مهما صَعُبت الظروف، ومهما كَبُرت المعاناة، تبقى الامجادُ للعمال ..
في عيدِهم ، لا تُنسى التضحيات ، ما سلفَ منها قبلَ كورونا ، قبلَ ارتفاعِ الدولار، قبلَ التسريحِ من الاعمال ، وما بقيَ منها على سُلّمِ البناءِ والعطاء ، الى حينِ نتخطى المراحلَ المريرةَ بتضافرٍ وتعاونٍ وتكافلٍ وكلِّ انواعِ الصبر..
في عيدِ العمال ، للبشريةِ من عرَقِ جبينِهم وُضوءٌ قبلَ كلِّ فجر، ومعَ كلِّ جَنًى ، وفي كلِّ لحظةٍ يبحثونَ فيها بينَ راحاتِ كفوفِهم الخشنةِ عن فرحةٍ لعيالِهم قبلَ ليلٍ يطول.
لم يمرَّ عامٌ على عمالِ لبنانَ كما هذا العام ، ولن يَمُرَّ آخرُ نرى فيه الكادحينَ يَتخلَّوْنَ عن مطالبَ مُحقة ، وحقوقٍ متوجبةٍ على دولةٍ تبحثُ عن طوقِ نجاة، او تحاولُ صنعَه للخروجِ من بئرٍ رُميت فيها منذُ عقود.
بالامس ، اَطلّت الحكومةُ بخطةٍ هي الاولى من نوعِها ، وفيها لطَبقاتِ العمالِ فصولٌ ووعودٌ على مسارِ استعادةِ الاقتصادِ الانتاجي ، بعدَما ثبَتَ تفننُ الريعيِّ في شراستِه وخُبثِه ، تاركاً شعباً باكملِه في لحظةٍ تحسُّرٍ وغضب ، مقابلَ بناءِ الثرواتِ وانتقاصِ الكراماتِ على ابوابِ المصارف ، والاحتيالِ بالهندساتِ الماليةِ كما نَصْبِ المكائدِ للمودعينَ وكلِّ المتمسكينَ بفلسِهم ليومِ فاقتِهم.
الخروجُ من هذه المرحلةِ ليس سهلاً ولكنْ ليسَ مستحيلا ، والاملُ أن يعرفَ اللبنانيُ الذي تعلّمَ الصيدَ وعلّمَه قبلَ استلامِ الصِّنارة، كيفَ يُجنِّبُ نفسَه الاسوأَ من افخاخِ الفاسدينَ والمغامرين.
المصدر: قناة المنار