حقيقة أن الهواتف الذكية تعرف الكثير عنا وعن آخرين، فهذا في الحقيقة ليس أمر جديدا. والكثير من الناس وافقو، منذ مدة أن تعرف أجهزتهم وعارضو التطبيقات الذين يختفون وراءها، الكثير عنهم. وأن يتعرف هاتفي الذكي الآن على أنني مصاب بكوفيد 19 ـ بالرغم من أنني لم ألاحظ ذلك ـ فهذا قد يبدو من الخيال العلمي، لكن هذا الأمر يتعلق بعلم وليس بخيال. فقريبا قد يظهر ربما تطبيق جديد في السوق يكون قادرا عل تشخيص الإصابة بفيروس كورونا من خلال الأصوات التي نصدرها أثناء السعال أو الكلام.
وفي الوقت الذي تصل فيه نسبة نجاح التقنية لدى مصابين إلى مستوى جيد، يجب على التطبيق تعلم تفادي التشخيصات الخاطئة لدى غير المصابين. وفي حال نجاح هذا الأمر، فإن التطبيق قد يكمل ربما التطبيق التحذيري لكورونا الموجود الذي يتعرف على الاحتكاكات الحقيقية مع مصابين.
وتوصل ثلاثة أخصائيين في الكومبيوتر من معهد التكنولوجيا في ماسيسوسيتش الأمريكية إلى فكرة تحليل الأصوات. والأخصائيون الثلاثة قاموا بين أبريل ومايو 2020 بتسجيل أصوات 5320 من الأشخاص الخاضعين للاختبار. وإلى جانب أصوات السعال كانت هناك اللغة. وأصوات 4256 من الأشخاص الخاضعين للاختبار خزنها الباحثون في الكومبيوتر الذي عمل على تقييمها بفضل شبكة عصبية اصطناعية.
وفي ذلك راهن الباحثون على خصائص حيوية في الأصوات سبق أن عثروا عليها في دراسات سابقة لدى مرضى الخرف. ثم جربوا ما تعلمته الآلات على باقي المشاركات والمشاركين الـ 1064 المتبقين.
نتائج التجربة كانت واعدة. “النموذج يصل لدى الأشخاص الخاضعين للاختبار الذين تم عندهم تشخيص الإصابة بكوفيد 19 في اختبار رسمي إلى حساسية بنسبة 98.5 في المائة”، كما كتب الباحثون في دراستهم. والخاصية وصلت على هذا النحو في المجموعة إلى 94.2 في المائة. وهذا قد يعني أن واحدا من بين عشرين تقريبا حصل على نتيجة اختبار إيجابي خاطئة. وفي المقابل حصل كل شخص بين خمسة على تحذير إيجابي خاطئ. وهذا يعني بأن خاصية التطبيق يجب أن تتحسن حتى يكون قابلا للاستعمال، لأنه إذا استخدمه الكثير من الناس يوميا، فإن النتائج الإيجابية الخاطئة قد تتسبب في هلع وبالتالي تقود بسرعة إلى استنفاد طاقات الاختبارات داخل المختبرات.
وعلى كل حال استنتج الباحثون “آلية غير مكلفة وفعالة ومتاحة في كل وقت وبكمية كبيرة للتوزيع لنسخ حالات كوفيد 19 وتكميل بوادر احتواء المرض”.
ويقترح العلماء تطبيق هذا الاختبار على طلبة وتلاميذ وعمالا وموظفين يوميا للتعرف على أصوات سعال مشتبهة. وفي حال صدور تحذير، فبإمكان الأشخاص المعنيين الخضوع لتجربة في المختبر لمعرفة ما إذا كان ما رصده التطبيق صحيحا.
المصدر: dw.com