أصبحت جمهورية جنوب أفريقيا الدولة الوحيدة في العالم التي صنعت بنفسها السلاح النووي، وتخلت عنه بصورة طوعية بعد 10 أعوام.
فهم العالم أن دولة أخرى قد تنضم إلى الدول النووية التي تملك السلاح النووي بعد أن رصد قمر صناعي أمريكي في 22 سبتمبر/ أيلول 1979 انفجارا في جزيرة غامضة تقع في ملتقى المحيطين الهندي والأطلسي بين الجنوب الأفريقي والقطب الجنوبي، وبعد شهر أعلن مجلس الأمن الأمريكي أن جزيرة بوفي شهدت تجربة نووية.
وأشارت الدلائل إلى أن التجربة النووية في جزيرة بوفي أجرتها جمهورية جنوب أفريقيا.
ولم تعترف الأقلية البيضاء التي تولت أمور السلطة في جمهورية جنوب أفريقيا في ذلك الوقت بإجراء التجربة النووية في جزيرة بوفي، مشيرة إلى أن من الممكن أن شهدت الجزيرة انفجار نيزك أو مركبة القادمة من كوكب آخر. وأقر وزير خارجية جمهورية جنوب أفريقيا، عزيز باهاد، في عام 1997 بطريقة غير مباشرة بحدوث الانفجار النووي في الجزيرة.
والأغلب ظنا أن نظام الأبارتيد (الفصل العنصري) في جنوب أفريقيا اتجه للحصول على السلاح النووي في عام 1948 عندما تم في جنوب أفريقيا إنشاء منظمة الطاقة النووية، وأقدم نظام الفصل العنصري على صنع السلاح النووي لكي يلوح به غالب الظن في وجه البلدان الأفريقية المجاورة لاعتقاده بأن البلدان المتحررة من الاستعمار، وبالأخص البلدان ذات الاتجاهات الاشتراكية مثل انغولا، تشكل خطرا على الأبارتيد.
وفي عام 1959 قررت حكومة جمهورية جنوب أفريقيا إنشاء مركز التجارب النووية في بيلينداب، وتم تزويده بالمفاعل النووي الذي اشترته جمهورية جنوب أفريقيا من الولايات المتحدة الأمريكية.
ثم شيدت جمهورية جنوب أفريقيا مصنعا لتخصيب اليورانيوم وإنتاج الوقود اللازم للمفاعل النووي. وفي عام 1971 أعلن رئيس وزراء جمهورية جنوب أفريقيا، كارل دي فيت، عن تدشين برنامج “التجارب النووية السلمية”.
ويُعتقد أن جمهورية جنوب أفريقيا باشرت العمل في المشروع النووي العسكري في عام 1974 عندما أمر رئيس الوزراء، فورستر، بضرب ستار من السرية على جميع النشاطات النووية.
واستعدت بريتوريا لتجريب العبوة النووية في عام 1977. إلا أن قمرا صناعيا سوفيتيا رصد في أغسطس/ آب 1977 استعدادات للتجربة النووية في جنوب أفريقيا، فأصدر مجلس الأمن الدولي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام قراره 418 الذي يدعو جميع الدول إلى الامتناع عن التعاون مع جمهورية جنوب أفريقيا في إنتاج وتطوير السلاح النووي.
وأجرت جمهورية جنوب أفريقيا تجربتها النووية الأولى في 22 سبتمبر 1979. وصنع نظام الفصل العنصري النموذج الصناعي الأول من القنبلة النووية في عام 1982. وكان بإمكان جمهورية جنوب أفريقيا إنتاج قنبلة أو قنبلتين في السنة. ويُعتقد أن جمهورية جنوب أفريقيا صنعت في النهاية 8 قنابل نووية، بحسب ما نقل موقع “زفيزدا” الروسي.
أقدمت جمهورية جنوب أفريقيا على تدمير سلاحها النووي لسببين رئيسيين هما انتهاء الحرب في جنوب أفريقيا وسعي حكومة رئيس الوزراء فريديريك دي كليرك إلى إخراج البلاد من عزلة دولية من خلال تفكيك نظام الأبارتيد.
وبدأت جمهورية جنوب أفريقيا تعمل على تفكيك القنابل النووية في يونيو/ حزيران 1990. وأعلن الرئيس دي كليرك في مارس/ آذار 1993 أن جمهورية جنوب أفريقيا تخلصت من سلاحها النووي.
المصدر: سبوتنيك