كشفت دراسة جديدة أنّ “الموجة الحارة القياسية التي امتدّت لأشهر في سيبيريا، كانت مستحيلة تقريباً لولا تغير المناخ الذي تسبب به الإنسان”.
ورأى الباحثون الدوليون أنّ “موجة الحرّ الشديد التي ضربت سيبيريا، حيث بلغت الحرارة منذ يناير/كانون الثاني 5 درجات، وهي أعلى من المعدل المعتاد، ووصلت ذروتها إلى 38 درجة مئوية فوق دائرة القطب الشمالي، ما كانت لتحصل لولا التغيّر المناخي الذي يشهده العالم”، في حين أن ذلك أدى إلى حرائق كثيرة.
وتتولى شبكة “وورلد ويذر أتريبيوشن”، تحليل الرابط المحتمل بين ظاهرة قصوى على صعيد الأحوال الجوية والاحترار المناخي، كما أنها تدرس من خلال عملية حسابية احتمال حصول هذا الحدث في حال لم يكن العالم يشهدُ تغيراً مناخياً بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة.
وفي السياق، قال المعدّ الرئيسي لهذه الدراسة أندرو تشايفاريلا: “تبيّن أن أثر التغيّر المناخي الذي تسبب به الإنسان جعل احتمال حصول موجة الحرّ هذه مُرجّحاً 600 مرة على الأقل أكثر. كان تسجيل هذه الدرجات ليكون شبه مستحيل من دون تأثير الإنسان”.
من جهتها، تقول سارة كيو من معهد الأرصاد الجوية الملكي الهولندي، أن “هذه النتائج تشكّل رسالة قوية”، وقالت: “يبقى لنا القليل من الوقت لإعادة تثبيت المناخ عند المستويات التي لحظها اتفاق باريس”.
ومن دون الاحترار المناخي، فإنّ يرجّح أن يتكرر ما حصل في سيبيريا خلال الأشهر الـ6 الأخيرة، أقل من مرة فقط كل 80 ألف عام. غير أنه بسبب التغيّر المناخي الراهن والاحترار في القطب الشمالي، وهو أسرع بكثير مما تشهده مناطق أخرى من العالم، فإنه من الممكن أن تتكرر موجة الحر الطويلة و”الاستثنائية” التي شهدتها سيبيريا، كل 130 عاماً.
وحذّرت كيو من أن “هذه الموجة قد تتكرر بوتيرة أكبر ما لم تُخفَض انبعاثات غازات الدفيئة بسرعة، وقد تكون أيضاً أكثر قوة”.
وتعدّ الحرارة التي بلغت 38 درجة مئوية في 20 يونيو/حزيران بمدينة فيرخويسانك رقما قياسياً في المنطقة الواقعة ما بعد الدائرة القطبية. ومن شأن استمرار الحرارة، مع تراجع درجة رطوبة أرض سيبيريا عما كانت عليه، أن يوفر الظروف المثالية لاندلاع حرائق تأتي على غابات سيبيريا الشاسعة ويصل دخانها الكثيف إلى مدن أخرى.
ووفقاً لخدمة “كوربرنيكوس” الأوروبية المختصة بالتغير المناخي، أدت هذه الحرائق التي اندلعت في يونيو/حزيران إلى انبعاثات قدرها 59 ميغاطناً من ثاني أكسيد الكربون ، بارتفاع عن تلك اندلعت في يونيو/حزيران، وانبعث منها 53 ميغاطناً من ثاني أكسيد الكربون، وهي سنة كانت أصلاً “غير اعتيادية”.
المصدر: بي بي سي