أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن “واشنطن انتهكت قرارات مجلس الأمن”، واصفاً إدارة ترامب بالـ “إدارة المارقة”، لافتاً إلى أن “عليها التوقف عن انتهاكاتها، فنحن لن نعيد التفاوض بشأن ما توصلنا إليه في الاتفاق النووي”. وقال ظريف، في كلمته الخميس بالاجتماع الافتراضي لحوارات البحر المتوسط حول اعراب بايدن عن رغبته بالعودة الى الاتفاق النووي، إن “الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي لكنها لم تنسحب من الأمم المتحدة وعليها أن تلتزم بتعهداتها تجاه مجلس الأمن”، موضحاً أن “هناك قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي يجب على الولايات المتحدة الالتزام به. انتهكت إدارة ترامب هذا القرار وعلى الولايات المتحدة التزامات بموجب القرار 2231 يجب عليها الوفاء بها ، فالولايات المتحدة ليست في موضع يُمكّنها من وضع الشروط “.
وبشأن ملف الصواريخ الإيراني، الذي لم يرد ذكره في البرنامج النووي، أوضح ظريف أنه “كانت قضية برنامج إيران الصاروخي والأمن الإقليمي من الموضوعات التي اختارت الأطراف المتفاوضة عمدًا عدم معالجتها، والسبب ليس انهم ارادوا أن يقدموا تنازلات لإيران، بل كان السبب هو عدم استعداد الأطراف الاخرى لوقف أعمالهم الشريرة في هذه المنطقة”.
وقال الدبلوماسي الايراني “انظروا الى صفقات الاسلحة، ففي العام الماضي ، قدم الغرب إلى منطقة الخليج الفارسي أسلحة أكثر مما قدمه إلى أجزاء أخرى من العالم ، فقد تم تزويد المنطقة بأكثر من 100 مليار دولار من الأسلحة فهل الغرب مستعد للتخلي عن هذه الأعمال الشريرة ؟”
هذا وأشار وزير الخارجية إلى ازدواجية سياسات الغرب، قائلاً “هل الغرب مستعد لترك أفعاله الشريرة؟ لقد دعم الغرب الحرب اليمنية. لقد أيد الغرب ضم الأراضي الفلسطينية ، ورغم أنه لم يؤيد ذلك رسميًا ، إلا أنه في الواقع أيده. الغرب يدعم الإرهاب الإسرائيلي”. متسائلاً “لماذا تقوم “إسرائيل” بأعمال إرهابية ضد إيران مثل العمل الإرهابي الذي قامت به الأسبوع الماضي ضد عالم إيراني والذي لم يكن له اي تداعيات عندهم والغرب لم يدينه؟”
في السياق، تابع رئيس السلك الدبلوماسي الإيراني، “عندما يكونون مستعدين لمعالجة قضية ممارساتهم الشريرة في المنطقة، فيمكنهم حينها التحدث عن أمور أخرى، إن كان لايمكنهم وضع مثل هذه الأشياء جانباً، فعليهم أن يخسؤا”.
وردا على سؤال حول تطبيع بعض الدول الخليجية مع الكيان الصهيوني، قال ظريف “سؤالي إلى جيران إيران هو ما إذا كانوا على استعداد لإدانة جرائم “إسرائيل” ضدنا. فنحن جيران مع بعضنا البعض ونعيش معا، أنا لا أعتقد أن جيراننا مستعدون للسماح لـ”إسرائيل” بتقريب الحرب ضد إيران من حدودهم.”
وقال وزير الخارجية الإيراني، أن “الاتفاق النووي يسمح لايران بالتخلي عن التزاماتها جزئيا او كليا في حال عدم التزام الطرف الاخر ، فلا يمكن للدول الاوروبية ان تدعي انها كانت ملتزمة بهذا الاتفاق ، لذلك فإننا نحتفظ بحقنا في تقليص التزاماتنا”. وأكد وزير الخارجية الايراني على أن “اجراءات إدارة ترامب في الحؤول دون الوصول إلى لقاح كورونا جريمة ضد الإنسانية.”
وقال ظريف حول حالة تفشي كورونا في ايران، إن “الوضع في إيران سيء للغاية”، مضيفاً أن “الموجة الثالثة من كورونا استهدفت إيران في الخريف لمرافقتها فيروسات أخرى مثل الانفلونزا … إيران تواجه حربا اقتصادية ونواجه شيئاً يتجاوز القيود والحدود”. وفي السياق، أشار ظريف إلى أن “الولايات المتحدة منعت ايران من الحصول على الامكانيات الطبية ولا تسمح لنا حتى باستخدام ارصدتنا لدى الدول الاخرى لشراء لقاء كورونا وإن قالوا شيئاً غير هذا فإنهم كاذبون”.
وقال وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الايرانية في ختام كلمته عن تبادل السجناء بين إيران والدول الأخرى “في الواقع ، طرحت إيران عدة مقترحات على الطاولة في هذا الصدد، وسيتم القيام بذلك كلما كان هناك إمكانية للتبادل. نحن نشارك في هذه العملية. هذا سيخدم الجميع. لدينا سجناء إيرانيون محتجزون بشكل غير قانوني في أوروبا. لدينا سجناء إيرانيون في الولايات المتحدة تم احتجازهم بشكل غير قانوني. لدينا سجناء في إفريقيا حكمت المحكمة بالافراج عنهم لكنهم ما زالوا رهن الاحتجاز تحت ضغط الولايات المتحدة. إيران مستعدة للتبادل”.
المصدر: فارس