هي الولاياتُ المتحدةُ الاميركيةُ بحقيقتِها التي اَظهرتها على طريقِ عوكر.. الدولةُ المارقةُ المنتهِكةُ لكلِّ مُسمّياتِ السيادةِ والقوانينِ والاعرافِ الدولية.. المستبيحةُ للسماءِ والارضِ اللبنانيةِ كما استباحت الاقتصادَ وحاصرت شعباً بالتهديداتِ والعقوبات .. هي الولاياتُ المتحدةُ نفسُها التي اَوصلت بادواتِها السياسيةِ والمصرفيةِ والماليةِ الاقتصادَ اللبنانيَ الى حدِّ الاختناق، تُوصِلُ غضبَ المضحّينَ من اهالي شهداءَ وجرحَى ومعذَّبينَ الى حدِّ الانفجارِ عبرَ وكرِها المزروعِ في عوكر، المتغلغلِ في كلِّ مفاصلِ الدولةِ وعصبِها، والمسمَّى صداقةً لدى البعضِ ورعايةً لدى آخرين..
ما جرى بالامسِ من اخراجٍ للعميلِ عامر الفاخوري من عوكر رغمَ منعِه من السفرِ بحكمٍ قضائي، قضى على ما تبقى من دولةٍ وهيبتِها، فالطائرةُ التي اخترقت الاجواءَ وهَرَّبت عميلاً مجرماً أثبتت انَ لاميركا اكبرَ المعابرِ غيرِ الشرعيةِ في لبنانَ وعلى مرأَى ومَسمَعِ السلطاتِ المعنيةِ وجوقةِ السياديين، المعتلينَ المنابرَ والمفترشينَ الشاشات، وقد أُخرسوا اليوم، بل يكادونَ يطالبونَ بمعاقبةِ القاضي الذي منعَ عن الفاخوري السفر..
لقد نَفّذت اَميركا مُهمةً مافياويةً على مرأىً من الجميع، فماذا عن مُهماتِها غيرِ المرئيةِ على طولِ الاراضي اللبنانية؟ وايُّ وسائلَ تعتمدُ للوصولِ الى اهدافِها؟
لقد ثَبَتَ بالدليلِ انّه ليسَت مناعتُنا الصحيةُ على المحكِّ بفعلِ فايروس كورونا وتطوراتِه، وانما مناعتُنا السياديةُ بفعلِ كلِّ الاوبئةِ الاميركيةِ وعَدْواها المستحكِمَةِ بأدواتِها اللبنانيةِ التي لا بأسَ بها..
لكنَ بأساً يعرفُه الاميركيُ والاسرائيليُ جيداً، وخشيةً منه استَنفروا كلَّ ضغوطِهم وقِواهُم لانقاذِ عميلِهم المشأوم.. بأسُ رجالٍ ونساءٍ واطفال، قَدَّموا الرجالَ الرجالَ وفِلذاتِ الاكبادِ للذَوْدِ عن الوطنِ ولصنعِ سيادتِه، رغمَ انفِ الاميركي والاسرائيلي.. بأسٌ لن يَترُكَ ساحةً لهؤلاء، وكما خاضَ حروبَ التحريرِ للارض، ومعاركَ الذودِ عن العِرض، يخوضُ نزالَ السيادةِ – توأمِ الكرامة – التي ما قَدِرَ أحدٌ عليها بمهانة..
فكلُّ المعادلةِ المستحيلةِ تهون، وكلُّ التحدياتِ تتوضّحُ متى شرحَ الامينُ العامُّ لحزبِ الله بصدقِ الكلمةِ ووقعِ الحكمةِ واقعَ الحال، فمعَ الامينِ العامّ لحزبِ الله سماحةِ السيد حسن نصر الله الموعدُ عبرَ شاشةِ المنار عندَ الثامنةِ والنصفِ مساءً للحديثِ عن آخرِ التطورات..
المصدر: قناة المنار