مساحات شاسعة من الاحراج والاراضي الزراعية السورية اتت عليها النيران في الايام الماضية. كل ما في محيط المشهد المتجمر اليوم ولمدة اسبوعين، رجال يجابهون النار وجها لوجه، وسط هدير طائرات الاطفاء ومحركات الصهاريج التي واصلت دون تراجع مواجهة حرائق من الاكبر التي مرت على البلاد.

الهم الأكبر في أولويات وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي تمحور في إخماد كافة حرائق غابات الساحل السوري، بعد أن تتمكن طواقم وفرق الإطفاء المتحدة مع موظفي الوزارة من السيطرة عليها لئَلّا تأتي على ما تبقى من خَضار جبال تلك البقعة الجغرافية المنتشرة على مساحات حرجية واسعة، ابرزها في محافظات طرطوس حيث بدأت، ثم حماه وسهل الغاب واللاذقية.

معلومات تلخيصية للمشهد حصل عليها موقع قناة المنار خلال اتصال هاتفي مع الدكتور حسان الفارس مدير الحراج في وزارة الزراعة السورية اثناء وجوده في ميادين العمل الناري، مشيرا ان السيطرة على الحرائق تتم على قدم وساق، والعمل شاق ومرهق للغاية، ولكنها حرائق مفتعلة، إما مقصودة او ناتجة عن اهمال، وهناك اسماء لدى مديرية الزراعة لم يتضح سبب افتعالها بعد والتحقيقات ما زالت جارية ليتم التأكد من الأيدي الضّالعة في هذه الجريمة، حسبما يؤكده الدكتور الفارس.

ويعتبر ان التزامن في عدد من المساحات المتفرقة ضمن اكثر من محافظة يؤكد ان هناك جريمة حتمية، قياسا بطبيعة المناطق والظرف المناخي. وسيتم استدعاء وملاحقة الاشخاص الذين حصلت وزارة الزراعة على اسمائهم ليتم البحث بكل تفاصيل الواقعة، من بينهم من تسبب بالحرائق نتيجة واخرون سينظر في امرهم.
واليوم أعلنت وزارة الداخلية عن القبض على 6 أشخاص بجرم التسبب بحرائق في محافظة طرطوس مشيرة إلى أنه تمت إحالتهم للقضاء .

مما سهل العمل في السيطرة على النيران مشاركة طائرات الهليكوبتر من سلاح الجو السوري، كما شاركت طائرة اطفاء ايرانية . اليوم تم السيطرة الى حد كبير على النيران ويامل القائمون على العمل وقريبا جدا اعلان اخماد كامل الحرائق والعودة للعمل على تعويض الاضرار بعد اجراء الدراسات اللازمة لإحصاء الخراب الذي تسببت به الحرائق.