خرج اليمنيون يوم الاثنين 25-1-2021 بكثافة الى الساحات والطرقات تنديدا بالممارسات الارهابية الاميركية والتي تتواصل بشكل يومي بحق الشعب اليمني الصابر والصامد والمقاوم حيث يستمر العدوان الاميركي السعودي الاماراتي هناك منذ ست سنوات وتُرتكب الجرائم التي تندى لها جبين الانسانية بدون ان يرف أي جفن لكثيرين من المتغنين بشعارات حقوق الانسان او بأهازيج الحرية والسيادة والاستقلال.
وبعد كل ذلك خرجت الادارة الاميركية التي رحلت بدون أسف عليها وعلى رئيسها دونالد ترامب، لتصدر قرارها بتصنيف حركة انصار الله في اليمن كـ”منظمة ارهابية” طبعا من وجهة واشنطن، التي تمتلك سجلا حافلا بالجرائم الارهابية وجرائم الحرب وضد الانسانية طوال التاريخ منذ ما قبل ما قبل الحرب العالمية الثانية وإلقاء القنبلة الذرية على اليابان، وصولا الى الجرائم التي ارتكبت بحق السكان الأصليين في البلاد التي أسست فيها الولايات المتحدة، ناهيك عن كل ما جرى ويجري في عصرنا الحاضر ويكفي فقط الاشارة الى كل ما جرى ويجري في فلسطين واليمن لنعرف مدى الانحطاط الأخلاقي للإدارات الأميركية وكل الأدوات التي تستخدمها في جرائمها بحق الفلسطينيين واليمنيين سواء كيان العدو الاسرائيلي او بقية الكيانات الخليجية التي طبّعت -سرا او علانية- العلاقات مع الصهاينة إرضاء للاميركي والراحل ترامب.
كل ذلك وغيره دفع الشعب اليمني للنزول الى الساحات والميادين لرفع كلمة الحق بوجه الطغاة والقول إن الارادة والعزيمة اليمنية والمقاوِمَة لن تتراجع او تستسلم او تخذل كل الشعوب المستضعفة التي عانت من ظلم الاميركي وكل الانظمة والادوات التي يقيمها ويحيمها في هذه المنطقة والعالم، خاصة ما يتعلق باستمرار العدوان وبخصوص القرار الظالم بحق انصار الله.
الارادة اليمنية.. لا تراجع ولا استسلام
وحول كل ذلك قال الناشط والمحلل السياسي اليمني زيد احمد الغرسي إن “تصنيف امريكا لانصار الله بما يسمى جماعة ارهابية ينطبق عليه المثل القائل رمتني بدائها وانسلت”، وتابع “هذا التصنيف لن يغير شيئا من صورة امريكا بأنها ام الارهاب فارهابها قد طال كل بلدان العالم ابتداء من الهنود الحمر الى فيتنام واليابان وكوبا وسوريا والعراق واليمن…”، واضاف “التصنيف الامريكي يؤكد فشل تحالف العدوان، كما يعبر عن حجم الافلاس والتخبط الذي وصلت اليه الادارة الامريكية بعد عجزها عن تحقيق اي انتصار عسكري على اليمن خلال ست سنوات من تحالفها العالمي عليه”.
ورأى الغرسي في حديث لموقع قناة المنار ان “امريكا تهدف من وراء هذا التصنيف الضغط على انصار الله لدفعهم تقديم تنازلات لصالح دول العدوان”، واضاف “لكنهم واهمون فقد زاد الشعب اليمني من الاصرار في استمراره بمواجهة العدوان”، وتابع “قد شاهد العالم الرد اليمني القوي من خلال خروجه المليوني بمسيرات حاشدة في مختلف ساحات المحافظات اليمنية”.
وأوضح الغرسي ان “هذا الخروج الاكبر من نوعه جاء بعد ست سنوات من الحرب والحصار على اليمن له الكثير من الرسائل والدلالات منها:
– ان الشعب اليمني لا زال حيا وحاضرا بقوة في التصدي للعدوان ولم يكل او يمل بعد ست سنوات من العدوان عليه وان كل محاولات التجويع والقتل والحصار وسياسات التركيع والاذلال التي مارستها امريكا فشلت.
– ان رفع شعار ” امريكا ام الارهاب ” في كل الساحات يؤكد مدى الوعي العالي في اوساط الشعب اليمني بحقيقة امريكا وارهابها كما يعتبر في نفس الوقت رسالة قوية وواضحة وصريحة لأمريكا.
– حاولت امريكا بتصنيف انصار الله تحييدهم وعزلهم عن الشعب اليمني لكن اليمنيون اثبتوا تلاحمهم وتوحدهم من مختلف احزابهم ومكوناتهم السياسية والمذهبية مع انصار الله واعتبروا التصنيف تصنيفا للشعب اليمني بأكمله وليس لانصار الله فقط و ذلك يعني فشل اهداف الامريكيين.
– كانت تلك الحشود كما هي العادة رسالة واضحة بأن اليمن لن يعود الى زمن الوصاية الامريكية السعودية وانه اصبح حرا مستقلا بعد ثورة ٢١ من سبتمبر/ايلول التي اعادت اليمن الى وضعه الطبيعي ضمن محور المقاومة المدافع عن شرف وكرامة ومقدسات الامة الاسلامية.
من جهتها، قالت الناشطة اليمنية “أم الصادق الشريف” إن “القرار الاميركي بحق أنصار الله هو قرار أحمق ومن إدارة حمقى، إذ تصنف دولة اليمن وانصار التي أيدها وحماها الشعب اليمني، بالارهاب”، وتابعت “بهذا التأييد والصمود واجه الشعب اليمني، العدوان الكوني والتحالف العالمي لدول الاستكبار وصبر على الحصار”، واضافت “مع ذلك صبر وصمد الشعب بثقة مطلقة وواجه العدوان وصنع الدفاعات الجوية والطيارات المسيرة والصواريخ التي دخلت للعمق السعودي والإماراتي وأوجعت المعتدين”، وأكدت ان “رجال الله أرهبوا صانعة الإرهاب امريكا الشيطان الأكبر”.
واعتبرت الشريف في حديث لموقع قناة المنار ان “هذا القرار والتصنيف الاميركي الاحمق لن يأتي بجديد انما عرف العالم بالحشود المليونية اليوم الاثنين ٢٥ يناير أن أنصار الله هم كل احرار اليمن”، وشددت على ان “هذا التصنيف الاحمق سيجعل الشعب اليمني يعي أكثر أن المواجهة مع امريكا وان دويلات الرمال ما هي الا أدوات تنفيذ وتموين”، ولفتت الى ان “هذا سيزيد من صمود الشعب ودعم الجبهات والتصنيع وستكون المواجهة أكثر صلابة وعزما وثباتا وتقدما”.
ولفتت الشريف الى ان “المسيرات اليمنية خرجت بشعار موحد هو: امريكا ام الإرهاب عدونا امريكا ، قاتلتنا امريكا، الموت لأمريكا، كلنا أنصار الله”، وتابعت “هذا رد شعبي يكفل لأي دولة في العالم أنها دولة شرعية منتخبة من الشعب وأي تدخل خارجي يعد غير شرعي بل عدوانا سافرا على الشعب الذي من حقه اختيار قراره وسيادته ومن يحكمه”.
المصدر: موقع المنار