نجحَ من حكمَ بامرِ المالِ لسنينَ ومعه رعاتُه السياسيونَ وشركاؤهُ الاقتصاديونَ في أَنْ يُخيِّروا فقراءَ اللبنانيينَ وحكومتَهم بين السيِّئِ والأسوأ، ووقفَ الـمُتحكِّمُ على دفّةِ ما تبقى من اموالِ المودعينَ لِيَبتزَّ حتى برغيفِ الخبزِ.
في اروقةِ السرايِ الحكومي بحثٌ جديٌ بترشيدِ الدعم، بعدَ ان ادت الفوضى التي مورست تحتَ عنوانِ الدعمِ العريضِ بصرفِ ملياراتِ الدولارات، من دونِ ان تَسُدَّ جوعَ المحتاجينَ، بل زادت تُخمةَ المترَفينَ من تجارٍ ومحتكرين.
رئيسُ حكومةِ تصريفِ الاعمال حسان دياب جزمَ بأنْ لا رفعَ كلياً للدعم، بل ترشيدٌ ضروري، والترشيدُ هذا حتى تتمكنَ الدولةُ من استثمارِ ما تبقى من اموالٍ بالعملةِ الاجنبية، لتأمينِ اساسِ قوتِ اللبنانيين اليومي لاطولِ فترةٍ ممكنة.
مفترقٌ ليسَ سهلاً على الحكومةِ الموضوعةِ بوجهِ مواطنيها المرضى والجَوعى والمنهوبةِ ودائعُهم من قِبَلِ المصارفِ وحاكمِها وشركاه.
فما العملُ اذاً؟ وهل سيَصعُبُ على اللبناني بعد اليوم الوصولُ الى دوائه ورغيفِ خبزِه؟ وبانزينِه وكهربائِه المقطوعةِ اصلاً ؟ وغيرُها من مقوِّماتِ الحياةِ اليومية؟
ما يُبحثُ في السراي هو ليسَ هذا كما يقولُ الوزراءُ المشاركون، وانما رفعُ الدعمِ عن الكاجو وزيت الصنوبر وادوات التجميل ِوالشوكولاتة السويسرية وقوالبِ الجبنةِ الفرنسية وغيرِها من منتجاتٍ نَسِيَها فقراءُ لبنانَ منذُ اَن نهبتهم مصارفُهم قبلَ نحوِ عام، ومنذُ ان خرجَ الاميركيُ بسيفِ العقوباتِ بعدَ ان أتمَّ خنقَ البلدِ بمافيا الفسادِ لسنوات.
في الملفِ الحكومي المختنق، العينُ على لقاءِ الغدِ بينَ رئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون ورئيسِ الحكومةِ المكلف سعد الحريري بعدَ ان كانَ لقاءُ الامسِ محطةً ناقشَ فيها الرئيسانِ توزيعَ الحقائبِ دونَ الانتهاءِ منها او الوصولِ الى بحثِ الاسماء، على اَن يُقدِّمَ الرئيسُ عون غداً رؤيتَه للتشكيلةِ الحكوميةِ من حيثُ التوزيعُ والعددُ وحصتُهُ منها. وعلى مؤشراتِ الغدِ سيُبنى المسارُ الحكومي، فاِما بناءً على القواسمِ المشتركةِ او العودةُ الى المراوحة.
اقليمياً وبوجهِ الخيانةِ المشتركةِ لبعضِ الانظمةِ العربية ، انتَفَضَ علماءُ المقاومةِ وقادتُها في مؤتمرٍ أكدَ على عملِ محورِ المقاومةِ مجتمعاً، معَ زيادةٍ في القوةِ والسلاحِ حتى تحريرِ فلسطينَ كما قالَ نائبُ الامينِ العامّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
المصدر: قناة المنار