نفت الحكومة الإثيوبية اليوم الاثنين قدرة قوة متمردة في شمال البلاد، حاربتها على مدى أكثر من شهر، على شن حرب عصابات من جبال إقليم تيجراي، في حين قال دبلوماسيون إن فريقا تابعا للأمم المتحدة تعرض لإطلق نار بينما كان يحاول زيارة مخيم للاجئين. وانتزعت القوات الاتحادية السيطرة على مقلي عاصمة الإقليم من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، الحزب المحلي الحاكم سابقا، وأعلنت انتهاء هجومها الذي استمر شهرا.
لكن قادة الجبهة يقولون إنهم يقاومون على جبهات مختلفة حول مقلي. ويخشى خبراء من اندلاع تمرد طويل الأجل تكون له تداعيات مزعزعة للاستقرار في أنحاء شرق أفريقيا. وقال أبي في بيان “العصبة الإجرامية روجت لرواية من الواضح كذبها عن أن مقاتليها وأنصارها خبراء في القتال ومسلحون جيدا، مما يهدد بتمرد طويل الأمد في جبال تيجراي الوعرة”. وأضاف “إنها تزعم أيضا أنها تمكنت من تنفيذ انسحاب إستراتيجي دون أن يمس إمكانياتها وعتاد حكومتها الإقليمية سوء. الحقيقة هي أن العصبة الإجرامية هُزمت تماما وهي في حالة فوضى، وليست لديها قدرة تذكر على شن تمرد طويل الأمد”.
ولم يصدر رد من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بعد. ولم تتمكن رويترز من التحقق من روايات جميع الأطراف بشأن حالة القتال بسبب الانقطاع الكبير للاتصالات وتقييد وصول موظفي الإغاثة الإنسانية ووسائل الإعلام. وذكر مصدران دبلوماسيان اليوم الاثنين أن فريقا أمنيا تابعا للأمم المتحدة كان متوجها لزيارة مخيم للاجئين من إريتريا في إقليم تيجراي تم منعه من الدخول وتعرض لإطلاق نار. وأحجم المصدران عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، وقالا إن الملابسات الكاملة للواقعة لم تتضح بعد. ولم ترد الحكومة الإثيوبية ولا الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على طلبات للتعليق.
وفي نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين إنه على علم بالتقارير عن تعرض فريق تابع للمنظمة لإطلاق نار، لكنه أضاف أنه “ولعدة أسباب أفضل عدم التعليق في هذه المرحلة”.
المساعدات مطلوبة بسرعة
يُعتقد أن الآلاف لقوا حتفهم في الصراع الذي تعود جذوره إلى تصدي أبي لهيمنة أبناء تيجراي السابقة على الحكومة الاتحادية والمناصب العسكرية. كما أجبر الصراع نحو 50 ألف لاجئ على الفرار إلى السودان وشهد إطلاق الجبهة صواريخ على إريتريا وأثار انقسامات عرقية وأدى لنزع سلاح أبناء تيجراي في قوة حفظ السلام الإثيوبية التي تقاتل متشددين على صلة بتنظيم القاعدة في الصومال.
وتمارس الأمم المتحدة ووكالات إغاثة ضغوطا من أجل السماح بوصول آمن إلى تيجراي الذي يزيد عدد سكانه عن خمسة ملايين نسمة ويعتمد 600 ألف منهم على المساعدات الغذائية حتى قبل اندلاع الحرب. لكن مسؤولين بارزين في مجال الإغاثة أبلغا رويترز في مطلع الأسبوع بأنه مازال من الخطير جدا إرسال قوافل إلى الإقليم بسبب النهب والفوضى.
المصدر: رويترز