مع اشتداد جائحة كورونا بدأت بعض الدول بحظر تصدير مستلزمات محاربة فيروس كورونا، وخاصة الكمامات الطبية، بل وبدأت باستيراد الكمامات من الصين لتلبية الطلب الكبير عليها.
ووفقا لتقارير إعلامية فإن الصين جنت المليارات من تصدير المستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة كورونا، ومنها الكمامات، وذلك بالرغم من تذمر البعض من تردي جودة الكمامات الطبية التي يتم صنعها في الصين.
قبل جائحة كورونا كانت الصين تصنع نحو نصف الأقنعة الطبية في العالم ومع اشتعال جائحة كورونا تضاعفت صناعة الأقنعة 12 مرة مقارنة بما كانت عليه سابقا، وباتت من الصناعات القليلة التي تعود بأرباح طائلة.
وأظهرت بيانات صينية أن القدرة الإنتاجية اليومية للكمامات الطبية في الصين بلغت في مارس الماضي 116 مليونا ما يعادل أضعاف الكميات التي أنتجت في فبراير الماضي.
وقد يتساءل البعض لماذا تقوم دول باستيراد الكمامات الطبية من الصين ولا تقوم بصناعتها بنفسها.
ويعود ذلك بشكل أساسي إلى القفزة الكبيرة في الطلب على الكمامات في ظل جائحة كورونا، لدرجة أن الإنتاج المحلي في هذه الدول بات غير قادر على تلبية الطلب الهائل لذلك تم اللجوء للاستيراد.
وعن صناعة الكمامات في الصين، يشير بعض الخبراء إلى أنها كانت مزدهرة قبل زمن كورونا، ففي الأوقات الطبيعية يحظى هذا المنتج بطلب في الصين نظرا لوجود تلوث كبير في الجو لدى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بالإضافة لتعداد سكان الصين الكبير، حيث يبلغ عددهم نحو 1.4 مليار نسمة.
وتقول تقارير إعلامية، إن الصين تشهد حاليا طفرة في إنتاج المعدات الطبية، وخاصة الأقنعة منذ بداية جائحة كورونا، حيث أن سعرها تضاعف في ظل نمو الطلب لدرجة أن بعض الخبراء قالوا في أبريل الماضي، إن سعر برميل من الكمامات بات أغلى من سعر برميل النفط.
ففي الشهر الماضي هبط سعر برميل “برنت” دون مستوى الـ20 دولارا، أما الكمامات فقد ارتفعت ليصل سعر الكمامة إلى 50 سنتا، وفي بعض الدول وفي فترة الذرة بلغ سعر الكمامة الطبية نحو 1 دولار.
ووفقا لتقرير يعود لشهر أبريل الماضي، فإنه تم تسجل نحو 38 ألف شركة جديدة في 2020 في الصين لصنع كمامات الوجه، وذلك يفسر الكميات الهائلة التي يتم تصديرها من هذا المنتج يوميا لدول العالم.
فعلى سبيل المثال، قامت روسيا بشراء نحو 199 مليون كمامة طبية في الفترة من 23 مارس الماضي وحتى 28 أبريل الماضي.
أما فرنسا فقد طلبت بنهاية مارس الماضي مليار كمامة لمواجهة جائحة كورونا، حينها قال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إن بلاده بحاجة إلى 40 مليون كمامة أسبوعيا.
ومع اشتداد جائحة كورونا في العالم بدأت الدول تتسابق على الكمامات الصينية، حيث اشتكى مسؤولون فرنسيون من عدم وصول شحنات من الكمامات من الصين، متهمين الولايات المتحدة بدفع أسعار مضاعفة لشراء الأقنعة الطبية الصينية.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” قبل يومين، أن الولايات المتحدة اشترت 4 مليار كمامة طبية من الصين في ظل أزمة كورونا، ما يشير إلى أن الصين حققت عائدات بمليارات الدولار بفضل الكمامات.
المصدر: روسيا اليوم