اربعةَ عشرَ عاما، ولن تخونَ الذاكرةُ ولن يجحدَ التاريخ، هو اليومُ المجيدُ الحيُّ في كلِّ النفوسِ الابية، هو توقيعُ الاحرارِ بيراعِ الصدقِ بانَ العهدَ كانَ مسؤولاً وانَ الوعدَ كانَ مفعولا .. رجالٌ صدقوا، تيمموا فجرَ الحرية، وانطلقوا ببسمِ الله، ثم ختموا بحمدِ الله وبنصرٍ مبينٍ لن يُنقِصَ من رفعتِه تحريضٌ ولا خيانةٌ ولا غدرٌ وترهيب ..
في الثاني عشرَ من تموزَ الفينِ وستة، كان للمقاومةِ ما ارادت، اسرت جنديينِ صهيونيينِ لاطلاقِ سراحِ أسرانا، وانطلقت معَ شعبِها واهلِها والجيشِ في مسارِ الدفاعِ الشريفِ عن سيادةِ لبنانَ امامَ عدوانٍ همجيٍ تكبدَ فيه العدوُ الخسائرَ والفضائحَ مقابلَ المفاجآتِ المدوية، وانكشفت فيه سرائرُ خطيرةٌ في نفوسٍ عميلةٍ لِما امتهنت من تآمرٍ على الابرياءِ وحرَّضت عليهم بشعاراتٍ ستبقى وسمَ عارٍ على جباهِ مطلقيها اينما ذهبوا واينما حلّوا..
بحلولِ هذه المناسبةِ العظيمةِ التي كتبَ الله النصرَ فيها على يدِ المقاومةِ والصابرين، نظرةٌ الى لبنانَ اليوم، البلدِ الصامدِ بعنفوانٍ امامَ موجاتِ التحديات، الفارضِ للمعادلاتِ العصيةِ على الاختراق ، المعادلاتِ التي اِن اختُرقت يكونُ الحسابُ عسيرا، ، ولو استطاعَ العدوُّ كسرَها لما كانت جدرانُه على الحدودِ مرتفعةً وقواتُه مستغشيةً حصونَها ودشمَهَا، ولولا متانتُها لما كانَ سلاحُ الاميركيِّ اليومَ ضدَّ لبنانَ الدولارَ بدلَ النار..
العدوُ نالَ نصيبَه من العبرِ في العامِ 2006، وحينَ استخلَصَها ادركَ عمقَ مأزقِه، اما في لبنانَ فالبعضُ مصرٌّ للاسفِ على السباحةِ طويلاً في خيبةِ استدراجِ المؤامراتِ التي لم تعد تل ابيب نفسُها مؤمنةً بنجاعتِها..
في شانٍ اخر، امتحانٌ يضعُ اللبنانيينَ على المحكِّ في مواجهةِ خطرٍ داهمٍ يحملُه فيروس كورونا: مئةٌ وست ٌوستون اصابة ًجديدة ًتفاقم ُالوضعَ بصورةٍ جنونية، وتنبئُ بتدهورٍ صحيٍّ خطير.. فلماذا يُصِرُّ البعضُ على الاذيةِ فلا يلتزمُ باجراءاتِ الوقاية، بل يُصِرُّ على الزيارات وحضورِ الحفلاتِ والاعراسِ والتنقلِ بعيداً عن مَحجرِه الصحي ؟ وبأيِّ شرعةٍ سماويةٍ واخلاقيةٍ وقانونيةٍ يتسلحُ هؤلاء؟ الا يخشَون على قريبٍ لهم من الموتِ جراءَ استسلامِهم للجهل ؟ واَلا يَحِقُّ لغيرِهم العيشُ بسلامةٍ بعيداً من المرضِ وهو الهاربُ من ظروفٍ معيشيةٍ رهيبة؟..
المصدر: قناة المنار