الثالث عشر من ديسمبر عام 1981 استيقظ السوريون على وقع انفجار قرار صهيوني جديد، حمل في عنوانه “ضم مرتفعات الجولان” لتكمل اسرائيل خطوة احتلالها الاراضي العربية في عدوان تموز 1967.
قرار الضم هذا لم يأتِ مناورةً سياسية، ولم يكن من باب جس النبض، إنما كان حاسماً لتكون بداية مرحلة جديدة من الصراع لجهة سورية إضافة لما كان لجهة فلسطين، من عمليات استيطانية مدعومة من عدة دول في العالم على رأسها اسرائيل.
لم يقبل السوريون هذا الاجراء ولم يعترفوا به، فبدأت الاضطرابات تعمّ الاراضي السورية المحتلة في قرى الجولان، وهنا نشبت المواجهات الدامية بين اهالي الهضبة وقوات الاحتلال الصهيوني، هذا ما يلخص المشهد خلف السياج الشائك للأراضي السورية المحتلة بداية من قرية مجدل شمس وما يليها من قرى سورية محتلة. وواجه السوريون في الجولان الإجراءات الصهيونية وأحبطوا الأحكام الإدارية لهذا القرار.
اما المشهد الدولي فلم يكن هذه المرة سلبيا، ليصدر القرار الرقم 497 في السابع عشر من ايلول اي بعد 4 ايام فقط، ويعلن على منبر الامم المتحدة قرار رفض الضم جملة وتفصيلاً. وكانت سورية حينها قد حققت التفوق في الجولة الديبلوماسية واتت بقرار قاضٍ اخذ مفعوله.
اليوم وبعد مرور 39 عاماً على قراري الضم الاسرائيلي والرفض الدولي للقرار، ما زال القرار السوري بهذا الخصوص هو الحازم ولم أيّ تغيير، ففي جولة لموقع قناة المنار في شوارع العاصمة السورية، لرصد موقف السوريين تجاه احتلال إسرائيل للجولان والتطورات الاخيرة المتعلقة بالاعتداءات على اراضي السوريين في الجولان المحتل، لم تكن النتيجة الا تضامنا مع اهالي الجولان ودعما لهم في التشبث بحقوقهم واستمرار الرفض والنضال حتى حرية اراضيهم المحتلة وتحريرها. واكدوا ان الموقف واضح، رفض للقرارات الصهيونية وللاعتداءات وللاعتراف بما يسمى الضم ، كبارا وصغاراً، شيبا وشباباً على ذات الموقف، الجميع يعتبر ما قامت به اسرائيل ما هو الا خطوة عدوانية استيطانية وإجراء سرقة الاراضي العربية من اهلها وسلخها عن دولتها، لكن السوريين متشبثون حتى آخر نفس بآخر ذرة من تراب الجولان.
وهذا ما ثبت منذ ايام مجددا عندما هب أهالي الجولان لمواجهة إقامة توربينات هوائية عملاقة على أراضيهم الزراعية وواجهوا الاحتلال مؤكدين التمسك بأرضهم وهويتهم، وهم اكدوا قبلها ان اي قرار صهيوني او اي اعتراف اميركي باحتلال الجولان لن يغير من الامر والقضية شيئا.
المصدر: موقع المنار