تسعى قمة مجموعة العشرين إلى معالجة تفشي فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة، لكن انعقادها عبر شاشة يحد من الحوارات الثنائية والتفاعلات خلف الكواليس. ولم تخل انطلاقة الحدث العالمي من بعض اللقطات الطريفة والعفوية، حيث قال شخص للعاهل السعودي أن “العالم بأسره يراقب” قبيل إلقاء كلمته، بينما طلب الرئيس الصيني مساعدة تقنية.
وفي ما يأتي أبرز ما يجب معرفته عن انعقاد القمة بصيغتها الافتراضية:
خيبة أمل
كان من المفترض أن تكون القمة إشارة لعودة سعودية قوية إلى المسرح العالمي، فقد خططت المملكة لاستضافة قمة كبرى كان من شأنها أن تلقي مزيدا من الضوء على حملة الانفتاح الطموحة للحاكم الفعلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي تلطخت سمعته الدولية بعد جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي عام 2018. غير أن الوباء الذي جعل انعقاد القمة مستحيلا إلا عبر الفيديو، قوض تلك الآمال إلى حد كبير.
وقال الباحث في ستراتفور للابحاث الجيوسياسية رايان بوهل “سيكون مؤتمر مجموعة العشرين هذا العام مخيبا للآمال بالنسبة للسعودية لأن المؤتمر الافتراضي لن يستعرض التطورات في المملكة بالطريقة التي تأملها الرياض”.
عامل ترامب
توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للعب الغولف بعدما أطل لمدة وجيزة على القمة. وذكر مصدر متابع للجلسات الافتراضية. التي أغلقت أمام وسائل الإعلام، أن ترامب “قال إنه قام بمهمة رائعة خلال عهده اقتصاديا وفي ما يتعلق بالوباء”. وبعد مغادرة ترامب، مثله وزير الخزانة ستيفن منوتشين بينما ألقى باقي قادة العالم كلماتهم.
مشاكل تقنية
بدا أن بث الكلمة الافتتاحية للملك سلمان انطلق أبكر مما كان مخططا له، وسرعان ما توقف بعدما أدرك أحدهم ذلك وحذر العاهل السعودي. وظهر قادة العالم الآخرون في صور مصغرة على شاشة واحدة حول صورة للملك سلمان، وبدا أن بعضهم يعاني من مصاعب تقنية.
فقام أحد مساعدي الرئيس الصيني شي جينبينغ باستخدام جهاز تحكم عن بعد أمام كاميرا الشاشة، فيما كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يتناول مشروبا غازيا على ما يبدو. وسرعان ما أدرك المسؤول في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي انجيل غوريا أن الاجتماع قد بدأ فقام بإبعاد هاتفه المحمول فورا.
وبدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تحتفل بمرور 15 عاما في السلطة الأحد، في وضع مريح تتابع الكلمة بتركيز عال، بينما انشغل ترامب بشيء ما فوق الطاولة أمامه، قد يكون هاتفه.
ويرى مدير ومؤسس “مجموعة العشرين للابحاث” ومقرها كندا جون كيرتون إن “العالم الافتراضي يجعل التواصل التلقائي للقادة أكثر صعوبة، ويلغي اللقاءات الجانبية حول مواضيع غير مدرجة على جدول أعمال القمة”.
بصمة كربونية
غابت الطائرات الخاصة لكبار الشخصيات عن المطارات في المملكة، مما قلل من البصمة الكربونية للحدث، إلى جانب عدم وجود مواكب للسيارات مما كان ليؤدي إلى توقف حركة السير في بعض مناطق الرياض. ولم يؤت خط مترو جديد كان من المقرر افتتاحه في الرياض خلال القمة ثماره كما كان مخططا له.
صورة افتراضية
أعاد عدم وجود صورة جامعة للزعماء التذكير بقيود فيروس كورونا المستجد على التنقل والتجمعات. وكانت هذه الصورة والصور الجانبية الأخرى الحدث الأهم في بداية قمم مجموعة العشرين في السابق، بما في ذلك المصافحة الشهيرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بوينس آيرس العام 2018. وبدلا من ذلك تم عرض لقطة مركبة للقادة على جدار في مدينة الدرعية خلال حفل عشاء عشية القمة.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية