عقد “لقاء خلدة” اجتماعا في دارة رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان، حضره إلى النائب أرسلان وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال البروفسور رمزي المشرفية، رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب، الوزير السابق مروان خير الدين، الوزير السابق صالح الغريب، الشيخ نصرالدين الغريب، رئيس “الحزب السوري القومي الإجتماعي” وائل الحسنية، كبير مشايخ البياضة الشيخ أبو سهيل غالب قيس، الشيخ أبو مصطفى حسين الصايغ، الشيخ أبو هاني وفيق حيدر، الشيخ أبو سلمان سامي عيد، عضو قيادة “حركة النضال اللبناني العربي” طارق بك الداوود، قاضي المذهب الدرزي الشيخ نزيه أبو ابراهيم، فاروق الأعور ورائد محمود عبد الخالق، بالإضافة إلى نائب رئيس “الحزب الديمقراطي” نسيب الجوهري وعضو المجلس السياسي لواء جابر والدكتور هشام الأعور.
وتلا الوزير الغريب بعد اللقاء بيانا قال فيه: “بداية لا بد من الترحيب بكل من حضر هذا اللقاء اليوم في دارة خلدة، للوقوف على آخر المستجدات السياسية المحلية، والبحث في ما يخص طائفة الموحدين الدروز وشؤونها الداخلية على الصعد كافة. إن لقاء خلدة يعتبر ما حصل وما يحصل اليوم من انهيار ممنهج ومتسارع في البلاد، وانعدام شبه تام لمؤسسات الدولة ودورها الوطني، والتردي الكبير للوضع المالي والاقتصادي والنقدي والصحي والأمني والاجتماعي، والاحتقان الداخلي بين الأفرقاء السياسيين والأحزاب والقوى السياسية الفاعلة، ما هو إلا نتيجة متوقعة وبديهية لهذا النظام السياسي، القائم على الديكتاتوريات المقنعة، والتمييز العنصري والطائفي والمذهبي، هذا النظام المقيت والذي نادى أرسلان به منذ العام 2009 إلى ضرورة تغييره وتطويره عبر مؤتمر تأسيسي أو عقد سياسي جديد”.
أضاف: “أكد اللقاء أن الحل الأمثل للأزمة، وبعد رفض العديد من القوى السياسية المحلية تسمية المؤتمر التأسيسي، يكون بحوار وطني عام، حوار لبناني – لبناني، بمشاركة أكبر قدر ممكن من أهل الدين والسياسة والفكر والعلم والثقافة والفن والاقتصاد.. إلخ، غير المرتهنين إلى الخارج، والذين يبدون مصلحة لبنان العليا على كل مصلحة أخرى، ويقاربون الملفات الداخلية من منطلق وطني لدولة واحدة وشعب واحد موحّد بدلا من منطق الشعوب اللبنانية السائد الآن، حوار صريح يطرح إشكالية هذا النظام العفن، نظام ولادة الأزمات، وكيفية صياغة نظام جديد يتساوى فيه اللبنانيون في الحقوق والواجبات، وتصبح الدولة بمؤسساتها المرجع الأوحد للجميع، مع استعادة ثقة المواطن بدولته وسلطاتها وأجهزتها كافة”.
وتابع: “شدد اللقاء على أن موقفنا من بناء الدولة واحترام القانون والقضاء هو موقف تاريخي وثابت وأبدي، وخصوصا أننا كطائفة الموحدين الدروز طائفة أساس في هذه الدولة وتكوينها منذ ما قبل “دولة لبنان الكبير”، أما اليوم، نأسف أننا مضطرون وفي ظل التخبط الداخلي والجنون الحاصل نتيجة نظام التحاصص المذهبي، إلى المطالبة بالتمثيل الطائفي الصحيح للدروز، إذ بدأنا نشهد على التعدي الواضح والفاضح والصريح على حقوق الدروز، في المؤسسات والسلطات والتشكيلات والتعيينات، وآخرها في عملية تشكيل الحكومة العتيدة”.
وقال: “إن التعدي، بصورة علنية، على حق طائفة مؤسسة للكيان اللبناني، من خلال الإجحاف في تمثيلها داخل الحكومة، إذ يتم خفض هذه النسبة إلى النصف في حكومة من 18 وزيرا، التي يصر بعض المعنيين عليها، من خلال التحجج بحكومة اختصاصيين، هي فعليا لا تمت إلى مبدأ الاختصاص ولا إلى الميثاقية بصلة، بل نراها حكومة كيدية بامتياز تهدف إلى تحجيم الدروز عبر إلغاء التنوع السياسي الدرزي الذي يفوق عمره عمر لبنان بمئات السنين، وهذا تعد مرفوض شكلا ومضمونا، وموقفنا منه لن يتغير مهما تغيرت الظروف أو تبدلت، والتاريخ شاهد على ما نقول”.
أضاف: “بالمناسبة، يثمن لقاء خلدة عاليا موقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووقوفه إلى جانب هذا الحق مطالبا إياه بالاستمرار فيه والتشبث بتطبيق الدستور، الذي أقسم اليمين على المحافظة عليه، وعدم السماح بتهميش طائفة الموحدين وحقها في التمثيل العادل، كما يطالب دولة الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله وجميع الوطنيين في هذا البلد، بعدم السماح بالخلل بالتوازنات السياسية الدقيقة في الجبل، وفي قلب الطائفة الواحدة، طائفة أبناء التوحيد العروبيين المقاومين، لما يشكل ذلك من تهديد على السلم الأهلي والعيش الواحد، والتاريخ خير دليل على ذلك. إن طائفة حافظت بمقاومتها وصمودها على الأرض والعرض والوطن، وصانته في أخطر المراحل وأشدها، لن تسمح بالانتقاص من دورها وحقوقها”.
وتابع: “أهاب اللقاء بالأفرقاء الدروز من دون استثناء، عدم التساهل في حق الدروز بالتمثيل الصحيح، مهما اشتدت الانقسامات الداخلية أو الاختلافات في الآراء والمواقف ووجهات النظر، فتبقى مصلحة الدروز وأبناء التوحيد الشريف فوق كل اعتبار. حيث أن ما يحصل هو سابقة خطيرة على صحة التمثيل الدرزي مما قد يشكل عرفا مكرسا في المستقبل، حيث أن الأعراف في هذا النظام الموبوء لها قوة القوانين ذاتها. كما يدعو الأفرقاء الدروز إلى وحدة الصف والموقف، فلا بد من الحوار الدائم وطرح الإشكاليات الداخلية ونقاط الخلاف والإختلاف، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر مسألة مشيخة عقل الطائفة والمجلس المذهبي والأوقاف الدرزية، بهدف تفعيل عملها وإفادة أبناء الطائفة من مواردها، علها تساعدهم على الصمود في مواجهة الأوضاع الإقتصادية الخانقة، والسعي إلى حلها بصدق وشفافية، على قاعدة تغليب مصلحة الدروز ومستقبلهم على كل المصالح الشخصية الآنية”.
وختم: “إن اللقاء يدعو الأفرقاء السياسيين والمعنيين أجمعين، إلى الاسراع في تشكيل حكومة وطنية ميثاقية إنقاذية تساهم في الحد من الانهيار، لا غالب فيها ولا مغلوب، وتقوم بهذه المرحلة الدقيقة وتتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب والوطن، على أن تعطي الوضع الإقتصادي والمالي والصحي الأولوية القصوى، وتواكب تحقيق التدقيق الجنائي في مؤسسات الدولة كافة، حكومة تحفظ أمن المواطنين واستقرارهم وتنقلهم من قعر المحيط إلى شاطىء الآمان، والله ولي التوفيق”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام