تابع وفد هيئة التنسيق للقاء الأحزاب و القوى و الشخصيات الوطنية اللبنانية زيارته إلى الصين و وصل إلى مقاطعة سيتشوان، من شنغهاي ، حيث التقى المسؤولين في الحكومة المحلية، و قام بجولة على بعض القرى النموذجية فيها .
والتقى وفد الأحزاب بنائبة مسؤول لجنة شؤون القوميات و الأديان في المقاطعة (سيتشوان) التي قدّمت عرضاً موجزاً حول القوميات لافتة إلى أن مناطق الأقليّات القومية شهدت تطوراً إقتصادياً، حيث جرى فيها بناء مشروعات كبرى لتطوير معيشة المواطنين، وفق السياسات التي وضعتها الحكومة المركزية حول القوميات.
و أشارت إلى أنه يجري احترام ثقافة الأقليات، فضلاً عن تقديم المساعدات من الحكومة لإنشاء البنى التحتية للمناطق و تدريب الكوادر، و إشراك الأقليات في المهرجانات الفنية و الثقافية على مستوى الصين.
أما اللقاء الثاني فقد كان مع مسؤولي لجنة التنمية و الإصلاح و مديرية الشؤون التجارية في سيتشوان، حيث أكدوا على أهمية و ضرورة تطوير العلاقات بين لبنان و مقاطعة سيتشوان في النواحي الإقتصادية و التجارية، مؤكدين أن هذا اللقاء يشكّل فرصة سانحة للتواصل و التبادل مشيرين إلى حجم الإنفتاح على الخارج، و إلى المكانة التي تحتلها المقاطعة من النواحي الإقتصادية و السياحية، و جذب الإستثمارات الخارجية.
و لفت المسؤولون الصينيون إلى المؤشرات و البيانات الإقتصادية التي تؤشر إلى مستوى التقدم و التطور الإقتصادي و العمراني و البنى التحتية، حيث احتلت مدينة تشنغدو مرتبة متقدمة على صعيد التنمية و كانت بين 3 مدن عالمية لناحية مستوى التنمية، و أشاروا إلى التبادل التجاري بين المقاطعة و الدول العربية، مؤكدين على أهمية لبنان كهمزة وصل بين قارات آسيا و أفريقيا و أوروبا، و مصدراً للثقافة و ممراً لطريق الحرير.
و عبّر المسؤولون الصينيون عن رغبة في تعزيز الإستثمار في لبنان لا سيما بعدما أصبحت المواصلات تسهل عملية التواصل مشيرين إلى أهمية الموقع الجغرافي المتميز الذي يحتله لبنان و الإستعداد لإنشاء المؤسسات و الشركات الصينية في لبنان باعتباره منطلقاً إلى العالم العربي.
و في اللقاء مع نائبة مسؤول الشؤون الخارجية في المقاطعة التي أكدت على أهمية العلاقات التي تربط الصين بلبنان، لافتةً إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أٌقيمت منذ عام 1971، و التي شهدت تطوراً مستمراً، مشيرة ً إلى مشاركة لبنان في معرض “اكسبو” في الصين سنة 2010، و كذلك إلى الصداقة بين البلدين في مجالات الإقتصاد و التعليم و الثقافة.
بدوره أكد منسق لقاء الأحزاب الدكتور بسام الهاشم في هذه اللقاءات على أهمية التعاون و التبادل بين لبنان و الصين، و بين لبنان و مقاطعة سيتشوان، و لفت إلى التشابه الكبير بين البلدين على صعيد التنوع في الأديان و القوميات، معبراً عن الإفتخار بأن يكون لبنان نموذجاً مصغراً للعالم العربي، كما هي سيتشوان بالنسبة للصين، لافتاً إلى أن العلاقات بين لبنان و الصين قديمة جداً و تعود إلى القرن التاسع عشر أيام ما كان لبنان يصدر الحرير إلى الصين و يستورد منها التوابل و الخزفيات، مؤكداً التطلع إلى تطوير و عزيز العلاقات في مجالات التعليم و التربية و الطاقة و الموارد المائية و الكهربائية و الصناعة، و على صعيد السياسة الخارجية، مشيراً إلى أن الوفد اللبناني يمثّل محور المقاومة، داعياً الصين إلى مزيد من الإنخراط في دعم القضايا العربية المحقة.
و نوّه الهاشم بدور الصين في دعم سورية و وقوفها مع روسيا ضد التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية. و أكد أن التحولات الحاصلة اليوم إنما هي تحولات تتجه نحو تحقيق الإنتصار الحاسم لمحورنا المقاوم. و لفت إلى أن منطقتنا تعرضت في السنوات الأخيرة إلى هجمة شرسة غير مسبوقة من قبل القوى الإرهابية لا سيما الحرب المتعددة الجنسيات التي استخدمت الإرهاب التكفيري لتدمير سورية و العراق و اليمن، لكن قوى المقاومة صمدت بفضل الدعم الروسي و الصيني مما مكّننا من جبه العدوان الإرهابي. و قال الهاشم أن لبنان بحكم عدائه للعدو الصهيوني المغتصب و القوى الدولية التي تقف وراءه و تدعمه، و في الطليعة الولايات المتحدة، تتطلع إلى بناء شراكة مع الصين بما يجعل الصين أكثر انخراطاً في الشرق الأوسط لإعادة التوازن في العلاقات الدولية.