شدد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة على انه لو عاد الناس الى منهج أهل البيت(ع) الذي هو منهج الاسلام الأصيل لما كان هناك فهم خاطىء لبعض مفاهيم الدين, ولما نشأت بعض المذاهب الشاذة, ولما انتشرت التيارات التكفيرية, ولما كان هناك شيء اسمه وهابية تكفر من عداها من المسلمين, كما فعل مفتي الوهابية قبل أيام حينما سمح لنفسه أن يصنف ويقول عن جزء كبير من المسلمين من أتباع أهل البيت في ايران بأنهم غير مسلمين وأنهم مجوس ومعادون لأهل السنة!
ودعا المسلمين والعالم الاسلامي لقراءة تاريخ آل سعود والوهابيين ليكتشفوا بأنفسهم من هم المعادون لأهل السنة والجماعة هل الشيعة أم الوهابية؟
وقال: من يقرأ تاريخ الوهابية غير البعيد أي قبل مائة سنة ومائة وخمسين سنة سيكتشف أن آل سعود والوهابيين هم من قتل أهل السنة والجماعة وقتل قضاتهم وعلماءهم في مكة والمدينة والطائف والعراق ومصر وغيرها واستباحوا بلدان اهل السنة والجماعة عندما غزوا مكة والمدينة والطائف وغيرها ونكلوا بالمسلمين ممن ليسوا على مذهب ابن تيمية والوهابية.
وأضاف: الوهابيون وآل سعود هم من يعادون أهل السنة ويقتلونهم, قتلوهم من قبل في الحجاز, واليوم يقتلونهم في اليمن وسوريا وليبيا وتونس ومصر وغيرها من خلال الجماعات التكفيرية الارهابية التي هم مصدرها وأساسها, حيث باتوا يصدرون الإرهاب ليس الى دول المنطقة بل الى دول العالم كله.
وأشار الى المؤتمر الذي عقده علماء السنة قبل اسبوعين في غروزني وحضره علماء من من الأزهر ومن كل العالم الاسلامي ولم تدعى اليه الوهابية فقال: لقد جن جنون آل سعود والوهابية, لأنهم لم يدعوا لهذا المؤتمر ولأن المؤتمر أخرجهم من تحت مظلة أهل السنة والجماعة, وأطلق مفتي الوهابية وعلماء الوهابية سلسلة مواقف ضد المؤتمر والعلماء الذين حضروا فيه وكالوا الاتهامات لمجرد أنهم أبعدوا عن المؤتمر وقيل بحقهم فيه ما يكشف عن حقيقتهم .
وأردف: اليوم يكلون الاتهامات لإيران ويطلقون عليها النعوت , مجوس ورافضة وزنادقة وو.. لمجرد أن إيران كشفت عجزهم وسوء إدارتهم لموسم الحج مما أدى في موسم الحج الماضي الى كارثة منى الذي سقط فيها ما يقرب من سبعة آلاف شهيد من حجاج بيت الله الحرام.
ولفت الى أن آل سعود تعاطوا في هذه الحادثة وبعد حصولها باستهتار واستخفاف ولم يقدموا حتى اعتذاراً شفهياً لما حصل, بل حتى امتنعوا عن تسليم جثامين الشهداء الى العديد من الدول.. والجمهورية الاسلامية الايرانية هي الدولة الوحيدة التي اصرت واستعادت جثامين شهدائها من خلال جهودها ومتابعاتها واصرارها.
واعتبر أن صمت العالم الاسلامي والعديد من الدول والحكومات وحتى العلماء والنخب عن فاجعة منى شجع النظام السعودي على التعاطي بهذا المستوى من الاستخفاف والاستهتار , مؤكدا أن كل هذا الصمت المريب لن يلغي حقيقة ان النظام السعودي غير مؤهل لإدارة موسم الحج وغير مؤتمن على أمن الحجاج وسلامتهم وأرواحهم, بل هو متورط بدماء المسلمين من كارثة منى الى دعم الجماعات الارهابية وصولاً الى الجرائم التي يرتكبها في اليمن وسوريا العراق, حيث يقوم يومياً بقتل النساء والاطفال اليمنيين في غاراته الوحشية على بلدهم.
وطالب في ختام الخطبة العالم الاسلامي بمحاسبة النظام السعودي على جريمة منى وعلى كل الجرائم التي يرتكبها في دول المنطقة.
نص الخطبة
الامام الخامس من أئمة أهل البيت (ع) هوالإمام محمد بن علي الباقر(ع)، حيث كانت شهادته في السابع من شهر ذي الحجة سنة 114هـ بسم دُسَّ إليه بأمر من الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، فرحل (عليه السلام) من هذه الدنيا إلى رَبِّه شهيداً, مظلوماً ، صابراً، محتسباً، كآبائه (عليهم السلام).
كنيته: أبو جعفر, ولقبه: الباقر؛ أي المتبحّر بالعلم والمحيط بمجالاته وفنونه وأسراره, والنافذ الى أعماقه.
وقد لقبه بهذا اللقب جدّه المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كما في رواية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري حيث يقول: “قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوشَكُ أنْ تبقى حتى تلقَى ولداً لي منَ الحسينِ (عليه السلام) يقالَ له محمد يبقرُ العلمَ بقراً, فإذا لقيتَهُ فأقرِئْهُ مني السلام”.
ولذلك يقال: إن جابر كان كلما لقي الإمام الباقر(ع) كان يسلم عليه ويقول : السلام عليك يا باقر العلم, إن جدك المصطفى(ص) يقرؤك السلام.
وقد كان للإمام الباقر (عليه السلام) شرف الإنتساب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي والزهراء (عليهما السلام) من جهتين: من جهة الأب ومن جهة الأم, فأبوه هو الإمام زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن علي وابن الزهراء بنت رسول الله، وأمه هي السيدة الجليلة أم عبد الله بنت الإمام الحسن المجتبى(ع) ابن على وابن الزهراء بنت رسول الله.
عاش الإمام (عليه السلام) سبعاً وخمسين سنة، وكانت إمامته (عليه السلام) بعد وفاة أبيه تسع عشرة سنة وشهرين.
وقد شهد (عليه السلام) في بداية حياته الشريفة واقعة الطف وكان له من العمر أربع سنين، وعاش المحنة التي مرت على أهل البيت(ع) في طفولته, كما رافق الرزايا والمصائب التي توالت على أبيه الإمام زين العابدين (عليه السلام), وبعد وفاة أبيه عاش ما يقرب العشرين سنة بين حكام الجور الأموي, الذين كانوا يضيقون عليه ويحاصرونه, وهم: الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك, الى أن قضى شهيداً في زمن هشام بن عبد الملك.
لقد وصل الانحراف في عصر الإمام الباقر (عليه السلام) إلى ذروته، سواء على مستوى الحكم والسلطة, أو على المستوى العقائدي والديني والثقافي، فالحكم فاسد وظالم، أما المدارس والتيارات العقائدية فقد كثرت وتعددت مناهجها وتعمّقت الخلافات فيما بينها.
وقد واجه الإمام(عليه السلام) بعض هذه التيارات المنحرفة والضالة وحذر المسلمين منها, من هذه التيارات:
الغلاة: وهم الذين كانوا يألهون الأئمة (ع) ويقولون فيهم ما لا ينسجم مع مكانتهم ومقعهم في العقيدة, وقد نشطوا بقيادة المغيرة بن سعيد الذي قال في حقه الإمام الصادق (عليه السلام) : “لعن الله المغيرة إنه كان يكذب على أبي”.
ومنهم المفوضة والمجبرة: وهم الذين قالوا بأن الله فوض الأمر لعباده أو أنه أجبرهم على أفعالهم فهم مجبرون ومسيرون وليسوا مختارين,بينما أئمة أهل البيت(ع) قالوا: لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين, فالله تعالى في الوقت الذي منح العباد حرية الاختيار وأعطاهم الإرادة والقدر على فعل ما يشاؤون لم يتركهم ولم يفوض اليهم, لأنهم بحاجة دائماً الى الله وقدرته وألطافه وارادته فلو تركهم وفوض اليهم لما استطاعوا أن يعملوا ارادتهم أو أن يفعلوا شيئاً.
يقول الإمام الباقر(عليه السلام) مخاطباً أحد أصحابه :”إياك أن تقول بالتفويض فإن الله عز وجل لم يفوض الأمر إلى خلقه وهناً وضعفاً, ولا أجبرهم على معاصيه ظلماً”.
المرجئة: وهم الذي حكموا بمشروعية أعمال الخلفاء الظالمين وقالوا: بعدم مطالبتهم بما اقترفوه من ظلم بحق الناس, وترك ذلك إلى الله يوم القيامة.
وقد قال الإمام (عليه السلام) محذراً منهم: “اللهم العن المرجئة فإنهم أعداؤنا في الدنيا والاخرة”.
الإمام الباقر (عليه السلام) واجه كل هذه التيارات الضالة بضريقة علمية, وكان يتحرك بشكل هادئ حتى لا يثير أنظار السلطة وأتباعها، وقد قام بحركة ثقافية وعلمية واسعة في المدينة، ووضع اسس الجامعة العلمية التي أكمل بنائها ولده الامام الصادق(ع) فيما بعد ، وقد أخذ العلماء والمفكرون يتوافدون على الامام ليأخذوا عنه العلوم والمعارف، وكان كل عالم يقصد المدينة لا يسعه إلا أن يعرج على الإمام(ع) ليأخذ عنه ويستفيد من علومه ومعارفه .
هذا الدور العلمي الأساسي والاستراتيجي والبعيد المدى الذي قام به الإمام(ع), والذي حفظ من خلاله الاسلام والقران والسنة النبوية, ركز على عدة أمور أهمها:
1 – إعادة المسلمين إلى منهج أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذي هو منهج الاسلام المحمدي الأصيل, لأن كل معارف أهل البيت(ع) وعلومهم إنما استمدوها من رسول الله(ص) ومن ذلك النبع الصافي.
يقول (عليه السلام):”نحن ولاة أمر الله وخزائن علم الله وورثة وحي الله وحملة كتاب الله طاعتنا فريضة وحبنا إيمان وبغضنا كفر”.
ويقول (عليه السلام) :”برأ الله ممن يبرأ منا لعن الله من لعننا أهلك الله من عادانا”.
2 – التركيز على تفسير القران الكريم: فقد قيل إن للإمام الباقر كتاباً قي التفسير رواه عنه أبو الجارود زياد بن المنذر “.
ويقول الرواة: “إن جابر بن يزيد الجعفي ألف كتاباً في تفسير القرآن أخذه من الإمام الباقر (عليه السلام) “.
3 – نشرالحديث: حيث اهتم الإمام بنشر أحاديث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) لما لهذه الأحاديث من أهمية في معرفة الدين وتفصيل تشريعاته وشرح كتاب الله وبيان آياته، حتى روى عنه جابر الجعفي لوحده سبعين ألف حديث، بالإضافة إلى غيره من الأصحاب الذي التفوا حول الإمام (عليه السلام) وحفظوا الأحاديث وتناقلوها عنه بالالاف.
4- إرساء قواعد أصول الفقه: فقد كان الامام الباقر (عليه السلام) أول من أسس علم الأصول وأرسى قواعده.. وهو علم أساسي لاستنباط الأحكام الشرعية من مصادرها.
ولم يكتفِ الإمام (عليه السلام) بهذه الأدوار المهمة , وإنما اهتم أيضاً بتربية العديد من العلماء والمفكرين وحملة الحديث وجعلهم يتفرغون لدراسة العلوم والمعارف, وعهد إلى ابنه الامام الصادق (عليه السلام) أن يتولى القيام بنفقاتهم حتى تخرجت على يديه مجموعة كبيرة من الفقهاء والعلماء, يذكرهم الامام الصادق (عليه السلام) فيقول:”كان أصحاب أبي والله خيراً منكم، كان أصحاب أبي ورقاً لا شوك فيه”.
وقد تحدثت الكتب التي تشرح أوضاع المحدثين عن حياة حوالى اربعمائة واثنين وثمانين شخصاً من تلامذة الإمام الباقر(ع) وأصحابه, منهم علما كبار أمثال: أبان بن تغلب الذي قال له الإمام (عليه السلام) :”اجلس في مسجد المدينة وافتِ الناس فإني أحب أن يُرى في شيعتي مثلك”, وجابر بن يزيد الجعفي , وزرارة بن أعين, و الكميت الأسدي”: وكان شاعراً وكان شعره يعدّ من أعظم الوسائل الإعلامية التي كانت تفضح سياسات الامويين وقبائحهم بحيث هُدّد بالقتل مرات عديدة من قبل الخلفاء الأمويين, ومنهم محمد بن مسلم”: وهو فقيه أهل البيت (عليه السلام) ومن الأصحاب الأوفياء للإمامين الباقر والصادق عليهما السلام.
هؤلاء جميعهم ساهموا مع أئمة أهل البيت(ع) في حفظ الاسلام وحماية قيمه ومفاهيمه وأحكامه وتشريعاته, وحموا الاسلام من التشويه والتزوير والفهم الخاطىء والمتطرف.
ولو أن الناس عادوا الى منهج أهل البيت(ع) الذي هو منهج الاسلام الأصيل لما كان هناك فهم خاطىء لبعض مفاهيم الدين, ولما نشأت بعض المذاهب الشاذة, ولما انتشرت التيارات التكفيرية, ولما كان هناك شيء اسمه وهابية تكفر من عداها من المسلمين, كما فعل مفتي الوهابية قبل أيام حينما سمح لنفسه أن يصنف ويقول عن جزء كبير من المسلمين من أتباع أهل البيت في ايران بأنهم غير مسلمين وأنهم مجوس! ومعادون لأهل السنة!
نحن ندعو المسلمين جميعاً والعالم الاسلامي لقراءة تاريخ آل سعود والوهابيين ليكتشفوا بأنفسهم من هم المعادون لأهل السنة والجماعة هل الشيعة أم الوهابية؟
من يقرأ تاريخ الوهابية غير البعيد أي قبل مائة سنة ومائة وخمسين سنة سيكتشف أن آل سعود والوهابيين هم من قتل أهل السنة والجماعة, وقتل قضاتهم وعلمائهم في مكة والمدينة وغيرها, واستباحوا بلدان أهل السنة والجماعة عندما غزوا مكة والمدينة والطائف وغيرها ونكلوا بالمسلمين ممن ليسوا على مذهب ابن تيمية والوهابية.
الوهابيون وآل سعود هم من يعادون أهل السنة ويقتلونهم, قتلوهم من قبل في الحجاز واليوم يقتلونهم في اليمن وسوريا وليبيا وتونس وغيرها من خلال الجماعات التكفيرية الارهابية التي هم مصدرها وأساسها, حيث باتوا يصدرون الإرهاب ليس الى دول المنطقة بل الى دول العالم كله.
لقد انعقد قبل اسبوعين مؤتمر لعلماء السنة في غروزني حضره علماء من الأزهر ومن كل العالم الاسلامي, ولم تدع اليه الوهابية, وشنت فيه حملة على الوهابية باعتبارها فرقة شاذة تكفيرية, تكفر بعض المسلمين وتصدر التيارات التكفيرية الارهابية الى العالم.
وقد جن جنون آل سعود والوهابية, لأنهم لم يدعو لهذا المؤتمر, ولأن المؤتمر أخرجهم من تحت مظلة أهل السنة والجماعة, وأطلق مفتي الوهابية وعلماء الوهابية سلسلة مواقف ضد المؤتمر والعلماء الذين حضروا فيه, وكالوا الاتهامات لمجرد أنهم أبعدوا عن المؤتمر وقيل بحقهم فيه ما يكشف عن حقيقتهم .
واليوم يكلون الاتهامات لأيران ويطلقون عليها النعوت , مجوس ورافضة وزنادقة وو.. لمجرد أن إيران كشفت عجزهم وسوء إدارتهم لموسم الحج مما أدى في موسم الحج الماضي الى كارثة منى الذي سقط فيها ما يقرب من سبعة آلآف شهيداً من حجاج بيت الله الحرام.
وقد تعاطى آل سعود في هذه الحادثة وبعد حصولها باستهتار واستخفاف ولم يقدموا حتى اعتذاراً شقهياً لما حصل, بل حتى امتنعوا عن تسليم جثامين الشهداء الى العديد من الدول.. الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الدولة الوحيدة التي اصرت واستعادت جثامين شهدائها من خلال جهودها ومتابعاتها واصرارها.
هذه الخفة وهذا الاستهتار يكشف عن مدى وقاحة آل سعود وصلافتهم وقلة حيائهم، فضلاً عن قلة الدين وعدم الالتزام بأبسط الضوابط الدينية والاخلاقية.
والمؤسف أن العالم الاسلامي والدول والحكومات التي سقط لها ضحايا في هذه الفاجعة التزمت الصمت والسكوت.. ويبدو أن النظام السعودي اشترى بالفعل صمت بعض الدول والحكومات بالمال حيث دفع ملايين الدولارات لبعض الحكومات لكي لا تطلق مواقف كالمواقف التي أطلقتها ايران من هذه الحادثة.
إن صمت العالم الاسلامي والعديد من الدول والحكومات وحتى العلماء والنخب عن فاجعة منى شجع النظام السعودي على التعاطي بهذا المستوى من الاستخفاف والاستهتار , ولكن كل هذا الصمت المريب لن يلغي حقيقة ان النظام السعودي غير مؤهل لإدارة موسم الحج وغير مؤتمن على أمن الحجاج وسلامتهم وأرواحهم, بل هو متورط بدماء المسلمين من كارثة منى الى دعم الجماعات الارهابية وصولاً الى الجرائم التي يرتكبها في اليمن وسوريا العراق, حيث يقوم يومياً بقتل النساء والاطفال اليمنيين في غاراته الوحشية على بلدهم.
لذلك العالم الاسلامي مطالب بمحاسبة النظام السعودي على جريمة منى وعلى كل الجرائم التي يرتكبها في دول المنطقة.