كثيرةٌ هي اكتشافاتُ المرحلةِ الصعبةِ التي يمرُ بها لبنان، فبعدَ انكشافِ اصحابِ القلوبِ السوداءِ الذين استثمروا اوجاعَ الناسِ في السوقِ السوداء، برزَ اصحابُ القلوبِ الميتةِ الذين يبيعونَ الناسَ لحمةَ الميتةِ في هذه الظروفِ الاقتصاديةِ والصحيةِ الصعبة، ويتسببونَ بالامراضِ المميتةِ للبنانيينَ المختنقينَ اصلاً. فما تمَ اكتشافُه بالامسِ واليومَ من لحمٍ منتهيِ الصلاحيةِ تبيعُه شركاتٌ بمنكِّهاتٍ تُغطِّي على سوءِ الرائحةِ وخطورةِ المذاق، يذكّرُ اللبنانيينَ بالمنكهاتِ السياسيةِ التي يستخدمُها البعضُ للتغطيةِ على سوءِ الاداءِ وخطورةِ الدور.
على كلِّ حالٍ فانَ ادواراً موزعةً لاداءِ مهمةٍ واحدةٍ تشهدُها البلادُ اليوم، من سياسيةٍ واقتصاديةٍ وماليةٍ وغيرِها، على انه لا خيارَ سوى المضيِّ ما أمكنَ للتصويبِ بحسبِ وزيرِ الصناعةِ عماد حب الله، الذي تحدثَ للمنار عن اهميةِ قرارِ تلزيمِ التدقيقِ المحاسبي والجنائي الذي اتخذَه مجلسُ الوزراءِ بالامس، فيما الغدُ سيكونُ افضلَ اِن تمكنت الشركاتُ من تحليلِ الصندوقِ الماليِ الاسودِ الذي يختزنُ الكثيرَ عن الرحلةِ الماليةِ الصعبةِ للبلادِ التي استمرت لعقود، وتسببت بالكارثةِ التي نعيشُها اليوم.
وعلى اجنحةِ الاصرارِ عادَ الصينيونَ لطرقِ ابوابِ الوزاراتِ اللبنانيةِ المعنية، والتقى السفيرُ الصينيُ في بيروتَ وزيرَيِّ الاشغالِ والصناعةِ ومعه كلامٌ جديٌ بالسيرِ على خطٍّ حديديٍّ بالعلاقةِ معَ لبنان، وَفقَ عقودٍ واضحةٍ وبما يناسبُ الطرفين. والسؤالُ هل يناسبُ اللبنانيينَ ما يعيشونَه وتحديداً في هذه الايامِ من ازمةٍ بل غيابٍ للكهرباء، وشُحٍّ في المازوت، ونُدرةٍ بالبنزين، وضِيقٍ بالرغيف، وثقوبٍ بالسلةِ الغذائيةِ تكادُ تُفقدُها أغلبَ محتواها بفعلِ تجارِ الازمات؟ فهل يناسبُنا الانتظار؟ بل ماذا ننتظر؟
لبنانُ الرسميُ ينتظرُ غداً زيارةَ وزيرِ الخارجيةِ الفرنسي جان ايف لودريان التي تكتسبُ اهميةً في التوقيت، على ان تشملَ لقاءاتُه الرؤساءَ الثلاثةَ ووزيرَ الخارجيةِ حيثُ سيكونُ له تصريح، على انَ الكلامَ الصريحَ ما ستحفظُه محاضرُ اللقاءات..
المصدر: قناة المنار