اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في رسالة الجمعة ان المسارعة الى البذل والعطاء في وقت الحاجة وفي وقت العسر والشدة، وكلما عز المال كان ثواب بذله اعظم، ونحن اليوم نمر بهذه الشدة ونبتلى بهذا البلاء حيث وضع البلاد في ازمة اقتصادية والناس في ضائقة، واذا اضيف الى الازمة الاقتصادية والمعيشية والازمة النقدية وعدم تمكن المودعين من سحب أموالهم من البنوك، ازمة تعطل الاعمال والحجر في البيوت بسبب الفيروس، فان الضائقة تتفاقم ومعاناة الناس تكبر، لذلك نحن اكثر حاجة الى التماسك والتعاضد، وان نمد يد العون للمحتاجين، ولقد وعدنا الله سبحانه ولن يخلف الله وعده ان يضاعف للمنفقين اضعافا مضاعفة، فلا يخافن احد ان يفتقر اذا اعطى من ماله حقا شرعيا او صدقة او زكاة، وقد قال تعالى “وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين”، فالمال مال الله والخلق كلهم عيال الله، وان احبهم اليه انفعهم بخلقه”.
وتوجه الشيخ الخطيب بالشكر من كل الدول والجهات “التي وقفت الى جانب لبنان في مواجهة جائحة كورونا، ولاسيما الحكومات الصينية والفرنسية والقطرية وغيرها من الدول التي تقدمت مشكورة بأجهزة ومعدات ومساعدات تسهم في تعزيز خطة التعبئة العامة في لبنان، ونحن اذ نقدر مواقف الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية الداعمة للشعوب والدول في مواجهة جائحة كورونا في تعبير انساني متضامن مع هذه الشعوب، فإننا نأسف ان نرى دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة الأميركية يمعن رئيسها في جبروته وصلفه فيسمي وباء كورونا بالفيروس الصيني، في عنصرية جديدة توجها بقطع المساعدات الأميركية عن منظمة الصحة العالمية التي تشمل رعايتها الصحية كل شعوب العالم، فضلا عن استمرار الحصار الاقتصادي والعقوبات الجائرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يتصدى شعبها بشجاعة وصبر لجائحة كورونا. ونحن نرى هذه العنصرية متجسدة في الكيان الصهيوني الذي يمعن في غطرسته ضد الفلسطينيين ويواصل عدوانه ضد لبنان وسوريا، وعلى الرغم من انشغال كيانه كما كل الدول بمواجهة جائحة كورونا، فان طائراته لا تزال تنتهك السيادتين اللبنانية والسورية في خرق واضح لكل المواثيق والأعراف الدولية، ونحن اذ نستنكر العدوان الإسرائيلي على سيارة مدنية في جديدة يابوس، فإننا نحمل الكيان الغاصب المسؤولية الكاملة عن تهديد امن المنطقة وتعريضها للحرب، ونطالب مجلس الامن بالاستجابة لشكوى لبنان والتحرك الفوري لإدانة إسرائيل ومعاقبتها على عدوانها الغاشم”.
ورأى في “التصريحات المسيئة التي طالت دولة رئيس الحكومة حسان دياب استهدافا في غير محله ولا يخدم مصالح لبنان العليا، التي تحتم وقف السجالات والمناكفات والتعاون مع الحكومة في سعيها لمحاصرة جائحة كورونا والانطلاق في الخطة الانقاذية التي تنهض بالاقتصاد الوطني وتثبت سعر النقد اللبناني، ونحن نؤكد على ضرورة العمل بجد لضمان حقوق المودعين باستعادتهم لاموالهم ومحاسبة الفاسدين من خلال اطلاق خطة نهوض اقتصادي تدعم القطاعات الإنتاجية من زراعية وصناعية وسياحية بما يحرك العجلة الاقتصادية ويوفر فرص عمل جديدة، وتأخذ في الاعتبار إعادة المال المنهوب وعدم تحميل الشعب اللبناني مسؤولية السياسة الاقتصادية الربوية التي اغرقت لبنان في مستنقع الديون والفساد والمحاصصات”.
واسف الشيخ الخطيب ” ان تنال الحكومة سهام المشككين والمعرقلين لمسيرة عملها بدل التعاون معها، في وقت يحتاج وطننا فيه الى تحمل المسؤولية الوطنية وتعزيز التضامن الوطني الذي يحتم انخراط الجميع في انقاذ الوطن من الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي ومحاصرة جائحة كورونا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام