أكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، أن تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام هدف سامٍ يسعى إليه الجميع، مشيرا إلى أنهم في انتظار لحظة الإعلان الحقيقي عن إنجاز اتفاق وطني فلسطيني يدشن هذه المرحلة وينهي الانقسام.
وقال هنية، في كلمة له حول مسار المصالحة الفلسطينية، إن حركة حماس تجاوبت مع كل المحاولات السابقة لإنهاء الانقسام؛ إيمانًا منها بضرورة تحقيق الوحدة ومواجهة الاحتلال ومشاريعه بصف فلسطيني موحد.
وأضاف أن مواجهة صفقة القرن، وخطط الضم، والاستيلاء على الأقصى والقدس، ومحاولات شطب حق العودة لا يمكن أن تتم إلا بشعب فلسطيني موحد، وبإرادة صلبة، وبمرجعيات جامعة، وبرؤية موحدة متوافق عليها لكي ننهي هذه الحقبة المؤلمة التي تتعرض لها قضيتنا الفلسطينية.
وأوضح أن حماس لم تترك فرصة من الفرص يمكن أن تحقق وأن تنجز المصالحة إلا وسَعَت إليها بجد وبمصداقية وبمسؤولية وبرغبة حقيقية من أجل إنجازها.
وأشار إلى أن “حماس انطلقت في مسار المصالحة الذي بدأناه في شهر تموز الماضي، حينما توجهنا للاخوة في فتح، وعرضنا عليهم أن التعاون في مواجهة خطة الضم وصفقة القرن”، مبينا أنه انطلق حوار فلسطيني مع الإخوة في حركة فتح وبقية الفصائل الفلسطينية، وباحتضان دول شقيقة وصديقة، في مقدمتهم مصر وقطر وتركيا وروسيا وغيرها.
ولفت هنية، أنه في محطة القاهرة الأخيرة تم التوقف عند نقطة محددة متعلقة بالانتخابات ما بين موضوع التوالي والترابط أو موضوع التزامن، مستدركا أنه من خلال الحوار تمكنت أن تنجز تفاهمات إسطنبول، إلى جانب التوافق على مخرجات اجتماع الأمناء العامين، ثم محطة الحوار الأخيرة في القاهرة.
كما أشار قائلا: “لم يغلق الباب ولم ينتهِ الموضوع، بل استمرت الاتصالات ومحاولات التحريك لكي نقطع المسافة القصيرة المتبقية من هذا المسار الذي بدأناه، وفي الآونة الأخيرة كان هناك اتصال من العديد من الدول مع الحركة ومع الإخوة في فتح من أجل استئناف مسار الحوار الوطني”.
وأكد هنية، أن حماس تعاطت بشكل إيجابي ومسؤول وسريع مع التحركات كافة، وتفهمت ضرورة استئناف مسيرة الحوار الفلسطيني الداخلي، مبينا أن الحرمة بعثت برسائل إلى الإخوة في مصر وقطر وتركيا وروسيا، ومباشرة برسالة للرئيس أبو مازن
وجدد تأكيده على استعداد الحركة لاستئناف الحوار الفلسطيني، ولإنجاز اتفاق وتفاهم فلسطيني لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بالتوالي والترابط، لافتًا أنه تم توجيه رسائل لجميع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وتلقت الحركة إجابات ومواقف إيجابية.
وتابع: “نحن أمام مرحلة جديدة وواعدة لإنجاز اتفاق فلسطيني يفتح صفحة جديدة ومرحلة جديدة وتاريخية في مسيرة شعبنا الفلسطيني”.
وأشار هنية، إلى أنه تلقى رسالة خطية جوابية من رئيس السلطة محمود عباس رحب فيها بمضمون رسالته والتزامه بإجراء الانتخابات، وتحقيق مبدأ الشراكة الفلسطينية في بناء المؤسسات الفلسطينية كشعب واحد ووطن واحد وقيادة واحدة وقرار واحد.
وأردف هنية: ” نريد أن ندخل الحوار بأسرع وقت ممكن، وعلى أساس الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال وبكل الوسائل، وعلى أساس التحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني للدفاع عن حقنا، ولانتزاع حقنا الفلسطيني، ولطرد المحتل.
وطالب هنية أن يتضمن الحوار الوطني الفلسطيني، إعادة بناء المرجعيات القيادية الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير، إلى جانب إنهاء الانقسام متمثلًا بمجلس تشريعي موحد، وحكومة وطنية موحدة، والاتفاق على برنامج وطني سياسي يشكل القاسم المشترك لنعبر فيه هذه المرحلة.
كما دعا للاتفاق على الاستراتيجية النضالية سواء المقاومة الشعبية وصولا إلى انتفاضة شعبية وكل أشكال المقاومة المتاحة لشعبنا، والتي نتمسك بها في مواجهة الاحتلال.
وأكمل هنية: “نؤكد بأننا نرضى بإرادة الشعب الفلسطيني وبخياراته الحرة والنزيهة والعادلة والآمنة، مستعدون لترسيخ مبدأ الشراكة في مواجهة المرحلة القادمة، لأنه ليس أمامنا من خيار إلا أن ننجز وحدتنا الوطنية الفلسطينية، لأن سر قوتنا في وحدتنا”.
وبيّن في قوله: “أمامنا استحقاقات ليست سهلة على الصعيد الداخلي: على صعيد ترتيب البيت الفلسطيني، وعلى صعيد مواجهة الاحتلال، وعلى صعيد واقع المنطقة والواقع الإقليمي المتشابك والمعقد”.
وأشار هنية، إلى أن “حماس انطلقت دائمًا في كل مواقفها وفي كل قراراتها من شعار واضح أن المصلحة الوطنية أولًا، فهي اليوم تتجه وتبادر وتسعى وتحقق هذا الحراك الجدي.
وأردف: “نتطلع إلى إنجاز حقيقي سريع، وإصدار المراسيم الرئاسية التي تحدد تواريخ الانتخابات حتى نضع بعد ذلك محطة الحوار الفصائلي المباشر للاتفاق على كل التفاصيل والإجراءات المتعلقة بهذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني”.
ولفت في حديثه إلى أن لنا اتصالات مباشرة ولقاءات وحوارات مباشرة مع جميع الفصائل والمجموع الوطني، مثله مثل فتح وحماس حريص على الوحدة والمصالحة وإنهاء الانقسام.
واعتبر انه يجب أن تنتهي العملية الانتخابية الديمقراطية والحرة والنزيهة في غضون ستة أشهر، وبضمانة الدول الشقيقة ورعايتها ومتابعتها.
المصدر: فلسطين اليوم