عشبة المرامية المعروفة أيضا كـ “أرتيميسيا أنوا” سبق وأن برهنت على فاعليتها في مكافحة الملاريا، إذ يستخدم الأطباء مادة أرتيميسنين المستخلصة من هذه العشبة منذ أكثر من 20 عاما.
قامت مجموعة من الباحثين في معهد ماكس بلانك في بوتسدام إلى جانب أخصائيين من جامعة برلين ببحوث تبيّن مدى قدرة العشبة على المساعدة في مواجهة عدوى كوفيد-19. “في الدراسات الجديدة قمنا باستخلاص مواد خالصة لعشبة أرتيميسيا ومزجناها مع الفيروس”، يشرح بيتر زيبيرغر من معهد ماكس بلانك الأماني الذي أطلق بالاشتراك مع الأخصائي في الكيمياء كيري غيلمور هذه الدراسة.
النتائج أبهرت العلماء: خلاصات نبتة المرامية نشطة ضد سارس كوف 2، وهي التسمية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية على الفيروس القاتل. كما اكتشف العلماء أيضا أن أوراق أرتيميسيا أنوا التي زُرعت في كينتاكي بالولايات المتحدة أبانت على أحسن نشاط معادٍ للفيروسات. والنشاط المعادي للفيروسات من الخلاصة الإيتانولية يزداد عندما يُضاف إليه البن، كما يقول العلماء. كما
وتبيّن أن أرتيميسينين أنها وحدها ذات مفعول ضعيف ضد الفيروسات. “كنت مفاجئا لكون خلاصات أرتيميسينين تعمل بشكل أفضل من مشتقات أرتيميسينين وأن إضافة البن تزيد من الأنشطة”، يقول كلاوس أوسترريدر، أستاذ علوم الفيروسات بالجامعة الحرة ببرلين.
ومنذ أبريل تمجد مدغشقر مادة معجزة مفترضة ضد وباء كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا. وتحت تسمية Covid Organics يروج المزيج النباتي ـ ليس فقط في مدغشقر. وقد وصلت طلبيات من بلدان إفريقية أخرى مثلا تنزانيا وتوغو وتشاد ونيجيريا وغينيا بيساو. ولا توجد إلى غاية اللحظة أي أدلة علمية قاطعة تؤكد فاعلية هذه المادة. ويحاول الباحثون الألمان بقيادة زيبيرغر الحصول على معلومات أكثر حول الشراب النباتي المدغشقري. “في الأسابيع الأخيرة طُلب منا باستمرار بأن نقول شيئا حول Organic Covid المنتج في مدغشقر. وحاولنا بشكل مكثف الحصول على شيء من ذلك”، كما يشرح زيبيرغر. “للأسف لم نحصل على أي عينة. وهذا مؤسف للغاية. فإذا كان له بالفعل مفعول، فإن ذلك سيكون رائعا لإخضاعه للتجربة. ولا توجد حسب علمنا إلى حد الآن دراسات علمية” بهذا الخصوص، وسط تحذيرات منظمة الصحة العالمية من استخدام Covid Organic لعدم توفر معلومات طبية كافية.
في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية يتم منذ مدة طويلة استخدام الخلاصات النباتية للعلاج من أمراض العدوى. فخلاصات أرتيميسيا تُستخدم بالأساس في علاج أمراض الحمى كمادة ناجحة مثلا ضد الملاريا.
وأرتيميسينين هي أساس علاج مزدوج مضاد للملاريا لا توجد فيه إلا عوارض جانبية قليلة أو أنها غير موجودة. وفي كل سنة يتم معالجة ملايين الكبار والأطفال بهذا العقار.وفي الأثناء توجد تحفظات وخشية من تطور مقاومات، كما يفيد زيبيرغر. “نريد تحذير الأشخاص الذين يعيشون في مناطق انتشار الملاريا من أخذ هذه الخلاصة. يجب علينا فعلا انتظار إجراء دراسات سريرية مراقبة”.
وتم اكتشاف المادة النباتية الثانوية لنبتة المرامية في 1972 من طرف الكيميائية الصينية والصيدلية تو يويو. وتكريما لعملها هذا حصلت العالمة في 2015 على جائزة نوبل للطب.
المصدر: dw.com