انهُ الشُحُّ بالمسؤوليةِ الوطنيةِ أكثرُ ما يعاني منهُ لبنان، ما جعلَه واقعاً بينَ جائحتي كورونا والعتمة.
على ابوابِ الاقفالِ لمواجهةِ كورونا، أُقْفِلَتْ كلُّ شرايينِ الضوء، ووُضعَ البلدُ في عتمةٍ كهربائيةٍ معروفةِ الاسبابِ والادوات، تتقاسمُها النكاياتُ والمافيات، ويستثمرُ فيها تجارُ السياسةِ والمازوتِ والفيول والبنزين، وكلِّ الموادِّ القابلةِ لاشعالِ البلدِ واحراقِ المواطنِ من دونِ ايِّ حدٍّ ادنى من الرحمةِ او الانسانية.
وعلى الوعد يا مازوت، يقفُ اللبنانيونَ اليوم، والكلُّ يلومُ الكل، ولا من يضيءُ شمعةً ولا من يتّقي الله..
وان كانت السلطةُ معنيةً بالجائحةِ الاقتصاديةِ واسبابِها والبحثِ عن حلولِها، فانَ الكلَّ معنيٌ امامَ التحدي المستجدِ لجائحةِ كورونا، بل المواطنُ أكثرُ المعنيينَ عبرَ تأمينِ السلامةِ الفرديةِ التي تؤدِّي الى السلامةِ المجتمعية.
عدّادُ المصابينَ المتصاعدُ وظهورُ قرىً مصابةٍ في غيرِ منطقةٍ لبنانيةٍ يجعلُنا امامَ مرحلةٍ خطرةٍ اِن لم يتمَّ الالتزامُ التامُّ بقرارِ الاقفالِ الذي اعلنتهُ الحكومة، ولا سيما اننا على ابوابِ عيدِ الاضحى، ما يفرضُ التخلي عن بعضِ العاداتِ الاجتماعيةِ لكي لا نكونَ اضاحيَ هذا الفايروس الخبيث، فعلى الجميعِ الانتباهُ والالتزام.
التزاماً بالمسؤوليةِ الوطنيةِ بعيداً عن الشعبويةِ والشعبويينَ، كانَ موقفُ كتلتي الوفاءِ للمقاومةِ والتنميةِ والتحريرِ الداعمُ لانشاءِ سدِّ بسري، لانهُ الخيارُ الاخيرُ لكي لا تعطشَ شريحةٌ كبرى من اللبنانيينَ في العديدِ من المناطق، واولُها بيروتُ وضواحيها، فمياهُ السدِّ هي المتاحُ الوحيد .
وفي ظلِّ الخلافاتِ اللبنانيةِ على كلِّ شيء، حتى التعاطيَ معَ العدوانِ الصهيوني الاخير على لبنان، ما فضحَ نيّاتِ البعض وكشفَ الاحقاد، قال العماد جوزيف عون في العيدِ الخامسِ والسبعينَ للجيشِ اللبناني إنَّ العدوَ الإسرائيليَ يكررُ محاولاتِ النيلِ من وَحدتِنا الوطنية، ويسعى إلى تحقيقِ أطماعِه المستمرةِ والدائمةِ في أرضِنا ومياهِنا وثرواتِنا البحرية، مؤكداً في امرِ اليوم للعسكريينَ انَ الجيشَ سيقفُ بمواجهةِ أيِّ محاولاتٍ للعبَثِ بالاستقرارِ والسلمِ الأهلي والوَحدةِ الوطنية. ومن لا يفهَم لغةَ جيشهِ، لن يفهَمَ لُغَةَ وطنهِ كما قال الرئيس نبيه بري.
بلغة الوحدةِ الاسلامية وعنوانها الاساس خاطبَ الامامِ السيد علي الخامنئي حجاج بيت الله الحرام في نداء الحج لهذا العام، معَ تأكيدِه على اهتمامِ ايرانَ بمعاناةِ المجتمعاتِ المسلمةِ وعلى رأسِها فلسطينُ واليمن.
المصدر: قناة المنار