تبدلَ اسمٌ وزاريٌ وقد تتبدلُ اسماءٌ أخرى، والحكومةُ ماضيةٌ ما امكنَها لمواجهةِ موروثاتِها، وسْطَ تشعبِ الازماتِ وكثرتِها، وضيقِ الوقتِ المتاحِ للانقاذ، او للحدِّ من التدهورِ على اضعفِ الايمان ..
غادرَ ناصيف حتي وزارةَ الخارجيةِ ببيانٍ غيرِ مُنصف، وعادَ اليها شربل وهبة وزيراً بعدَ ان غادرَها أميناً عاماً متقاعداً. لم تَقعُدِ الحكومةُ ناحبةً عندَ استقالةِ حتي، فبادرت الى مَلءِ الفراغِ على أملِ ان تكونَ الاشهرُ الستةُ التي اَرهقت الوزيرَ المستقيلَ كما أشار قد انتهت، وبدأت مرحلةٌ محفِّزةٌ لعملٍ جِديٍّ احوجَ ما تكونُ اليه البلاد، لا سيما على صعيدِ وزارةِ الخارجيةِ ودورِها ضمنَ التشكيلةِ الحكومية.
والمأمولُ ان تُشكِّلَ استقالةُ حتي صدمةً ايجابيةً تحركُ الراكدَ من المياهِ الحكومية، فَتُحَفِّزُ آخرينَ على العمل او ان يَمضُوا بمسارِ الوزيرِ المستقيل، لعَلَّها تستقيمُ بعضُ النوايا والاعمال، وتُشَدُّ الاحزمةُ والرُكَبُ، فتَخطُوَ الحكومةُ الى الامام.
لن تمرَّ الاستقالةُ من دونِ ضوضاءِ المتربصين، لكنَ مَلْءَ الفراغِ بسرعةٍ قد يسحبُ من هؤلاءِ ورقةً اضافية.
كورونياً لا شيءَ يضافُ على الواقعِ المعروفِ لجميعِ اللبنانيين، فالجائحةُ باقيةٌ وتتمدد، وعلى اللبنانيينَ الوعيُ والانتباه، او قد تصلُ الامورُ الى اعلانِ الاقفالِ العامِّ لخمسةَ عشرَ يوماً كما المحَ وزيرُ الصحةِ حمد حسن، اِن كانَ تقييمُ الحالِ سلبياً.
والسلبيةُ ليست فقط باَعدادِ الاصاباتِ المرتفعِ وحالاتِ الوفاةِ اليومية، بل بتوزُّعِها على مختلفِ المناطقِ حيثُ العديدُ من اللبنانيين ما زالَ مُتخلَّفاً عن الالتزامِ بالضوابطِ والتعليماتِ الصحيةِ التي هي بلا ادنى شكٍّ ضوابطُ اخلاقيةٌ وقانونيةٌ ودينية.
وكدَيْدَنِهِ بالتضحيات، قدَّمَ القطاعُ الطبيُ اليومَ شهيدةً جديدةً في ميدانِ النزالِ ضدَّ كورونا.. زينب حيدر الممرضةُ التي بَلسَمَت اوجاعَ الكثيرين، اَوجعت اللبنانيينَ اليومَ برحيلِها بعدَ ان تمكنَ منها كورونا، الذي قالت منظمةُ الصحةِ العالميةُ اِنه قد لا يكونُ هناكَ حلٌّ لأزمتِه ..
وعن الاحوالِ والتطوراتِ التي تحيطُ بلبنانَ والمنطقة، يُطِلُّ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحة السيد حسن نصر الله بمنطقِه الواضحِ وشفافيتِه المعهودة، في كلمةٍ متلفزةٍ عبرَ شاشةِ المنار عندَ الثامنةِ والنصفِ من مساءِ بعدَ غدٍ الاربعاء.
المصدر: قناة المنار