يصح تشبيه كلام سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليل امس رداً على مزاعم رئيس الوزراء الصهيوني بما يمكن توصيفه “أنظروا الى نتنياهو يحترق”.. فما اعلنه سماحته من رد جاء بمثابة تهشيم مزاعم نتنياهو مباشرة على الهواء بضربة إعلامية ذكية وقوية تفند المزاعم الإسرائيلية.
في وقت قصير جدا احترقت دعاية بنيامين نتنياهو حول مخازن صواريخ المقاومة، حتى تحول “نجم الشاشة” والمحاكاة الاستعراضية في الكيان المحتل أضحوكة بين أيدي الإعلام العبري من دون القدرة على لملمة آثار الهزيمة المعنوية على المستوى السياسي، بل وحتى على الصورة الردعية لاستخبارات “إسرائيل” وأجهزتها الأمنية.
ما كان يعول عليه نتنياهو، سقط بالضربة القاضية، فلا بعض وسائل الإعلام المحلية استطاعت أن تكمل عنه مسرحية التهويل، ولا القنوات الأجنبية استطاعت أن تجد شيئاً من ترهات ما عرضه على شاشة لم يستطع حجمها الكبير أن يغطي تضاؤل القدرة الإسرائيلية على الوصول إلى معلومات حول قدرات المقاومة في لبنان.
ربما حاول رئيس وزراء العدو أن يستغل منبر الأمم المتحدة للتصويب على المقاومة، من البوابة الدولية…. لكن التحريض على حزب الله تلاشى مع أول بث حي مباشر نقل الصورة كما هي من دون توليف لتصدم الرأي العام الصهيوني ومعه بعض المطبلين لرواية الاحتلال الإسرائيلي، بل مع مجرد اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه سيتم فتح المكان الذي تحدث عنه نتنياهو امام كل وسائل الاعلام ليكتشفوا ويكشفوا للعالم زيف ادعاءات الصهاينة حول اماكن الصواريخ او وجودها الى جانب اماكن مدنية او مرافق حيوية في محاولة لادعاء القدرات الاستخبارية ثم انشاء دعاية تضليلية اعلامية وسياسية وتهويلية او تبرير اي اعتداء .
الخبيث في كلام نتنياهو، محاولته نكء الجراح، بعد الغمز من كارثة مرفأ بيروت… أمر يستدعي رداً رسمياً لبنانياً على من يساوي بين حادثة الإنفجار والتهديد بضرب منشآت مدنية بالقرب من مطار بيروت الدولي… فهل من ينتبه للخطر الحقيقي بدلاً من مناكفة من يحمي الأرض والعرض؟
يشير الخبير في الشؤون الصهيونية حسن حجازي لـ”بانوراما اليوم” ان هذه الحادثة -اي الضربة الاعلامية ضد نتنياهو- تُراكم حالة قائمة من كيّ الوعي لدى الجمهور الصهيوني حول قادته فليست المرة الاولى التي يشعرون فيها بصدق السيد نصر الله وكذب قادتهم، وهو في حرب تموز 2006 كان الاصدق لدى الاسرائيليين. واضاف ان الكثير من النقاشات الداخلية الصهيونية التي تعكسها الصحافة تشير الى شبه اجماع ان هناك مصداقية عاليه للامين العام لحزب الله في الداخل الصهيوني وهو راكمها منذ ايام الاحتلال جنوبي لبنان عندما كان المستوطنون يقولون ان نصر الله عندما يتحدث يفعل. ويلفت حجازي الى قول احد المعلقين الصهاينة ان الاسرائيليين كانوا في الحرب يتلهفون الى ما سيقوله السيد نصر الله لانهم يعرفون انه يتحدث بلغة صادقة ومباشرة عن وقائع وحقائق الميدان اكثر من قادتهم.
ويلفت حجازي ان ما حدث اثار صدمة في اوساط العدو وشرخاً في الرواية الاسرائيلية لا سيما تجاه المعطيات التي تقدم على شكل صور وخرائط اصبحت مثار شكوك، كذلك تزايد الشك في معطيات الاستخبارات الصهيونية. وما حصل يذكرنا بصدمة “ساعر-5” من حيث فشل الاجهزة الاستخبارية التي لم تعرف بوجود هذا النوع من الصواريخ لدى المقاومة.
المصدر: موقع المنار