تزداد حصيلة ضحايا فيروس كورونا حول العالم من ساعة إلى أخرى كما تظهر أرقام منظمة الصحة العالمية. وفي ظل عدم وجود دواء أو لقاح ضد الفيروس، يبقى التساؤل الرئيسي الذي يطرح نفسه هو: كيف انتقل فيروس كورونا المستجد للإنسان؟ وهل سيساعد معرفة مصدره العلماء على تطوير علاج له؟
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن فيروس كورونا المستجد فيروس حيواني المصدر، أي إنه ينتقل للإنسان من مخالطة الحيوانات المصابة به. بالرغم من ذلك يعتقد البعض أن الفيروس تم تطويره في معامل. لاختبار هذه الفرضية، قام فريق من العلماء في ولاية كاليفورنيا الأمريكية بدراسة المادة الوراثية للفيروس الجديد، وبحسب بحث نشروه في مجلة “Nature Medicine” العلمية حلل العلماء فيروس كورونا المستجد بالإضافة لأربعة فيروسات أخرى من عائلة كورونا، منها سارس “المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة” وميرس “متلازمة الشرق الأوسط التنفسية”.
واكتشف العلماء اختلافين رئيسيين بين فيروس كورونا المستجد وسابقيه، أولهما اختلاف نسبة البروتين التي تربطه بالخلية المُضيفة، وثانيهما اختلاف الأحماض الأمينية التي تغطي غلاف هذا الفيروس عن الفيروسات الأخرى.
لسوء الحظ تجعل هذه الاختلافات فيروس كورونا المستجد يرتبط بشكل أسهل مع الخلايا البشرية. لكن في الوقت نفسه بينت هذه الاختلافات للعلماء بعض الأخطاء غير المتوقع وجودها في فيروس تم تطويره بمختبرات علمية.
كما أشار العلماء إلى أن البنية الأساسية لفيروس كورونا المستجد يماثل الفيروسات التي تم اكتشافها في الخفافيش وحيوان آكل النمل فقط، مما يشير إلى عدم تصنيع الفيروس في مختبرات ولكن انتقاله عن طريق الحيوانات.
السؤال هنا هو كيف حدث هذا الانتقال؟ يرجح العلماء سيناريوهين محتملين، يعتمد كلاهما على فرضية نشأة الفيروس عند الخفافيش ثم انتقاله منها إلى حيوانات أخرى مثل حيوان “آكل النمل” ومنه إلى الإنسان. السيناريو الأول هو أن الفيروس المستجد تحول لشكله الحالي عند الحيوان الوسيط، حيوان آكل النمل، قبل انتقاله للإنسان.
أما السيناريو الثاني فيقول إن الفيروس تحول لشكله الحالي بعد وصوله لجسم الإنسان وظل يتطور حتى أصبح قابلاً للانتقال من إنسان إلى أخر.
مازال هناك جدل عن أي السيناريوهين أصح، أو إذا كان هناك سيناريو ثالث لم يُكتشف بعد. وسيحدد ذلك فحص العينات التي أُخذت من المصابين في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/ كانون الأول 2019، قبل تحول الفيروس إلى جائحة. وقد يساعد ذلك العلماء على فهم الفيروس بطريقة أفضل وبالتالي اكتشاف طرق لمقاومته.
في سياق متصل أعلنت شركة “ديكود” للأدوية البيولوجية عن اكتشفها 40 طفرة جينية في فيروس كورونا في أيسلندا. وقامت الشركة بمساعدة السلطات الأيسلندية في إجراء فحوص كوفيد- 19 وتمكنت من تتبع العدوى في العديد من البلدان، بينها النمسا وإيطاليا وإنجلترا.
المصدر: dw. arabic