هو اليومُ الذي دَحرت فيه المقاومةُ الارهابَ ضمنَ ثلاثيةٍ ما زالت البقيةَ الباقيةَ من وطنٍ انهكتهُ الازمات، فكانَ الثامنُ والعشرونَ من آبَ عيدُ التحريرِ الثاني – توأمَ التحريرِ الاولِ على الاسرائيليينَ رعاةِ التكفيريين.
في مثلِ هذا اليومِ من العامِ الفينِ وسبعةَ عشرَ نجت بعلبك ورأسُها، وانتصرت الهرملُ وقاعُها، ونبتَ العزُّ في جرودِ عرسال، بعدَ ان سقتهُ دماءُ الجهادِ والمقاومة..
في مثلِ هذا اليومِ قُطِعَ رأسُ الارهابِ وذَنَبُه، ونجا لبنانَ كلُّ لبنان، الا اولئكَ الذين رسموا على أسنّةِ رماحِ الارهابيينَ مشاريعَ الفتنة ِوالتفتيت، فكُسِرُوا معهم، وان كانوا لا يزالونَ يحاولونَ ويُمَنُّونَ النفسَ بايقاظِ فتنةٍ من هنا او اشعالِ نارٍ من هناك، ويبيعونَ انفسَهم بثمنٍ بخسٍ لكلِّ مشروعٍ خارجي، ويتمايلونَ معَ كلِّ رياحٍ تهبُ على البلد، لا لشيءٍ سوى لارضاءِ احقادِهم.
هو يومٌ من المفترضِ ان يكونَ عيداً وطنياً واِن كانَ الوطنُ الجريحُ قد سلبتهُ منظومتُه كلَّ روحٍ او حياةٍ بازَماتِها التي باتت تهددُ بقاءَه.
لكنَ الصابرينَ باقونَ معَ معادلتِهم – الجيشِ والشعبِ والمقاومة – لحمايةِ وطنِهم، وكما نَجحوا بتحريرينِ فانَ الاملَ بان يتمكنوا من تحقيقِ تحريرٍ ثالثٍ للوطنِ من الفتنةِ واهلِها، ومعها توابعُها المتمثلةُ بالفسادِ والفاسدين.
في المتابعاتِ السياسيةِ تحديدُ الاثنينِ المقبلِ موعداً ثابتاً للاستشاراتِ النيابيةِ بعدَ تشاورٍ بينَ رئيسيِّ الجمهوريةِ ومجلسِ النواب، على انَّ ما تَشِي به مجالسُ النقاشِ وخطوطُ الاتصالاتِ هن أنْ لا اسمَ محسوماً لترؤسِ الحكومةِ الى الآن، معَ تغليبِ سمةِ الايجابيةِ والتوافقِ على عناوينِ التحدي والخلافِ في هذا الاستحقاق.
امّا ما يستحقُه اللبنانيونَ فحكومةٌ تنجزُ الاصلاحاتِ العاجلةَ على ما قالت مصادرُ الايليزيه مضيفةً انَ الرئيسَ امانويل ماكرون قادمٌ الى بيروتَ الثلاثاءَ، وقطعَ على نفسِه عهداً بفعلِ كلِّ ما هو ضروريٌ وممارسةِ الضغوطِ اللازمةِ لتطبيقِ برنامجِ الاصلاحات. فهل يقطعُ السياسيونَ اللبنانيونَ عهداً على انفسِهم ولو لمرةٍ واحدةٍ بان تكونَ معاناةُ شعبِهم هي الاولوية؟ واَن يوفِّروا على بلدِهم ازماتٍ ومحاضراتٍ بل حتى اهانات؟
المصدر: قناة المنار