يحلُ عيدُ الاستقلالِ هذا العامَ متورماً جراءَ كدَماتٍ خارجيةٍ وداخليةٍ قاسيةٍ وازماتٍ عميقةٍ وكبيرة..
تغيبُ المراسمُ العسكريةُ للمرةِ الثانيةِ بسببِ كورونا، بينما تفتكُ فيروساتٌ زَرعت سمومَها في السياسةِ والاقتصادِ بكلِّ معاني هذه المناسبةِ الوطنيةِ التي لم يُحيِها اللبنانيونَ بشكلٍ موحدٍ منذُ سنواتٍ بفعلِ تعددِ المؤثراتِ والتدخلاتِ وتجذرِ المشكلات، لا سيما السياسيةِ تحديدا..
اليومَ، يسالُ اللبنانيونَ في عيدِ استقلالِهم، كيف يستقلونَ من همومِهم، من شجونِهم، ومِن تربُّصِ الفاسدينَ في زوايا بيوتِهم، بعدما دَمروا لهم كلَ عيشٍ كريم، وأعدَموا آمالَهم ببلدٍ طيبِ السمعةِ سياسياً واقتصاديا، وليسَ فيه مَن يعرقلُ اصلاحاً، ولا مَن يَحمي مرتكباً.
هي الصورةُ التي فرضَها بالامسِ اخراجُ شركةِ ” الفاريز اند مارسال ” من مسارِ التحقيقِ المالي وافشالُ مُهمتِها. خطوةٌ اعتبرَ نائبُ الامينِ العامّ لحزب الل الشيخ نعيم قاسم انَ مُبرراتِها غيرُ مقبولة، وانَ استمرارَ التعميةِ على واقعِ المصرفِ المركزي سيؤدِي إلى مزيدٍ من التدهور..
وبانتظارِ مواقفِ رئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون خلالَ كلمتِه الليلةَ بعيدِ الاستقلال، رفعَ التيارُ الوطنيُ الحر مستوى التحذيرِ من التداعيات، ومن المخاطرِ التي فرضَها ما سماهُ نجاحَ منظومةِ الفسادِ في إخفاءِ الحقائقِ وعرقلةِ الإصلاحاتِ واسقاطِ المبادرةِ الفرنسيةِ التي تَصَدَّرَ بنودَها التدقيقُ في حساباتِ مصرفِ لبنان.
في ازمةِ السجون ، الحلولُ غيرُ الكاملةِ انفجرت اليومَ في نظارةِ مخفرِ بعبدا معَ فرارِ عشراتِ السجناءِ وموتِ خمسةٍ منهم جراءَ حادثِ سيرٍ وتواري الكثيرينَ منهم عن الانظار.
وما لا يجبُ على اللبنانيينَ صرفُ النظرِ عنه، هو التهديداتُ الدائمةُ لاستقلالِهم الحقيقي وانجازاتِهم الوطنيةِ وخبزِهم ورزقِهم واستقرارِهم وامنِهم، وذلك عبرَ التحريضِ الذي يُصَبُّ فوقَ رؤوسِهم من مدعينَ للصداقةِ من ابطالِ التطبيعِ والمتباكينَ على حفنةِ سياحٍ صهاينةٍ في شوارعِهم ومدنِهم الرمليةِ مقابلَ المناداةِ بضربِ المقاومة.
المصدر: قناة المنار