الحرب العالمية للكمامات ..نموذج للقرصنة المعاصرة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الحرب العالمية للكمامات ..نموذج للقرصنة المعاصرة

كمامات
محمد علوش

بعد إنتشار وباء كورونا في العالم ومع وصول عدد الإصابات إلى أكثر من 2 مليون إصابة ،وتخطي عدد الوفيات لـ 137 الف حالة، كانت حرب من نوع آخر  تدور في أروقة العالم ومطاراته وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة .

فالحاجة إلى القفازات والكمامات دفعت بعض الدول للإستيلاء على شحنات من هذه المواد كانت متجهة من دولة إلى أخرى في مشهد جديد، وبحجّة أن كل شيء في الحرب مباح،وأصبحت كل دولة تبحث عن خلاصها الذاتي ضاربة بعرض الحائط الاتفاقات والقوانين والأعراف وودية العلاقات.

التشيك تصادر كمامات ايطالية

وبدأت القرصنة في بداية شهر اذار/ مارس الماضي حيث صادرت التشيك 110 آلاف كمامة كانت قد اشترتها إيطاليا، وتم حل المشكلة بين البلدين دبلوماسيا.

فرنسا تحتجز كمامات لصالح ايطاليا واسبانيا

كما واجهت ايطاليا المشكلة نفسها مع فرنسا حيث احتجزت السلطات الفرنسية كمامات اشترتها شركة الرعاية الصحية السويدية “مولنليكه” في الثالث من شهر أذار الماضي لصالح كل من إيطاليا وإسبانيا.

وبعد تدخل الحكومة السويدية وافقت فرنسا على تسليم جزء من كمية الكمامات المحتجزة إلى كل من إيطاليا وإسبانيا .

بعد نحو أسبوعين من الجهود الدبلوماسية أرسلت باريس نصف كمية الكمامات المحتجزة فقط إلى إيطاليا وإسبانيا، فيما أعلنت الشركة السويدية أن طلباتها لشراء الكمامات لصالح إيطاليا وإسبانيا ستمر مستقبلا عبر بلجيكا، لتفادي تكرار ما حدث.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر وقتها أن”قضية الكمامات تعبر عن قضية سيادة وطنية حساسة، وإن فرنسا بدأت بزيادة إنتاجها من الكمامات ومعدات الحماية اللازمة من الفيروس”.

المانيا تصادر كمامات لسويسرا

أقوى دول الاتحاد الأوروبي وأوسعها نفوذا، المانيا، صادرت بدورها 240 ألف كمامة كانت معدة للتصدير إلى سويسرا في الثامن من اذار الماضي، وأطلقت سويسرا مبادرة دبلوماسية لحل المشكلة.

الولايات المتحدة تصادر 200 الف كمامة اشترتها المانيا

كما وجهت ألمانيا اتهاما إلى الولايات المتحدة بمصادرة 200 ألف كمامة اشترتها برلين لمكافحة الوباء.

وقال السيناتور الألماني أندرياس جيزيل في 3 أبريل/نيسان الجاري إن”الولايات المتحدة استولت في بانكوك عاصمة تايلند على أقنعة من نوع “إف إف بي2” اشترتها إدارة مقاطعة برلين”، معتبرا أن “تصرفات الولايات المتحدة هي نموذج للقرصنة المعاصرة”.

وطلب جيزيل من الحكومة الألمانية الفدرالية إخطار الولايات المتحدة بضرورة الالتزام بالقواعد الدولية.

وتابع “لا يمكن لواشنطن معاملة الشركاء عبر الأطلسي بهذا الشكل، لا يجب تطبيق أساليب الغرب المتوحش حتى في أوقات الأزمات العالمية”.

الولايات المتحدة اشترت كمامات طلبتها فرنسا

في 2 أبريل/نيسان الجاري أعلن رينو موسيليه رئيس منطقة باكا الواقعة جنوبي فرنسا أن”الصين أرسلت كمامات ومنتجات حماية أخرى كانت فرنسا قد طلبتها إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وأضاف أن”الأميركيين اشتروا الكمامات التي طلبها الفرنسيون، ودفعوا ثمنها للصين نقدا، فغيرت طائرة الشحن مسارها من فرنسا إلى الولايات المتحدة”.

دول حاولت الحصول على طلبيات لأوكرانيا

النائب البرلماني الأوكراني أندريي موتوفيلوفيتس قال إنه”سافر إلى الصين الشهر الماضي لتأمين شحنة كمامات لبلاده، إلا أن المسؤولين القنصليين الأوكرانيين وجدوا عند ذهابهم إلى المصانع المتعاقد معها أن مسؤولين دبلوماسيين، من دول أخرى مثل روسيا وأميركا وفرنسا، يحاولون الحصول على الطلبيات التي تقدمت بها السلطات الأوكرانية”.

وأضاف البرلماني الأوكراني في تدوينة على حسابه بفيسبوك، “دفعنا استعجالا للطلبيات مع مصنعين صينيين ولكننا لم نوقع عقودا، وكان بحوزة الآخرين -يقصد الدول الأخرى- أموالا جاهزة للدفع، وبالتالي علينا النضال للحصول على شحنة أخرى”.

سلوفاكيا : النقد هو سيد الموقف

أما في سلوفاكيا، قال رئيس الوزراء بيتر بيليغريني قبل أيام إن “حكومته تعلمت الشهر الماضي درسا مفاده بأنه عندما يتعلق الأمر بشراء شحنات كمامات فإن النقد هو سيد الموقف”.

وأخبر المسؤول السلوفاكي كيف أن”حكومته جهزت أموالا بقيمة 1.2 مليون يورو لشراء شحنة كمامات من مصنع صيني، وأعدت طائرة حكومية خاصة لنقل الشحنة، إلا أن تاجرا من ألمانيا سبقهم إلى المُصنع الصيني، وحصل على الشحنة بعدما دفع أموالا أكثر”.

حرب على الكمامات داخل الولايات المتحدة

كما اندلعت حرب الكمامات داخل الولايات المتحدة الأميركية بين الولايات والحكومة الفدرالية.

وصادرت وكالة حكومية اتحادية في ميناء نيويورك 3 ملايين كمامة اشترتها ولاية ماساتشوستس (شمال شرق)، وفق صحف أميركية لم تفصح عن اسم الوكالة.

من جهتها ذكرت صحيفة واشنطن بوست نهاية الشهر الماضي أن بعض الولايات الخاضعة لسيطرة الحزب الجمهوري (حزب الرئيس دونالد ترامب) حصلت على دعم أكثر مما طلبت.

من الواضح ان أزمة جائحة كورونا لن يكون تأثيرها في المجالات الصحية والاقتصادية والسياسية فحسب،بل انها تهدد العلاقات بين الدول الكبرى في العالم ، خاصة مع ازدياد الطلب على المعدات الطبية .

 

المصدر: قناة المنار + مواقع

البث المباشر