا لأسبوع الوحدة الإسلامية وحاول أن يوحد المسلمين على أن لا يكون هناك خلافات تبعدهم عن القضية الأساس التي هي القدس. الحكام العرب قد طبَّعوا كيف يمكن أن نفكر بقضايا جديدة ورؤية جديدة للوحدة نستطيع من خلالها مواجهة كل المؤامرات والفتن هذا ما يجب أن نعمل عليه”.

حوار
ثم رد خامه يار على أسئلة المشاركين فقال: “إن وحدتنا الإسلامية هي التي تصنع فلسطين وتحرر الأرض، لم يكن الشيعة هم المستهدفون في عمليات الاغتيال والقتل في بدايات الثورة الإسلامية، علماء السنة في كل مكان كانوا على لائحة الاستهداف والاغتيال كذلك، كان هناك سبعة عشر ألف عملية اغتيال ناجحة كثير منهم كانوا من الإخوة السنة”.

أضاف: “لا شيء جديدا في ما يتعلق بموضوع التطبيع، لكنه كان سريا وأصبح الآن علنيا، ووضع جبهة المقاومة اليوم أفضل من أي وقت مضى على الرغم من هذه الحرب الإعلامية والنفسية التي تواجهنا.

الجعيد
وختم الندوة المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي الدكتور الشيخ زهير الجعيد فأشار إلى “إن هذه الثورة هي منذ البدايات مدت يد العون لكل المسلمين، وأصبحت ثورة كل المستضعفين، لكن للأسف هناك بعض الأنظمة التي عملت ضمن المشروع الأميركي وتوجهت بالعدوان على الجمهورية الإسلامية. في هذا الشهر ليس فقط ذكرى انتصار الثورة في ايران، هناك ذكريات عدة تمر علينا مثل ذكرى الشهداء القادة للمقاومة ومناسبة تحرير صيدا وقضاء الزهراني التي تحررت على يد المقاومين، وخاصة مجاهدي قوات الفجر التي هي اليوم جزء من جبهة العمل الإسلامي، وحين نتحدث عن عملياتهم لا استطيع إلا أن استذكر عبد الله الترياقي قائد قوات الفجر الذي تحدث مرارا وعبر الإعلام وبجرأة عن دعم الجمهورية الإسلامية وخاصة الحرس الثوري اللامحدود من أجل تحرير صيدا والقرى السنية، وقال: “قدمت لنا الجمهورية الدعم قبل أن تقدمه لحزب الله بل أن بعض الدعم والسلاح يأتي لنا ونحن نعطيه لحزب الله”. وهنا أقول أن شهادة الحاج عبد الله هي اكبر دليل على أن الجمهورية لم تفرق بين السني والشيعي في دعم المقاومة بل قدمت الدعم لكل فصائل المقاومة”.

أضاف: “نحن عشنا في لبنان روحية الوحدة الإسلامية الصادقة والتعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال انطلاق المقاومة الإسلامية بعد الاجتياح الصهيوني للبنان، فسوية واجهنا العدوان الصهيوني وانا افتخر بأنني خادم في هذه القوى والجهات التي تأسست خلال هذا العدوان، فقاومت وجابهت وتصدت للعدوان من تجمع العلماء المسلمين وحركة التوحيد الإسلامي والمقاومة الإسلامية في حزب الله وقوات الفجر والتي تأسست هذه القوى على أيدي كبار العلماء والمجاهدين كأمثال السيد محمد حسين فضل الله والشيخ سعيد شعبان والسيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والشيخ محرم العارفي والشيخ عبد الناصر جبري رحمهم الله والشيخ ماهر حمود والشيخ احمد الزين وغيرهم من السادة العلماء القادة والأسماء كثيرة في هذه المسيرة المباركة”.

وتابع: “لقد واجهنا سوية المشروع الصهيوأميركي الذي كان يريد إدخالنا في فتنة طائفية كبرى، بدءا من الاحتلال الأميركي للعراق، لكن ببركة الشهداء والمقاومين والعلماء الوحدويين استطعنا إسقاط هذه الفتنة، بخاصة حين قتل الشهيد رفيق الحريري الذي اغتيل ضمن المشروع الأميركي من اجل تأجيج الفتنة السنية الشيعية، فكان ردنا في وجهها بتأسيس جبهة العمل الإسلامي مع المؤسس الداعية والمفكر العالمي المرحوم الدكتور فتحي يكن والأخوة الوحدويين في القيادة، لتكون صوتا للوحدة، كما هو تجمع العلماء المسلمين والقوى التي تحدثنا عنها، وقوة وسندا وشريكا لحزب الله في مواجهة الفتنة الداخلية والعدوان الصهيوني عام 2006 ولننطلق في الصلاة الوحدوية التاريخية والمفصلية بين السنة والشيعة في ساحة الشهداء بإمامة يكن التي أسقطت الفتنة والمؤامرة والتي كانت نتاجا وحدويا بين الداعية يكن والسيد حسن نصر الله، والتي طلب فيها سماحة السيد من كل الأخوة الشيعة الصلاة خلف الدكتور فتحي وعدم إعادة الصلاة وهذه تحتاج لفتوى القائد الإمام الخامنئي، وهنا نرى أثر الجمهورية الإسلامية وقائدها بالإيمان بالوحدة بين المسلمين، ولن نستطيع أن نعدد أعمال الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال الوحدة الإسلامية، لأنها أكثر من إن تحصى، فمنذ انطلاقتها وحتى اليوم هي التي كانت تمد اليد وتسعى إلى الوحدة بين المسلمين، ولكن للأسف الدول العربية التي تسير في ركاب أميركا تسعى إلى تخريب هذه الوحدة وتدميرها وإيقاع الفتنة ودائما الهجوم على الجمهورية الإسلامية واتهامها بالاتهامات الباطلة”.

وقال: “أما من ناحية فلسطين، فحين يتحدث الأخ المجاهد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والتي هي جزء من حركة الإخوان المسلمين العالمية عن الدعم الإيراني، ويتحدث بذلك القائد زياد نخالة وكل قادة المقاومة والفصائل الفلسطينية عن الفضل الكبير للجمهورية الإسلامية في دعم حركات المقاومة الفلسطينية، فهي لم تبخل في الغالي والنفيس من اجل دعم الشعب الفلسطيني، في وقت بخلت فيه بعد الدول الإسلامية في فتح معبر لدعم الشعب الفلسطيني وإيصال المساعدات الإنسانية إليه”.

وتابع: “لذلك من يريد أن يتحدث عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها طائفية ومذهبية هو الطائفي والمذهبي، ولنرى كيف تتعامل هذه الدول مع من يختلف معهم في المذهب والطائفة، ولا أريد أن أتحدث عن الشيعة في بلاد الحجاز، ولكن أسأل عن مصير المتصوفة وأهل السنة والجماعة من أتباع المذاهب الفقهية الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة وكيف يتم قمعهم والتنكيل بهم”.

وقال: “نحن لسنا هنا لندافع عبر هذه الندوة وهذه المنصة عن الجمهورية وسياستها، ولو أننا نفخر بذلك ولا نخجل منه، لكن عمل هذه الجمهورية يدافع عنها وما قدمته هي للأمة العربية والإسلامية والشهداء لفلسطين وللمقاومة في كل البلدان ودماء الشهيد القائد قاسم سليماني على درب تحرير فلسطين والقدس وهو الذي كان يعشق فلسطين وقدسها وكل حبة تراب من أرضها ولم يبخل عليها بشيء ويعمل ليل نهار دون كلل أو تعب من أجل تحريرها، هو أوضح دليل وأبلغ رد على كل الأبواق المأجورة التي يدفع لها، والأصوات المذهبية والطائفية هنا وهناك”.

وختم: “سنبقى على عهد المقاومة ودرب الوحدة، هكذا أسس الداعية الدكتور فتحي يكن وإخوانه المؤسسون جبهة العمل الإسلامي، وهكذا سنبقى على هذا العهد، وسنظل نقدم النصيحة ونسدد إن كان هناك من ملاحظات من باب الحرص والمحبة، ولكننا لا ولن نقبل في يوم من الأيام أن يوجه أحد سهامه على الجمهورية الإسلامية وعلى المقاومة الإسلامية وعلى الوحدة الإسلامية، سندافع عن المقاومة والوحدة بدمائنا وأولادنا بكل ما نملك، وسنخدم الوحدة الإسلامية والمقاومة بأشفار عيوننا، فنحن أمة واحدة وخط واحد على درب واحد، وسنرى قريبا نتاج هذه الجمهورية وهذه الثورة ونتاج دماء الشهداء من قادة شهداء ومجاهدين من حزب الله وقوات الفجر وحركة التوحيد وكل الفصائل والأحزاب اللبنانية والفلسطينية، التي جاهدت وقاومت نصرا مؤزرا قادما، وإن غدا لناظره قريب، وإن شاء الله نصلي جميعا قريبا في بيت المقدس وداخل المسجد الأقصى المبارك محررا”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام