من يريدُ للمشهدِ المُلْتَهِبِ ان يَتَسَّعَرَ ولمصلحةِ من؟ من يُشْعِلُ شوارعَ بيروتَ والمناطقَ باحراقِ الليرةِ بنارِ الدولار؟ هل الحكومةُ وحلفاؤها من يريدون إحراقَ أَنْفُسِهِم؟ من يخرِّبُ ويُكَسِّرُ الممتلكاتِ العامةَ والخاصةَ، والمحالَ التجاريةَ المكسورةَ اصلاً بفعلِ الواقعِ الاقتصاديِ، ويَقْطَعُ الطُرُقَ ويَحْبِسُ الناسَ في سياراتِهِم لساعات؟
اسئلةٌ ليسَ من الصعبِ الاجابة عليها، فمن احرقوا وكسَّروا وقطَّعوا الطرقات في بيروت وطرابلس والجية والناعمة وخلدة وعلى طرقاتِ البقاع وطرقاتِ الشمال، انما فعلوا فعلتَهُم امام عدسات الكاميرات. فَلتلاحِقُهُم الاجهزةُ المعنيةُ، ولِيُسَاقوا الى التحقيقات.
ولِيُسْأَلوا إِن كان التكسيرُ والتخريبُ في بيروت غيرُه في طرابلس وصيدا وباقي المناطق والمحافظات. ام ان هُوَاةَ السباحةِ واللَهْوِ على شواطئ اليونان، يريدونَ السباحةَ بلبنانَ في بحرِ المجهول؟ ام انهُم، وهُمُ المصابونَ بشللٍ سياسيٍ، يريدونَ شَدَّ عصبهِم بخطابٍ واستثمارٍ مذهبيٍ طائفيٍ مَقيت؟
فهل التحركاتُ باتت على قاعدة الـ”مفرد – مزدوج” وفقَ اهواءِ واستثماراتِ البعض؟ يُجيزوها يوماً ويتبرأونَ منها في يومٍ آخر؟ تعالوا نسألَ اهلَ الخبرةِ عَمَّنْ يجمعُ ادواتَ التخريبِ ويأتي بِهِم بالباصات من على بُعدِ عشراتِ الكيلومترات الى ساحات بيروت؟ ومن يقطع الطرقات، ولا يرعوي عن تحريض الناس بكل انواع الخطابات والشعارات؟
في خطاب رئيس الحكومة حسان دياب كانت دعوة للامتناع عن تشويه الاحتجاجات، والى الصبر لان الحرب مع الفساد صعبة، لكن التغيير قادم حتماً، وما قامت به الحكومة لمواجهة مؤامرة التلاعب بسعر الليرة، هي قرارات توقف ابتزاز الدولة والناس، وان كانت لا تسطيع صناعة التحول السريع لكنها تفرض خيار التغيير بالمسار، رغم الحواجز السياسية التي تعترض الطريق.
رئيس الحكومة الذي اعلن عن سقوط محاولة الانقلاب، وفشل كل الاجتماعات السرية والعلنية واوامر العمليات الداخلية والمشتركة بالاطاحة بورشة اكتشاف الفساد، تحدث عن العثور على مفاتيح لغرف عديدة من ذلك البنيان الاسود الذي بدأت تخرج منه رائحة الصفقات، وهناك الكثير مما يمكن كشفه، كما قال الرئيس دياب.
ومن وسط الدخان والركام الذي خلفه المتربصون بالحكومة ، ومن وسط الهم والعبء المعيشي الذي حَمَّلوه للناس، اكد دياب مضي الحكومة بخيارها الانقاذي، وانها لن تسمح بذهاب اموال الناس، او ان تبقى ودائعهم مجرد ارقام.
المصدر: قناة المنار