عادةً، يسبب اختلاف فصيلة دمك اختلافا بسيطا جداً في حياتك اليومية، إلا إذا كنت بحاجة لإجراء عملية نقل دم، ومع ذلك، فإن بعض الدراسات جعلت الأشخاص يتساءلون عما إذا كانت فصيلة الدم تؤثر على خطر إصابة المرء بفيروس كورونا المستجد.
وتتصدى دراسة نُشرت هذا الأسبوع بعض تلك النتائج المبكرة.
ونشر باحثون من مستشفى “ماساتشوستس” ومستشفى “بيت إسرائيل ديكونس” الخميس دراسة لم تجد أي دليل على كون فصيلة الدم تؤثر على ما إذا كان الفرد سيعاني من أعراض شديدة عند الإصابة بـ”كوفيد-19″.
لغز في التطور
ليس البشر الوحيدون الذين يتميزون بفصائل الدم، إذ تتمتع 17 أنواع مختلفة من الرئيسيات على الأقل بها أيضاً، بما في ذلك قردة الشمبانزي والغوريلا، وتعود فصائل الدم إلى 20 مليون عام.
ويُعد استمرار فصائل الدم لفترة طويلة عن طريق الصدفة أمراً غير متوقع بحسب ما قالته عالمة الوراثة التطورية والبشرية والباحثة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في فرنسا، لور سيغوريل، ومن المحتمل أنها تعطينا نوعاً من المزايا التطورية.
وقالت سيغوريل: “إن الاهتمام التطوري للحفاظ على هذه الفصائل قد لا يكون مرتبطاً بوظيفتها في الدم، ولكن من المحتمل أن تكون نتيجة وظيفتها في الأنسجة التنفسية والهضمية”، وهما أكثر الأماكن التي تتعرض للفيروسات والبكتيريا، وفقاً لما قالته.
وفي حين أننا لا نعرف كيف بالتحديد، إلا أن سيغوريل قالت إن التباين في جين فصيلة الدم يؤثر على قابلية تعرضنا لمختلف الأمراض، ونحن نعلم أن بعض فصائل الدم أكثر عرضة للإصابة بأمراض معينة.
وعلى سبيل المثال، ترتبط فصيلة دم “B” بانخفاض خطر السرطان، في حين تم ربط فصيلة دم “O” بانخفاض خطر الوفاة نتيجة الملاريا الحادة، ومع ذلك، فهي أكثر عرضة للإصابة بـ”نوروفيروس” المُسبب للقيء والإسهال.
ماذا عن فيروس كورونا المستجد؟
وقد تتصدى الدراسة التي نُشرت الخميس مع بعض الأبحاث التي تزعم تأثير فصيلة الدم على إصابة المرء بفيروس “كوفيد-19″، فقالت طبيبة من مستشفى “Mass General”، أناهيتا دوا، والتي قادت فريق الدراسة: “أظهرنا خلال دراسة متعددة المؤسسات أنه لا يوجد سبب للاعتقاد أن كون المرء ينتمي لفصيلة دم ABO معينة يؤدي إلى زيادة شدة المرض، والتي حددنا أنها تتطلب التنبيب، أو تؤدي إلى الوفاة”.
وهناك فرضيتين حول العلاقة بين فصائل الدم و”كوفيد-19″، بحسب ما ذكره مدير الأبحاث في المنظمة الفرنسية للأبحاث الطبية “Inserm”، جاك لو بيندو.
وتنص واحدة منها على أن الأشخاص الذين يمتلكون فصيلة “O” أقل عرضة لمشاكل التخثر، والذي يُعد المحرك رئيسي لشدة مرض “كوفيد-19”.
وقال لو بيندو إنه يمكن تفسير الأمر أيضاً عن طريق احتمالية أن الفيروس سيحمل مستضد فصيلة الدم الخاصة بالشخص المصاب.
وعلى ذلك النحو، فقد تعادل الأجسام المضادة التي ينتجها الفرد الذي ينتمي فصيلة دم “O” الفيروس عندما يتعرض له شخص ينتمي لفصيلة دم “A”، وذلك بشكل يشابه قواعد نقل الدم.
ومع ذلك، إلا أن لو بيندو قال: “لن تنجح آلية الحماية هذه في جميع المواقف. ويمكن لشخص ينتمي لمجموعة دم O أن يُصيب شخص آخر ينتمي لمجموعة دم O على سبيل المثال”، وشرح أيضاً أنه من غير المحتمل أن يكون أي تأثير وقائي كبيراً، وأن كميات الأجسام المضادة تختلف بشكل كبير من شخص لآخر.
ويجب على الأشخاص الذين ينتمون لفصيلة دم “A” ألا يشعروا بالقلق، ولا يجب على الأشخاص الذين ينتمون لفصيلة دم “O” الاسترخاء، حسب ما قاله الأستاذ المساعد في علم أمراض القلب والأوعية الدموية وعلم السموم في جامعة “ريدينغ” في المملكة المتحدة، ساكتيفيل فايابوري.
وأكد فايابوري وجود الكثير من العوامل الكامنة، فقال: “نعتقد أن هذا فيروس تنفسي، ولكنه في الحقيقة عبارة عن مجموعة كاملة من الأشياء التي تحدث، والتي لا نفهمها بعد”.
المصدر: سي ان ان