ما زالت نار الاحتجاجات تتأجج في أكثر من ثلاثين مدينة أميركية، وهذه الاحداث التي لم تشهدها الولايات الاميركية المتحدة منذ وقت طويل، أوقعت البيت الأبيض في دائرة الارتباك، ما تسبب بالعنف والعنف المضاد، ليكون أبرز النتائج فيه، بدءُ سيلان الدماء في طرقات بلاد “الديموقراطيات”.
المشهد الاميركي الحالي لا يحتاج إلى تحليل سياسي، إنما يجب وضعه تحت مجهر تشخيص ممارسات الحكومة الاميركية بحق المجتمع الأميركي، مع امتدادها تاريخياً. وعليه استضاف موقع قناة المنار الباحث والمؤرخ الدكتور ابراهيم زعرور للحديث بوضوح عن صورة الامر.
ينظر د. زعرور الى هذا النظام الأميركي كونه نظام التضليل العالمي الربوي الاستكباري الاحتكاري، معتبراً أن ما يحصل في اميركا قد يؤدي لحرب داخلية اخطر بكثير من الحروب الخارجية.
ويعتبر ان هذا النظام الذي يحكم العالم منذ خمسة قرون قد بلغ نهايات صعوده وبدأ انهياره، ولعل ما حصل ويحصل اليوم هو بدايات تتدحرج في كل الولايات والمدن الاميركية التي قامت على حساب الملايين من سكان البلد الأصليين وعلى جماجمهم والذين قتلوا بوحشية متناهية وبكل أساليب الحقد و الكراهية.
يتابع د. ابراهيم زعرور، بأن هذه الطريقة الوحشية في قمع المواطنين الاميركيين من قبل الأجهزة القمعية، تؤكد فشل هذا النظام العنصري ، وأنه ذاهب الى الزوال والاحتضار والانهيار، باعتبار أن هذا القمع الوحشي يؤكد بما لا مجالا للشك، الخداع والكذب والدجل الاميركي حيث تدعي زورا وبهتانا انها بلد الديمقراطية وحقوق الانسان وأنها الحلم البشري والجنة على الارض.
ويعتبر الخبير بالشؤون الاميركية ان اميركا تفهم الحرية بغزو الدول والشعوب وهي المسؤولة بشكل كامل عن الحروب والنزاعات في كافة مناطق العالم وكذلك حصار الشعوب وتجويعها ونهب ثرواتها وتفتيتها وتمزيقها وإلغاء هوياتها الوطنية والقومية والإنسانية، لافتا الى انه يتضح اليوم للشعب الامريكي حجم جرائم الإدارات الامريكية المتعاقبة، يضاف اليها همجية الإدارة الامريكية في قمع من يطالب بتحقيق العدالة والمساواة بين ابناء الوطن الواحد وبالحرية للإنسان في ابداء الرأي وحق التظاهر للتعبير عن غضبه وهو برهان يفضح الادعاء بانه يسعى لقيام النظم الديمقراطية.
يعود زعرور الى بداية عهد ترامب وهو القادم من أوساط المال وتجارة السلاح والمخدرات وعوالم الجريمة لافتا الى موقفه ونظرته التي تحمل العداء والاحتقار والازدراء لكثير من الجماعات البشرية والشعوب الاخرى. كما بدأ في الداخل الامريكي إجراءات تؤكد العنصرية التي يحملها بالتفاوت الكبير بين شرائح وأوساط المجتمع الاميركي كما عمل للارتقاء بالنخب في المجتمع على حساب الشعب الاميركي اضافة الى التصرفات التي تشير الى حالة اضطراب داخلية قد تؤدي لتمزيق المجتمع الاميركي ولعل البدايات أخذت تتضح.
ويعتبر الباحث ان حادثة قتل المواطن الاميركي من قبل ضباط في الشرطة تعبر عن روح شيطانية كتلك التي يحملها ترامب نفسه في نظرته العدائية للمواطنين وكذلك لكل الشعوب وتعبر عن عنصرية بربرية فيها استمرار للوحشية والعنصرية التي قتلوا فيها سكان البلاد الأصليين على مدى سنين طويلة.
المصدر: موقع المنار