أصبحت الأقنعة جزءا متأصلا في الحياة اليومية لدرجة أنه من الصعب الآن تخيل الذهاب إلى المتاجر وعدم ارتدائها.
ولم تكن هذه الممارسة مرئية تقريبا قبل بداية جائحة “كوفيد-19″، ولكن الآن كل دولة في تقريبا لديها تشريعات مطبقة لارتدائها في أماكن عامة مختلفة.
وأصبحت أقنعة الوجه إلزامية في أماكن مثل المتاجر والأماكن العامة الأخرى منذ بداية الوباء، حيث أظهرت الأبحاث أن ارتداء قناع الوجه يساعد في منع الآخرين من الإصابة بالفيروس إذا كنت معديا، ويذهب إلى حد ما نحو حمايتك من الأشخاص المصابين الآخرين.
ولكن الجدل الدائر حول أقنعة الوجه أدى إلى انقسام الكثيرين، حيث رأى البعض أنها تعد انتهاكا لحقوقهم، في حين يرى آخرون أنها أداة مفيدة للحفاظ على أنفسهم والآخرين في مأمن من “كوفيد-19”.
وبغض النظر عن موقفك في النقاش، فإن فيروس كورونا موجود ليبقى في المستقبل المنظور، وسنحتاج إلى أقنعة لحمايتنا منه.
متى يمكننا التوقف عن ارتداء الأقنعة؟
لسوء الحظ، يتفق معظم الخبراء على أننا لن نتمكن من التوقف عن ارتداء الأقنعة لفترة طويلة من الوقت، وبالتأكيد ليس في المستقبل القريب.
ووفقا للموقع الطبي WebMD، لن نتمكن من التوقف عن ارتداء الأقنعة إلا عند تحقيق أحد الأمور التالية:
• يتوفر لقاح فعال (ويتم استخدامه على نطاق واسع بما يكفي لتقليل عدد حالات كوفيد-19 بشكل كبير)
• نحقق “مناعة القطيع” ضد “كوفيد-19”
• نصبح جميعا محصنين بشكل طبيعي ضد الفيروس
وأوضح الدكتور مارك كورتيبيتر، الطبيب وخبير الدفاع البيولوجي، العديد من الأسباب الرئيسية لوجود الأقنعة لتبقى.
وأحد الأسباب هو صعوبة تلقيح مثل هذا العدد الهائل من السكان في جميع أنحاء العالم. ويشرح: “قد يتم إعطاء الأولوية للأفراد في المجموعات المعرضة لخطر أكبر على الآخرين، حتى إذا كنت ترغب في الحصول على التطعيم، فقد لا تتمكن من الحصول عليه على الفور. وقد يعاني الآخرون في مجتمعك المحلي من حالات طبية تمنع التطعيم”.
وأضاف: “قد تتطلب بعض اللقاحات معززا واحدا أو أكثر لتوفير أقصى قدر من الحماية، ما يعني أنه يجب عليك الحصول على جرعة أخرى بعد فترة زمنية معينة. لكنك لن تعرف أين يوجد أي شخص آخر في جدول التطعيم الخاص به، وبالتالي مدى حمايته. لذلك، ستظل بحاجة إلى حماية نفسك عندما تكون محاطا بالآخرين”.
وهناك عامل رئيسي آخر وهو فعالية أي لقاح جديد، حيث لا تتمتع اللقاحات بالضرورة بنسبة نجاح 100% أو القدرة على منع العدوى مرة أخرى إلى الأبد.
ويوضح الدكتور كورتيبيتر: “من الناحية المثالية، ستوفر اللقاحات حماية كاملة من المرض وتمنع الشخص من أي خطر لنقل الفيروس، ومع ذلك، يمكن أن توفر اللقاحات أيضا مجموعة من الحماية من المرض أو تقلل جزئيا فقط من فرصة إطلاق الفيروس في إفرازاتنا”.
وتابع: “لذلك من المفيد أن نظل حذرين. لقد رأينا انتشارا من دون أعراض يحدث مع عدوى فعلية، لذلك يظل هذا احتمالا بعد التطعيم حتى نحصل على المزيد من البيانات”.
وأفاد: “نظرا لأن اللقاحات يتم طرحها بسرعة كبيرة، فلن يكون لدينا أي بيانات عن الحماية طويلة المدى. ويمكن أن يستغرق الأمر شهورا أو سنوات لفهم فعالية اللقاحات على المدى الطويل بشكل كامل. وحتى لو كان لديك استجابة جيدة للقاح، فإن الوقت فقط هو الذي يمكنه معرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى معززات تتجاوز جدول التطعيم الأولي للحفاظ على الحماية”.
المصدر: اكسبرس