رأى السيد علي فضل الله في درس التفسير القرآني “أن هذا البلد قائم على التوازنات بين طوائفه ومذاهبه ولا يستطيع أي مكون من مكوناته اختزال او تحجيم المكونات الاخرى تحت أي ذريعة، محذرا “الطبقة السياسية من نفاد الوقت ومن سقوط الهيكل على رؤوس الجميع إذا بقي كل فريق على عناده وتصلبه بمواقفه وآرائه”، داعيا “القوى السياسية إلى وعي حجم المخاطر والتحديات التي يعاني منها البلد”.
ودعا الطبقة السياسية إلى “ضرورة تقديم مصلحة الوطن على مصالحها الخاصة والذاتية، مطالبا “الجميع بتقديم التسهيلات والتنازلات المتبادلة للوصول إلى قواسم مشتركة وسطية ترضي الجميع فلا يشعر أحد بالغبن او التهميش لنخرج الوطن من هذا النفق المظلم الذي دخلنا فيه”.
كما توجه السيد فضل الله إلى القيادات الدينية والروحية بالقول “عليكم أن تتحركوا انطلاقا من قيم الرسالات التي تحملونها ومن مبادئها وأن تتحدثوا بلغة العقل والمحبة وان تفكروا بحجم الوطن وليس بحجم هذه الطائفة أو تلك وان لا تكونوا صدى للواقع السياسي. دوركم أن تعقلنوا السياسة، لا أن تزيدوا من حال الانقسام والشرذمة في البلد”.
وتطرق إلى حوادث القتل والسرقة وغيرها من الآفات التي بدأت تجتاح واقعنا، داعيا إلى “تكاتف الجهود لمواجهة هذه الظواهر من خلال دراسة جدية للأسباب ومعالجتها معالجة جذرية وواقعية لأنه من مسؤوليتنا جميعا محاربة كل هذا الانحراف والفساد”.
واعرب فضل الله عن “أسفه للحال التي وصل إليها إنسان هذا الوطن وفقدانه الثقة بهذه الطبقة السياسية الحاكمة في تأمين حياة كريمة له ولأسرته ما دفعه إلى ان يتحول إلى مشروع هجرة ينتظر أي فرصة للمغادرة ومهما كانت المخاطر والعواقب”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام