كقطارٍ سريعٍ يَمضي فيروس كورونا، عابراً الاحياءَ الضيقةَ والقصورَ الشاهقة، ولا من يستطيعُ استعادةَ شهقتِه اِن ناداهُ الفايروس الخبيث.. عابراً لكلِّ الاجراءاتِ والحراساتِ والمراسمِ والبروتوكولات، موحِّداً الوجعَ بينَ اربعِ جهاتِ الارض، غيرَ معترفٍ بمسمياتِ مجموعةِ العشرين، ولا احلافِ الاساطيل، مصيباً الفقراءَ الذين استعمرتهم المملكةُ المتحدةُ البريطانيةُ كما وليَّ عهدِها الامير تشارلز..
قطارٌ سريعٌ لا يسابقُه سوى عدّادِ ضحاياه، الذين فاقوا المتوقعَ في اسبانيا ، ويَقُضُّونَ مضاجِعَ الولاياتِ المتحدةِ الاميركيةِ التي تعيشُ فوضى قرارٍ غيرِ مسبوقٍ معَ رئيسٍ لا يفقهُ سوى لغةِ كَسْبِ المال، الساعي الى فتحِ الاسواقِ لمنعِ الانهيارِ قبلَ ان تنهالَ عليه الشتيمةُ السياسيةُ من الديمقراطيينَ ومعهم بعضُ الجمهوريينَ الذين اتهموهُ بتعريضِ البلادِ لخطرٍ شديد، ومخالفةِ كلِّ النصائحِ والتحذيراتِ التي وجَّهَها له حتى مستشاروه الصحيون..
العالمُ الذي يسابقُ الوقتَ بحثاً عن حلول، تراهُ قابعاً في زاويةِ مشفىً اوروبيٍ يبحثُ عن جهازِ تنفسٍ لمريضٍ او كمامةٍ تقي طبيباً معالجاً من عدوى الوباء، عالمٌ مترنحٌ عندَ سعرِ برميلِ النفط، وامامَ اسهمِ بورصةٍ في نيويورك، الولايةِ الاميركيةِ التي لا اسهمَ فيها تسابقُ ضحايا كورونا، والتي توقعَ حاكمُها ان يتضاعفَ عددُ المصابينَ فيها خلالَ ثلاثةِ ايام ..
ايامُ لبنانَ صعبةٌ لكنها غيرُ كارثيةٍ الى الآن، كما بعثَ وزيرُ الصحةِ حمد حسن بشارةَ الاملِ من مستشفى الاملِ في بعلبك، لكنَ الالمَ المستحكمَ ما زالَ بينَ اناسٍ غيرِ ملتزمينَ بقرارِ التعبئةِ العامةِ وملازمةِ المنازل، والملتزِمينَ النكدَ السياسيَ والاعلاميَ بوجهِ الحكومةِ التي تعملُ بكلِّ طاقاتِها لعلَّها تواجهُ الخطرَ الـمُحدِق..
وبحثاً بكلِّ الاخطارِ المحدِقةِ كانَ لقاءُ رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري معَ رئيسِ الحكومةِ حسان دياب في عينِ التينة، والعينُ على الاجراءاتِ المتبعةِ لمكافحةِ كورونا، وعلى الوضعينِ المالي والإقتصادي، عشيةَ جلسةِ مجلسِ الوزراءِ غداً، التي تضمُ بينَ جدولِ اعمالِها التعييناتِ المصرفية. وعَلِمت المنارُ انَ الوِجهةَ نحوَ تأجيلِ هذا البندِ لمزيدٍ من البحث..
المصدر: قناة المنار