غالباً ما نسهر في عطلات نهاية الأسبوع، لمشاهدة التلفاز أو مقابلة الأصدقاء، ثم ننام لساعات طويلة بعد وقت الاستيقاظ المعتاد في صباح اليوم التالي، وإذا كان الأمر كذلك، فإن افتقارنا إلى روتين منتظم للنوم يضر بصحتنا.
وكشفت دراسة أن تغيير وقت النوم المعتاد لمدة 90 دقيقة، يزيد بشكل كبير من فرص الإصابة بنوبة قلبية أو مرض القلب.
وتم تحديد وقت النوم المنتظم في الدراسة على أنه الفرق لأقل من 30 دقيقة، في المتوسط، لسبع ليال.
وقال مؤلف الدراسة تيان يى هوانغ، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد: “بالمقارنة مع الأشخاص الذين ينامون بشكل منتظم، فإن أولئك الذين لديهم وقت نوم غير منتظم، بفرق أكثر من 90 دقيقة في المتوسط خلال 7 ليال، يزيد لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية خلال 5 سنوات”.
وبقي الارتباط قوياً حتى بعد السيطرة على الكوليسترول، وضغط الدم، وعوامل الخطر المعروفة الأخرى المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى مشكلات النوم مثل الأرق، وتوقف التنفس أثناء النوم، ومدة النوم.
وقال هوانغ إن ذلك يشير إلى أن التباين اليومي المرتفع في مدة النوم أو توقيته قد يكون “عامل خطر جديد ومستقل لأمراض القلب والأوعية الدموية”.
وقال الدكتور ديفيد جوف، الذي يدير قسم علوم القلب والأوعية الدموية في المعهد القومي للقلب والرئة والدم بالولايات المتحدة الأمريكية: “هذا أمر ضخم، يموت شخص من بين كل 3 أشخاص في الولايات المتحدة بسبب أمراض القلب، وسيصاب 60٪ منا بأمراض القلب والأوعية الدموية قبل أن نموت”.
وتابع أن “الناس ينشغلون بشكل دائم وحياتهم مرهقة ولا يحصلون على ما يكفيهم من النوم خلال الأسبوع. ثم يحاولون الحصول على قسط من النوم في عطلة نهاية الأسبوع، وهذا ليس نمطاً صحياً”.
الصلة بين النوم والقلب
ويعمل نظام القلب والأوعية الدموية بما في ذلك معدل ضربات القلب وضغط الدم على إيقاع يومي قوي للحفاظ على الأداء الطبيعي.
وقال هوانغ إن العبث بساعة النوم لدينا “يرتبط بعوامل الخطر القلبية الوعائية مثل ارتفاع ضغط الدم أو مقاومة الإنسولين أو مرض السكري، لكن هذه أول دراسة تربط نمط النوم غير المنتظم بأمراض القلب والأوعية الدموية”.
وتابعت الدراسة أكثر من 2000 شخص تتراوح أعمارهم بين 45 و84 عاماً بدون أمراض قلب وأوعية دموية على مدار 5 سنوات. وبعد إجراء الفحص الأساسي، تمت متابعة الفحوصات وأي تغييرات في نمط الحياة أو الدواء أو المرض، بينما تم اختبار دراسة لإضطرابات النوم مثل انقطاع النفس.
ووضع المشاركون جهاز نوم في المعصم يتعقب النوم لمدة 7 ليال متتالية.
وقال جوف إن “حوالي ربع الأشخاص في هذه الفئة العمرية، لم يكن لديهم وقتاً منتظماً للنوم”.
ونظراً لأن العديد من المشاركين قد تقاعدوا، فقد كان من المدهش أن نجد أن حوالي 500 شخص قد عطلوا جداول النوم لديهم بشكل كبير.
ورغم أن هذا الرابط أقوى لدى كبار السن، إلا أن الحال قد لا يكون كذلك. ووجد تحليل سابق لـ 53 دراسة أجريت على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر أن عمر الشباب أكثر ارتباطاً بدورة النوم المتغيرة.
وقال هوانغ: “قد يكون عدم انتظام النوم هذا أكثر شيوعاً بين الشباب. ولدى الأشخاص الأصغر سناً مطالب أكثر مثل الدراسة والعمل، وقد يؤثر ذلك أيضاً على ما إذا كان بإمكانهم الحصول على نمط نوم منتظم أم لا”.
وقال هوانغ: “كلما نمت بشكل غير منتظم كلما زاد تعرضك للمخاطر”.
عادات نوم أفضل
والخبر السار هو أنه يمكنك فعل شيء ما حيال عاداتك السيئة في النوم.
التحرك: ممارسة الرياضة هي مفتاح تعزيز النوم الجيد. فالمشي لمدة 10 دقائق في اليوم أو ركوب الدراجات الهوائية أو غيرها من التمارين الرياضية يمكن أن “يحسن بشكل كبير من جودة النوم ليلا”.
السعي للحصول على درجات حرارة أكثر برودة. تأكد من أن سريرك ووسائدك مريحة وأن الغرفة باردة. ولا تشاهد التلفزيون أو تعمل في غرفة نومك.
تجنب بعض الطعام والشراب. وتجنب المنشطات مثل النيكوتين أو القهوة بعد الظهر، خاصة إذا كنت تعاني من الأرق. وكذلك الكحول.
التزم بروتين معين، واسمتع بحمام دافئ، أو قراءة كتاب، أو استمع إلى الموسيقى الهادئة أو مارس التأمل.
المحافظة على إيقاع الساعة البيولوجية الخاصة بك: “كما أخبرتك أمك دائماً، يجب أن يكون لديك وقت نوم منتظم ووقت منتظم للاستيقاظ في الصباح”.
النوم في الظلام: تأكد من التخلص من جميع الأضواء الساطعة، بما فيها الضوء الأزرق للهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة. كما يمكن استخدام ستائر التعتيم لإبقاء الغرفة مظلمة.
اتبع هذه الخطوات، وستكون في طريقك لتحسين عادات نومك وصحتك.
المصدر: سي ان ان