إختتم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن، جولته في محافظة عكار، بزيارة لبلدة ببنين يرافقه النائب هادي حبيش، مستطلعا اوضاع البلدة مع ارتفاع عدد مصابي كورونا المستجد فيها، حيث كان في استقبالهما في دار البلدية رئيس البلدية الدكتور كفاح الكسار ونائب الرئيس الدكتور حسان قدور، واعضاء المجلس البلدي، المختاران محمد البستاني وحسن بركات، رئيس مركز الدفاع المدني في ببنين- العبدة هلال الحصني، إضافة إلى عدد من فاعليات البلدة.
الكسار
وبالمناسبة ألقى الكسار كلمة استهلها بالترحيب بحسن وحبيش. وقال لوزير الصحة: “اهلا بكم في ببنين، بلدتكم، بين أهلكم وناسكم، هذه هي عكار المحبة والتسامح والشعب الطيب المقهور. عندما شاهدنا زياراتك المتكررة إلى محافظة عكار شعرنا بأن هنالك في هذا الوطن من لنا في قلوبهم مكانة وقد اثبتها قولا وفعلا”.
وتابع قائلا له: “لك من كل العكاريين ومن أهالي ببنين، كامل المحبة والاحترام والتقدير على هذه اللفتة الكريمة، ونعلم تماما أن هذا اليوم بالنسبة إليك هو يوم طويل وشاق خصوصا انك جلت في عكار بطولها وعرضها من ساحلها الى جبلها، لذلك فمكانتك لدينا كبيرة جدا، ولك منا كامل المحبة والاحترام. كنا نتمنى ان نرى من هم في موقع المسؤولية اليوم يذكرونا حتى ولو بتحية للعكاريين الذين قدموا منذ أيام أربعة شهداء على مذبح الوطن دفاعا عن كرامة الجميع”.
أضاف: “اليوم أيضا في الوقت الذي تزور فيه عكار بجولات طبية، من المؤكد انك سمعت بالأحداث المؤسفة التي تحصل في وادي خالد. ونحن باسمنا وباسمك وباسم كل الشرفاء في هذا الوطن، نرفع كامل التحية والاكبار والاجلال لأبطالنا في الجيش والأجهزة الأمنية الذين يلاحقون الإرهاب ودعاة الشر والفتنة”.
واستطرد: “وصلنا إلى ما وصلنا اليه من إصابات في وقت نفتقد الى ابسط المقومات الطبية في المستشفيات بسب الظروف الاقتصادية، بالاضافة الى حالة الاكتئاب الذي يخفض من منسوب المناعة في جسم الانسان وبالتالي يصبح عرضة للاصابة بالامراض”.
وختم متوجها لحسن: “اليوم لدينا حالة لشاب من بلدة ببنين لم يتناول في حياته حبة دواء واحدة، وهو الآن بسبب هذه الجائحة بين الحياة والموت. لذلك نحن نشد على يديك، أنت الموجود بيننا بصفتك الوزارية وبالدافع الأخلاقي الذي تربيت عليه. ولك منا كامل المحبة والتقدير”.
وزير الصحة
ثم تحدث الوزير حسن فأشاد بتضحيات عكار و”بما تقدمه بكل عزة وكرامة على مذبح الوطن، بشكل يتخطى كل حدود السياسة وكل المطبات الصغيرة التي يقع فيها كل المصطادين في الماء العكر. مني ومن أهل بعلبك والهرمل وكل لبنان تحية لعكار وللشهداء وللشرفاء”.
ولفت الى ان “الحرمان هو حرمان تراكمي على الصعيد الصحي والطبي وهو للاسف نتيجة سياسات متراكمة والتخلي عن المسؤولية، وما نعانيه اليوم هو تخل رسمي وخاص، حيث كان رهاننا كبيرا على المستشفيات الخاصة التي لبى عدد قليل منها نداء الاستغاثة للمواطنين، المستشفى ليس معملا تقاس فيه الانتاجية بالربح والخسارة، المستشفى دائما رابح عندما يساهم في انقاذ انسان. ولكن للاسف بعضهم تخلى ونحن نعمل بجهد كبير لرفع عدد الاسرة لاستقبال مرضى كورونا المستجد، اسرة عادية واسرة عناية فائقة”.
اضاف: “واضح انه مع هذه الارقام الصادمة حيث بتنا على عتبة 1300 مصاب يوميا ما يدفعنا الى الحزم والى شد الأحزمة، ولا يمكننا ان نترك مجتمعنا لمواجهة مصير الموت المحتم. بامكاننا ان نتعاضد ونتكاتف اجتماعيا ووطنيا وان تكون الدولة مسؤولة”.
وجدد انتقاده ورفضه ل”كل ما يتم تداوله من إشاعات مضللة، والتي تساق عبر وسائل التواصل وكلها لذر الرماد في العيون. اننا نكبر حين نرى مجتمعا مسؤولا وطاقات مسؤولة من فاعليات وسياسيين وبلديات يتعاونون في هذه الفترة للمساهمة في تطوير مراكز الحجر وبدعم المستشفيات الحكومية، المتروكة لمصيرها”.
وختم: “قلنا سابقا اننا نقاتل باللحم الحي ولا زلنا، والوضع الآن اننا في عين العاصفة وفي الجائحة الكبرى والوضع خارج السيطرة وفي خطر شديد مع اعلى نسبة اصابات يوميا واعلى نسبة وفيات، وهذا مؤشر لحساسية ودقة الوضع لا سيما واننا في حالة ضعف، وهذا امر يتطلب منا التعاضد للمواجهة”.
المصدر: الوكالة الوطنية